قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : " وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب ... " إلخ ؛ فاعلم أن أصل الجزاء على الأعمال خيرها وشرها ثابت بالعقل كما هو ثابت بالسمع ، وقد نبه الله العقول إلى ذلك في مواضع كثيرة من كتابه ؛ مثل قوله تعالى : (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) ، (( أيحسب الإنسان أن يترك سدى )) . فإنه لا يليق في حكمة الحكيم أن يترك الناس سدى مهملين ، ولا يؤمرون ، ولا ينهون ، ولا يثابون ولا يعاقبون ؛ كما لا يليق بعدله وحكمته أن يسوي بين المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ؛ كما قال تعالى : (( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار )) . فإن العقول الصحيحة تأبى ذلك وتنكره أشد الإنكار . وكذلك نبههم الله على ذلك بما أوقعه من أيامه في الدنيا من إكرام الطائعين ، وخذلان الطاغين . وأما تفاصيل الأجزية ومقاديرها ؛ فلا يدرك إلا بالسمع والنقول الصحيحة عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ... " . حفظ