حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالوا حدثنا هشيم أخبرنا أبو الزبير عن جابر قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء حفظ
القارئ : حدّثنا محمّد بن الصّبّاح ، وزهير بن حربٍ ، وعثمان بن أبي شيبة ، قالوا : حدّثنا هشيمٌ ، أخبرنا أبو الزّبير ، عن جابرٍ ، قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الرّبا ، ومؤكله ، وكاتبه ، وشاهديه، وقال : هم سواءٌ ) .
الشيخ : الحديث الأول حديث ابن مسعود لم يحدث إلا بما سمع ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله أما آكل الربا فظاهر ، أنه ظالم ، مستحق للعنة ، لكن الموكل ، الموكل لأنه أعانه وأغراه بالربا ، حيث وافق عليه. كحديث : ( لعن المحلل والمحلّل له ) وفي حديث جابر : ( شاهديه وكاتبه) ما بالهم يلعنون ؟ لأنهم أعانوا على ذلك وأثبتوه ، إذ أن الشاهدين والكاتب تثبت بهما المعاملة.
وفي هذا دليل واضح على أن المعين على الإثم آثم وهو كذلك لو لم يكن منه إلا قوله تعالى : (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) فالمعين على الإثم آثم لأنه أعان عليه ، والراضي به الجالس مع فاعله مثله ، لقوله تعالى : (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات يكفر بها ويستهزأ فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم )) .
وقال : (( وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) ، وكذلك إن جهلت فلا تقعد بعد العلم مع القوم الظالمين لأن الإنسان قد ينسى أن هذا محرم.