تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... قوله : ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة ... ) إلخ ؛ دل على أن الله عز وجل يكون قبل وجه المصلي . قال شيخ الإسلام في " العقيدة الحموية " ، " إن الحديث حق على ظاهره ، وهو سبحانه فوق العرش ، وهو قبل وجه المصلي ، بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات ؛ فإن الإنسان لو أنه يناجي السماء أو يناجي الشمس والقمر ؛ لكانت السماء والشمس والقمر فوقه ، وكانت أيضا قبل وجهه " . قوله : ( اللهم رب السماوات ... ) إلخ ؛ تضمن الحديث إثبات أسمائه تعالى : الأول ، والآخر ، والظاهر ، والباطن ، وهي من الأسماء الحسنى ، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يدع مجالا لقائل ، فهو أعلم الخلق جميعا بأسماء ربه وبالمعاني التي تدل عليها ، فلا يصح أن يلتفت إلى قول غيره أيا كان . وفي الحديث أيضا يعلمنا نبينا صلوات الله وسلامه عليه وآله كيف نثني على ربنا عز وجل قبل السؤال ، فهو يثني عليه بربوبيته العامة التي انتظمت كل شيء ، ثم بربوبيته الخاصة الممثلة في إنزاله هذه الكتب الثلاثة تحمل الهدى والنور إلى عباده ، ثم يعوذ ويعتصم به سبحانه من شر نفسه ومن شر كل ذي شر من خلقه ، ثم يسأله في آخر الحديث أن يقضي عنه دينه ، وأن يغنيه من فقر ... " . حفظ