فوائد حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد ) حفظ
الشيخ : هذا أيضاً مختص بفضل الصيام أن الله تعالى جعل له في الجنة باباً خاصاً وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن للجنة أبواباً كل باب يدعى منه من كان أكثر عمله منه ) فالذي أكثر عمله الصلاة يُدعى من باب الصلاة، والذي أكثره الصيام يدعى من باب الريان، والذي أكثر عمله الصدقة من باب الصدقة، والذي أكثر عمله الجهاد من باب الجهاد، وليس المعنى أن هؤلاء لا يعملون من الصالحات إلا الصيام، لا، لكن أكثر عباداتهم وتطوعاتهم الصيام، فيدخلون من هذا الباب الخاص ثم يغلق .
ففي هذا دليل على فضل إكثار الصوم ولكن من أجل رحمه الله عز وجل بعباده أن أفضل الصوم يوم لك ويوم لربك، أن تصوم يوماً وتفطر يوماً، فلو قال القائل : أنا أريد أن أريد أن أصوم الدهر ؟.
قلنا : ( لا صام من صام الأبد أو لا صام من صام الدهر ) الأفضل صوم يوم وفطر يوم، يوم لك ويوم لربك، فهذا معنى قوله : ( يقال له الريان ) واشتق له هذا الاسم لمطابقته للعمل، إذ أن الصوم يستلزم غالباً العطش، فصار هذا الباب باب الريان أي باب الري الكثير، نعم أو باب الذي يروى كثيراً .