قراءة بحث عن أسفار النبي صلى الله عليه وسلم مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
قال عزوة بدر قال ابن حجر في التلخيص الحبير : " إن غزوة بدر في السنة الثانية أما إن غزوة بدر في السنة الثانية فمتفق عليه بين أهل السير كابن اسحاق وموسى ابن عقبة وأبي الأسود وغيرهم واتفقوا على أنها كانت في رمضان .
قال ابن عساكر : والمحفوظ أنها كانت يوم الجمعة وروي أنها كانت يوم الاثنين وهو شاذ ثم الجمهور على أنها كانت سابعة عشر وقيل ثانية عشر ، وجمع بينهما بأن الثانية ابتداء خروج والسابعة عشر يوم الوقعة . وقد روى الطبري في تاريخه باسناد صحيح عن ابن مسعود أنه قال عن ليلة القدر : التمسوها في سابع عشر وتلا الآية : يوم التقى الجمعان . يوم بدر . وهذا الأثر أخرجه أبو داود والبيهقي وابن أبي شيبة والطبراني في الكبير وعبد الرزاق في المصنف والطحاوي وابن نصر المروزي في مختصر قيام الليل والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي "
.
الشيخ : هذا ليس بصحيح أن ليلة القدر ليلة السابع عشر قطعاً ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ثبت عنه أن آخر الأمر أنها كانت في العشر الأواخر .
الطالب : زيادة أثر ابن مسعود في أن ليلة القدر ليلة السابع عشر أو الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين هذا في زيادة الطبراني .
الشيخ : صار في شك ، على كل حال حتى لو صح عن ابن مسعود فهذا مبلغ علمه .
القارئ : " عام الفتح خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المدينة في طريقهم إلى مكة في رمضان سنة ثمان من الهجرة وكانوا صياماً حتى بلغ قديداً فأفطر وأفطر الناس هو الذي اتفق عليه أهل السير والمغازي أنه خرج في عاشر رمضان ودخل مكة لتسع عشر ليلة خلت منه ، ذكر ذلك ابن اسحاق بإسناد حسن وابن هشام والواقدي وابن سعد وزاد الواقدي وابن سعد أن يوم الخروج كان أربعاء ، وانظر ابن حجر في الفتح واختلفوا في تاريخ الفتح ، ما بين ثنتي عشر، وثلاث عشرة ، وست عشرة ، وسبع عشرة ، وثماني عشرة ، وتسعة عشرة ، من رمضان واتفقوا على أنه في رمضان سنة ثمان كما جاء بذلك الروايات عند مسلم ، وفي رواية عند ابن سعد أن ذلك كان في العاشر من رمضان، ومما يرجح أن خروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة كان لعشر خلون من رمضان قوة ما جاء عن ابن عباس أنه قال : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره واستخلف على المدينة أبا رهن كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري وخرج لعشر مضينا من رمضان . فذكر الحديث أورده بن اسحاق في المغازي وقال الهيثمي في المجمع : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن اسحاق ، وقد صرح بالسماع.
قال : حول حديث أبي الدرداء في صحيح البخاري فيه الجواب عن قوله رضي الله عنه : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ). أولاً الحديث فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ).
ثانياً : قوله رضي الله عنه : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ). قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وقد كنت ظننت أن هذه السفرة غزوة الفتح لما رأيت في الموطأ من طريق أبي بكر ابن عبد الرحمن عن رجل من الصحابة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج في الحر وهو يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش ومن الحر فلما بلغ القديد أفطر . فإنه يدل على أن غزوة الفتح كانت في أيام شدة الحر، وقد اتفقت الروايتان على أن كل من السفرتين كان في رمضان ، لكنني رجعت عن ذلك وعرفت أنه ليس بصواب لأن عبد الله ابن رواحة استشهد بمؤتة قبل غزوة الفتح بلا خلاف ، وإن كانتا جميعاً في غزوة واحدة ، وقد استثناه أبو الدرداء في هذه السفرة مع النبي صلى الله عليه وسلم فصح أنها كانت سفرة أخرى، أيضاً فإن سياق أحاديث غزوة الفتح أن الذين استمروا من الصحابة صياماً كانوا جماعة وفي هذا أنه عبد الله ابن رواحة وحده .
وأخرج الترمذي من حديث عمر قال : ( غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان يوم بدر ويوم الفتح ) الحديث ، ولا يصح أيضاً على بدر لأن أبا الدرداء لم يكن حينئذٍ أسلم .
قال : ملاحظة حديث عمر عند الترمذي فيه ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي حبيب "

الشيخ : إذن تلخصنا ثلاث : بدر ، والثاني الفتح ، والثالث هذا حديث أبي الدرداء لأنه لا يمكن أن يكون في غزوة الفتح ولا في غزوة بدر ، فمن لازم ذلك أن يكون في سفر ثالث .
الطالب : ... المبارك فوري صاحب مرعاة المفاتيح شرح المشكاة ، له كلام فيه زيادات على كلام الحافظ في الفتح ...
الشيخ : مكتوب .
الطالب : إي نعم ...
الشيخ : طيب .
