قراءة نقولات لأهل العلم فيما استشكل من حديث أنس في صحيح مسلم (حول حديث الربيع التي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسر رباعيتها) مع تعليق الشيخ عليه حفظ
الشيخ : هذا قضية الأنصارية الربيع ، نقرأه الآن .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
" أما بعد : فهذه نقولات لبعض أهل العلم فيما استشكلوه من حديث أنس عند مسلم حيث خالف رواية البخاري وأهل السنن ، وفيما يلي إجاباتهم عن هذا الإشكال ، قال الإمام النووي رحمه الله بعد سياق حديث مسلم كاملا قال : هذه رواية مسلم وخالفه البخاري في روايته فقال : عن أنس بن مالك أن عمته الربيع كسرت ثنية جارية وطلبوا إليها العفو فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبوا إلا القصاص فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص ، فقال أنس بن النضر : يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتاب الله القصاص . فرضي القوم فعفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ، هذا لفظ رواية البخاري ، فحصل الاختلاف في الروايتين من وجهين : أحدهما أن في رواية مسلم أن الجارية أخت الربيع ، وفي رواية البخاري أنها الربيع بنفسها ، والثاني أن في رواية ".
الشيخ : كذا الجارية عندك ؟ ... أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا ... اللي عندنا أن أخت الربيع جرحت إنسانا .
الطالب : هنا يا شيخ جارية .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : في المطبوع جارية ، النووي في شرحه كما قرأ .
الشيخ : اللي عندنا الآن أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا . أقول ذاك واضح ، ما هي الجارية لعلها الجارحة أو فيها تصحيف ، نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : يصحح ...
القارئ : " أحدهما أن في رواية مسلم أنها أخت الربيع وفي رواية البخاري أنها الربيع بنفسها ، والثاني أن في رواية مسلم أن الحالف لا تكسر ثنيتها هي أم الربيع بفتح الراء وفي رواية البخاري أنه أنس بن النضر ، قال العلماء المعروف في الروايات رواية البخاري ، وقد ذكرها من طرقه الصحيحة كما ذكرنا عنه وكذا رواه أصحاب السنن ، قلت : إنهما قضيتان ، أما الربيع الجارحة في رواية البخاري وأخت الجارحة في رواية مسلم فهي بضم الراء وفتح الباء وتشديد الياء ، وأما أم الربيع الحالفة في رواية مسلم فبفتح الراء وكسر الباء وتخفيف الياء .
وقال الأبتي في شرحه على مسلم : قوله إن أخت الربيع كذا في مسلم ، والذي في البخاري أنها الربيع لا أختها ، قال فيه عن أنس بن مالك أن عمته الربيع كسرت ثنية جارية ، وهذا هو المعروف ، والربيع هذه هي بنت النضر أخت أنس بن النضر وعمة أنس بن مالك .
قال الحافظ في الإصابة في ترجمة الربيع بعد أن أورد الحديث من صحيح البخاري : وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس أن أخت الربيع جرحت إنسانا فذكره ، وفيه فقالت أم الربيع : يا رسول الله يقتص من فلانة فتلك قصة أخرى إن كان الراوي حفظ ، وإلا فهو وهم من بعض رواته ، ويستفاد إن كان محفوظا أن لوالدة الربيع صحبة .
وقال في فتح الباري - عند شرح قوله : وجرحت أخت الربيع إنسانا -: فقال النبي صلى الله عليه وسلم : القصاص ، وهذه الجملة أوردها البخاري رحمه الله معلقة في باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات ، قال الحافظ : قوله وجرحت أخت الربيع إنسانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : القصاص ، كذا لهم ، ووقع للنفسي : كتاب الله القصاص ، والمعتمد ما عند الجماعة وهو بالنصب على الإغراء ، قال أبو ذر : كذا وقع هنا والصواب الربيع بنت النضر عمة أنس ، وقال الكرماني : قيل إن الصواب وجرحت الربيع بحذف لفظة أخت فإنه الموافق لما تقدم في البقرة من وجه آخر عن أنس أن الربيع بنت النضر عمته كسرت ثنية جارية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القصاص ، قال : إلا أن يقال إن هذه امرأة أخرى ، لكنه لم ينقل عن أحد كذا قال ، وقد ذكر جماعة أنهما قصتان ، والمذكور هنا طرف من حديث أخرجه مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس : أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا الحديث ، قال النووي : قال العلماء المعروف رواية البخاري ويحتمل أن يكونا قصتين ، قلت : وجزم ابن حزم بأنهما قصتان صحيحتان وقعتا لامرأة واحدة إحداهما أنها جرحت إنسانا فقضى عليها بالضمان ، والأخرى أنها كسرت ثنية جارية فقضى عليها بالقصاص وحلفت أمها في الأولى ".
