قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " والصراط منصوب ... " إلخ . أصل الصراط : الطريق الواسع ؛ قيل : سمي بذلك لأنه يسترط السابلة ؛ أي : يبتلعهم إذا سلكوه ، وقد يستعمل في الطريق المعنوي ؛ كما في قوله تعالى : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) .
والصراط الأخروي الذي هو الجسر الممدود على ظهر جهنم بين الجنة والنار حق لا ريب فيه ؛ لورود خبر الصادق به ، ومن استقام على صراط الله الذي هو دينه الحق في الدنيا استقام على هذا الصراط في الآخرة ، وقد ورد في وصفه أنه : ( أدق من الشعرة ، وأحد من السيف ) .
قوله : " وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم " ؛ يعني : أول من يحرك حلقها طالبا أن يفتح له بابها ؛ كما قال عليه السلام : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة ، فأدخلها ويدخلها معي فقراء أمتي ) .
يعني : بعد دخول الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكون فقراء هذه الأمة أول الناس دخولا الجنة .
وأما قوله : " وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات "؛ فأصل الشفاعة من قولنا : شفع كذا بكذا إذا ضمه إليه ، وسمي الشافع شافعا لأنه يضم طلبه ورجاءه إلى طلب المشفوع له .
والشفاعة من الأمور التي ثبتت بالكتاب والسنة ، وأحاديثها متواترة ؛ قال تعالى : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) فنفي الشفاعة بلا إذن إثبات للشفاعة من بعد الإذن .
قال تعالى عن الملائكة : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) .
فبين الله الشفاعة الصحيحة ، وهي التي تكون بإذنه ، ولمن يرتضي قوله وعمله .
وأما ما يتمسك به الخوارج والمعتزلة في نفي الشفاعة من مثل قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ، (( ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة )) ، (( فما لنا من شافعين )) ... إلخ ؛ فإن الشفاعة المنفية هنا هي الشفاعة في أهل الشرك ، وكذلك الشفاعة الشركية التي يثبتها المشركون لأصنامهم ، ويثبتها النصارى للمسيح والرهبان ، وهي التي تكون بغير إذن الله ورضاه ... " . حفظ