القارئ : قال : " السرية والمراد غزوة فتح مكة . قال وعن أبي سعيد قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لستة عشر من رمضان فمن من صام ومنا من أفطر . هذا هو لفظ الحديث
قوله : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيه تجريد أو تأكيد بأن الغزوة لا تكون إلا معه بخلاف السرية والمراد غزوة فتح مكة "
.
الشيخ : هذا غلط غزونا مع رسول الله ، لو قال غزونا فقط يمكن ... نعم
القارئ : " والمراد غزوة فتح مكة بستة عشر أي ليلة مضت من شهر رمضان كذا في جميع النسخ ، وفي مسلم من رمضان أي بإسقاط لفظ شهر وهكذا وقع في جامع الأصول والمصابيح ، واختلفت الروايات في تعيين التاريخ في رواية ابن مسلم لثمانية عشرة خلت وفي رواية ٍ: ثنتي عشرة ، وفي رواية لسبع عشرة أو تسع عشرة والمشهور في كتب المغازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة فتح من المدينة في عشر خلون من رمضان ودخلها لتسع عشرة خلت .
قال الحافظ في الصيام من الفتح بعد الإشارة إلى اختلاف الرواة في ضبط ذلك في حديث أبي سعيد ما لفظه : والذي اتفق عليه أهل السير أنه خرج في عاشر رمضان ودخل مكة لتسع عشر ليلة خلت منه . وقال في المغازي : أخرج البيهقي من طريق ابن أبي حفصة عن الزهر أنه قال : صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة خلت من رمضان . وروى أحمد باسناد صحيح من طريق قزعة ابن يحيى عن أبي سعيد قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان ، هذا يعين يوم الخروج . وقول الزهري : يعين يوم الدخول ويعطي أنه أقام في الطريق اثنتي عشرة يوماً . وأما ما قاله الواقدي أنه خرج لعشر خلون من رمضان فليس بقوي لمخالفته لما هو أصح منه .
وفي تعيين هذا التاريخ أقوال أخرى منها عند مسلم لستة عشرة ، ولأحمد لثمان عشر وفي أخرى لثنتي عشر ، والجمع بين هاتين يحمل بحمل إحداهما على ما مضى والأخرى على ما بقي . والذي في المغازي : دخل لتسعة عشر مضت وهو محمول على الاختلاف في أول الشهر، ووقع في أخرى بالشك في تسعة عشر أو سبع عشر، وروى يعقوب بن سفيان من رواية ابن اسحاق عن جماعة من مشايخه : إن الفتح كان في عشر بقين من رمضان ، فإن ثبت حمل على أنه مراده أنه وقع في العشر الأوسط قبل أن يدخل العشر الأخير انتهى "
.
الشيخ : أحسنت ، نعم .
السائل : ألا يمكن حمل حديث أبي الدرداء على غزوة بدر ؟.
الشيخ : بدر كيف ذلك ؟.
السائل : أولاً أن أبا الدرداء ... من أهل بدر أو لم يشهد بدر ... في رواية أنه شهد بدراً ، وكذلك عمر رضي الله عنه قرر أنه فيمن شهد بدراً ، وإذا لم يثبت شهوده بدر فربما يكون رواه عن أحد من الصحابة .
الشيخ : لا ، مع رسول الله ، غزونا مع رسول الله.
السائل : ... لا ما يقول غزونا مع رسول الله وهو .
الشيخ : لا ما يقول وهو رواه.
السائل : ...
الشيخ : بس ما يقول غزونا مع رسول الله ، المعية تقتضي المصاحبة ، لكن إذا ثبت أنه أسلم قبل غزوة بدر هذا يحل الإشكال .
السائل : ما يمكن أن يجعل حديث أبي الدرداء سفرة غير سفرة بدر أو الفتح لأنه لم ينص على...
الشيخ : هو لازم هذا أو يقال أنه أسلم قبل غزوة بدر المهم أنكم ، الآن ما وجدتم إلا ثلاث سفرات مهما كان ، يعني أعلى شيء نجد أنه سافر في رمضان ثلاث مرات ، مرة لبدر ، ومرة للفتح ، ومرة ما يستلزمه حديث أبي الدرداء.
القارئ : ذكرنا بالأمس أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع من تبوك في رمضان فلو ثبت أيضاً يعني وافق حديث أبي الدرداء لأنها كانت في شدة حر غزوة تبوك .
الشيخ : يمكن لكن بس تجي قضية عبد الله ابن رواحة ، هو إذا ثبت أن رجوعه في رمضان في تبوك صار هذا سفر رابع .
السائل : ...
الشيخ : على كل حال ، هي المسألة ليست بذات أهمية كبيرة الحكم واضح والحمد لله ، نريد أن نعرف كم خرج الرسول عليه الصلاة والسلام مرة أو كم سافر مرة في رمضان .
السائل : يعني الأقرب أن تحمل على بدر ؟
الشيخ : ايش ؟.
السائل : لو ثبت شهود أبي الدرداء .
الشيخ : لا إذا ثبت إسلام أبي الدرداء قبل بدر وأنه شهدها مسلماً زال الإشكال ، يعني بمعنى أنه لا يلزم أن تكون غزوة ثالثة غير بدر والفتح ، هذا إذا ثبت ، لكن الحافظ ابن حجر يقول ما أسلم .نعم .