الشيخ : ... نعم
القارئ : " وحلفت أمها في الأولى وأخوها في الثانية ، وقال البيهقي بعد أن أورد الروايتين : ظاهر الخبرين يدل على أنهما قصتان ، فإن قُبل هذا الجمع وإلا فثابت أحفظ من حميد ، قلت في القصتين مغايرات منها هل الجانية الربيع أو أختها ؟ ، وهل الجناية ".
الشيخ : الجارحة .
القارئ : عندي الجانية ، " هل الجارحة الربيع أو أختها وهل الجناية كسر الثنية أو الجراحة ؟ز وهل الحالف أم الربيع أو أخواها أنس بن النضر ؟، وأما ما وقع في أول الجنايات عند البيهقي من وجه آخر عن حميد عن أنس ، قال : لطمت الربيع بنت معوذ جارية فكسرت ثنيتها فهو غلط في ذكر أبيها ، والمحفوظ أنها بنت النضر عمة أنس كما وقع التصريح به في صحيح البخاري ، هذا ما تيسر لي جمعه في هذه العجالة والحمد لله من قبل ومن بعد . الطالب : كمال الجزائري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما مسألة الجرح وكسر السن فلا منافاة بينهما ، لأنه من الجاري أنها ضربت الشفة فانجرحت وانكسر السن ، وهذا ليس فيه إشكال ، لكن الإشكال في أن أنس بن النضر رضي الله عنه هو الذي أقسم ، وهذا اللي في مسلم أن أخت الربيع ، هذا هو المشكل ، والذي أرى أنه لا حاجة للتكلف ، الوهم جائز على كل إنسان ، وما دام رواية البخاري ، والبخاري باتفاق جمهور المحدثين أصح من مسلم ، وكذلك رواية السنن تؤيده ، فالمعتمد رواية البخاري ، ويكون هذه فيها أوهام ، ولا أحد يسلم من الوهم .
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم القصة واحدة ، ويبعد أن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول كتاب الله القصاص ثم يعاد مرة ثانية ثم يعتذرون ، هذا بعيد ، بعيد جدا .
فالذي يظهر لي أن يقال الحمد لله الوهم جائز على كل إنسان ، وما دامت رواية البخاري وغيره من أصحاب الحديث على أن الأمر خلاف ما في صحيح مسلم ، فالرواة قد يتوهمون ، نعم .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
" أما بعد : فهذه نقولات لبعض أهل العلم فيما استشكلوه من حديث أنس عند مسلم حيث خالف رواية البخاري وأهل السنن ، وفيما يلي إجاباتهم عن هذا الإشكال ، قال الإمام النووي رحمه الله بعد سياق حديث مسلم كاملا قال : هذه رواية مسلم وخالفه البخاري في روايته فقال : عن أنس بن مالك أن عمته الربيع كسرت ثنية جارية وطلبوا إليها العفو فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبوا إلا القصاص فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص ، فقال أنس بن النضر : يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتاب الله القصاص . فرضي القوم فعفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ، هذا لفظ رواية البخاري ، فحصل الاختلاف في الروايتين من وجهين : أحدهما أن في رواية مسلم أن الجارية أخت الربيع ، وفي رواية البخاري أنها الربيع بنفسها ، والثاني أن في رواية ".
الشيخ : كذا الجارية عندك ؟ ... أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا ... اللي عندنا أن أخت الربيع جرحت إنسانا .
الطالب : هنا يا شيخ جارية .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : في المطبوع جارية ، النووي في شرحه كما قرأ .
الشيخ : اللي عندنا الآن أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا . أقول ذاك واضح ، ما هي الجارية لعلها الجارحة أو فيها تصحيف ، نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : يصحح ...
القارئ : " أحدهما أن في رواية مسلم أنها أخت الربيع وفي رواية البخاري أنها الربيع بنفسها ، والثاني أن في رواية مسلم أن الحالف لا تكسر ثنيتها هي أم الربيع بفتح الراء وفي رواية البخاري أنه أنس بن النضر ، قال العلماء المعروف في الروايات رواية البخاري ، وقد ذكرها من طرقه الصحيحة كما ذكرنا عنه وكذا رواه أصحاب السنن ، قلت : إنهما قضيتان ، أما الربيع الجارحة في رواية البخاري وأخت الجارحة في رواية مسلم فهي بضم الراء وفتح الباء وتشديد الياء ، وأما أم الربيع الحالفة في رواية مسلم فبفتح الراء وكسر الباء وتخفيف الياء .
