حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزان والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) حفظ
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزانْ ) .
الشيخ : لماذا لماذا ؟ الزانْ .
القارئ : وقفت .
الشيخ : أي حتى ، تقف على الياء ، ما هي عندك ياء ؟
القارئ : لا .
الشيخ : سبحان الله .
القارئ : عندي أحسن الله إليك : " قال الزان هكذا هو في النسخ الزان من غير ياء بعد النون وهي لغة صحيحة قُرء فيها في السبع كما في قوله تعالى : (( الكبير المتعال )) والأشهر في اللغة إثبات الياء في كل ذلك ".
الشيخ : وهو عندنا .
القارئ : ما عندي .
الشيخ : عندكم ؟
الطالب : ...
الشيخ : كل النسخ ؟ ، هاه ، على كل حال تحمل على الفصحى ، والفصحى إذا كان معرفا تبقى الياء ، وإذا كان منكّرا تحذف الياء ، فمثلا قوله تعالى : (( وما لهم من دونه من وال )) تحذف الياء (( الكبير المتعال )) حذفها على خلاف المشهور ، وحذفها هنا يكون تخفيفا لا وجوبا ، نعم .
القارئ : ( الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ) .
الشيخ : هذا من أحاديث الأربعين النووية ، وقد تكلم عليه ابن رجب رحمه الله في شرحه كلاما جيدا .
قوله : ( لا يحل دم امرءٍ مسلم ) يعني قتله ، وليس المراد أن تجرحه ويخرج منه الدم ، المراد بذلك القتل .
وقوله : ( يشهد أن لا إله إلا الله ) هذه الصفة التفصيل فهي صفة كاشفة يعني أن إسلامه أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
يشهد بلسانه أو بقلبه ، أو بهما ؟ بهما جميعا ، فمن شهد بلسانه دون قلبه فهو منافق ، ومن شهد بقلبه دون لسانه فهو غير مسلم ، لا بد أن ينطق ، ولهذا قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو يقول : ( يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) فلا بد من القول .
ألا إله إلا الله أي لا معبود حق إلا الله عز وجل ، فكل ما عبد من دون الله فهو باطل ، لقوله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) ولكن هل يسمى إلهًا ؟ .
نعم يسمى إلها ولا بد ولهذا قال لا إله إلا الله ، ولكنه إله باطل ، وقد سمى الله تعالى الآلهة إلها كما في قوله : (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) وقال تعالى : (( فلا تجعل مع الله إلها آخر )) ، لكن هذه الألوهية ما هي إلا مجرد اسم ، سموها آلهة وهي في الحقيقة ليست آلهة وإن كانت معبودة ، لكن لما كانت معبودة بغير حق صارت عبادتها كالعدم .
وأن محمد رسول الله إلى من ؟ .
إلى الناس كافة بل إلى الإنس والجن .
يقول : ( لا يحل إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ) والثيب هو الذي جامع زوجته بنكاح صحيح وهما بالغان عاقلان حران ، فمن عقد على امرأة وخلا بها واستمتع بها دون الفرج فليس بثيب ، ومن جامعها وهي أمة فليس بثيب ، ومن جامعها وهي صغيرة فليس بثيب ، ومن جامعها وهي مجنونة فليس بثيب ، لماذا ؟.
لأن الجماع من مثل هؤلاء لا تحصل به الطمأنينة الكاملة والوطء التام ، فلذلك حماية للأنفس صار لا بد من هذه الشروط في الإحصان .
طيب والثيب اللائط ؟.
من باب أولى ، من باب أولى ، لأن الله سمى الزنا فاحشة فقال : (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة )) .