وقال الأبتي في شرحه على مسلم : قوله إن أخت الربيع كذا في مسلم ، والذي في البخاري أنها الربيع لا أختها ، قال فيه عن أنس بن مالك أن عمته الربيع كسرت ثنية جارية ، وهذا هو المعروف ، والربيع هذه هي بنت النضر أخت أنس بن النضر وعمة أنس بن مالك .
قال الحافظ في الإصابة في ترجمة الربيع بعد أن أورد الحديث من صحيح البخاري : وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس أن أخت الربيع جرحت إنسانا فذكره ، وفيه فقالت أم الربيع : يا رسول الله يقتص من فلانة فتلك قصة أخرى إن كان الراوي حفظ ، وإلا فهو وهم من بعض رواته ، ويستفاد إن كان محفوظا أن لوالدة الربيع صحبة .
وقال في فتح الباري - عند شرح قوله : وجرحت أخت الربيع إنسانا -: فقال النبي صلى الله عليه وسلم : القصاص ، وهذه الجملة أوردها البخاري رحمه الله معلقة في باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات ، قال الحافظ : قوله وجرحت أخت الربيع إنسانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : القصاص ، كذا لهم ، ووقع للنفسي : كتاب الله القصاص ، والمعتمد ما عند الجماعة وهو بالنصب على الإغراء ، قال أبو ذر : كذا وقع هنا والصواب الربيع بنت النضر عمة أنس ، وقال الكرماني : قيل إن الصواب وجرحت الربيع بحذف لفظة أخت فإنه الموافق لما تقدم في البقرة من وجه آخر عن أنس أن الربيع بنت النضر عمته كسرت ثنية جارية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القصاص ، قال : إلا أن يقال إن هذه امرأة أخرى ، لكنه لم ينقل عن أحد كذا قال ، وقد ذكر جماعة أنهما قصتان ، والمذكور هنا طرف من حديث أخرجه مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس : أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا الحديث ، قال النووي : قال العلماء المعروف رواية البخاري ويحتمل أن يكونا قصتين ، قلت : وجزم ابن حزم بأنهما قصتان صحيحتان وقعتا لامرأة واحدة إحداهما أنها جرحت إنسانا فقضى عليها بالضمان ، والأخرى أنها كسرت ثنية جارية فقضى عليها بالقصاص وحلفت أمها في الأولى ".
الشيخ : ... نعم
القارئ : " وحلفت أمها في الأولى وأخوها في الثانية ، وقال البيهقي بعد أن أورد الروايتين : ظاهر الخبرين يدل على أنهما قصتان ، فإن قُبل هذا الجمع وإلا فثابت أحفظ من حميد ، قلت في القصتين مغايرات منها هل الجانية الربيع أو أختها ؟ ، وهل الجناية ".
الشيخ : الجارحة .
القارئ : عندي الجانية ، " هل الجارحة الربيع أو أختها وهل الجناية كسر الثنية أو الجراحة ؟ز وهل الحالف أم الربيع أو أخواها أنس بن النضر ؟، وأما ما وقع في أول الجنايات عند البيهقي من وجه آخر عن حميد عن أنس ، قال : لطمت الربيع بنت معوذ جارية فكسرت ثنيتها فهو غلط في ذكر أبيها ، والمحفوظ أنها بنت النضر عمة أنس كما وقع التصريح به في صحيح البخاري ، هذا ما تيسر لي جمعه في هذه العجالة والحمد لله من قبل ومن بعد . الطالب : كمال الجزائري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما مسألة الجرح وكسر السن فلا منافاة بينهما ، لأنه من الجاري أنها ضربت الشفة فانجرحت وانكسر السن ، وهذا ليس فيه إشكال ، لكن الإشكال في أن أنس بن النضر رضي الله عنه هو الذي أقسم ، وهذا اللي في مسلم أن أخت الربيع ، هذا هو المشكل ، والذي أرى أنه لا حاجة للتكلف ، الوهم جائز على كل إنسان ، وما دام رواية البخاري ، والبخاري باتفاق جمهور المحدثين أصح من مسلم ، وكذلك رواية السنن تؤيده ، فالمعتمد رواية البخاري ، ويكون هذه فيها أوهام ، ولا أحد يسلم من الوهم .
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم القصة واحدة ، ويبعد أن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول كتاب الله القصاص ثم يعاد مرة ثانية ثم يعتذرون ، هذا بعيد ، بعيد جدا .
فالذي يظهر لي أن يقال الحمد لله الوهم جائز على كل إنسان ، وما دامت رواية البخاري وغيره من أصحاب الحديث على أن الأمر خلاف ما في صحيح مسلم ، فالرواة قد يتوهمون ، نعم .