الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.39 ميغابايت )
التنزيل ( 506 )
الإستماع ( 96 )


  1. باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، إلا لمنشد على الدوام

  2. حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح - فتح مكة - ( لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا ) وقال يوم الفتح - فتح مكة - ( إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها )، فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال: ( إلا الإذخر ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.36 ميغابايت )
التنزيل ( 393 )
الإستماع ( 65 )


  1. تتمة باب فضل المدينة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة، وبيان تحريمها، وتحريم صيدها وشجرها، وبيان حدود حرمها

  2. حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر، جميعا عن إسماعيل، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: ( التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني )، فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، وقال في الحديث: ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: ( هذا جبل يحبنا ونحبه )، فلما أشرف على المدينة، قال: ( اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم ). وحدثناه سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، قالا: حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القاري، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، غير أنه قال: ( إني أحرم ما بين لابتيها ). وحدثناه حامد بن عمر، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عاصم، قال: قلت لأنس بن مالك: أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال: نعم ما بين كذا إلى كذا، فمن أحدث فيها حدثا، قال: ثم قال لي: هذه شديدة ( من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا، ولا عدلا )، قال: فقال ابن أنس: ( أو آوى محدثا ). حدثني زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصم الأحول، قال: سألت أنسا، أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال: ( نعم، هي حرام لا يختلى خلاها، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ). حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم ). وحدثني زهير بن حرب، وإبراهيم بن محمد السامي، قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت يونس، يحدث عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.15 ميغابايت )
التنزيل ( 354 )
الإستماع ( 82 )


  1. باب صيانة المدينة من دخول الطاعون، والدجال إليها

  2. حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال ). وحدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يأتي المسيح من قبل المشرق، همته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهنالك يهلك ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.83 ميغابايت )
التنزيل ( 363 )
الإستماع ( 70 )


  1. باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة

  2. حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، واللفظ لعمرو، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام ). حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال: ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام ). حدثني إسحاق بن منصور، حدثنا عيسى بن المنذر الحمصي، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر، مولى الجهنيين - وكان من أصحاب أبي هريرة - أنهما سمعا أبا هريرة يقول: صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، وإن مسجده آخر المساجد، قال أبو سلمة، وأبو عبد الله: لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث، حتى إذا توفي أبو هريرة، تذاكرنا ذلك، وتلاومنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن كان سمعه منه، فبينا نحن على ذلك، جالسنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فذكرنا ذلك الحديث، والذي فرطنا فيه من نص أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فإني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد ). حدثنا محمد بن المثنى، وابن أبي عمر، جميعا عن الثقفي، قال ابن المثنى: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: سألت أبا صالح، هل سمعت أبا هريرة يذكر فضل الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، ولكن أخبرني عبد الله بن إبراهيم بن قارظ؛ أنه سمع أبا هريرة يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة - أو كألف صلاة - فيما سواه من المساجد، إلا أن يكون المسجد الحرام ). وحدثنيه زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، ومحمد بن حاتم، قالوا: حدثنا يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 6.72 ميغابايت )
التنزيل ( 354 )
الإستماع ( 91 )


  1. باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه، إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها

  2. حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة، فأتى امرأته زينب، وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه، فقال: ( إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه ). حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا حرب بن أبي العالية، حدثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة، فذكر بمثله. غير أنه قال: فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة، ولم يذكر: ( تدبر في صورة شيطان ). وحدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، قال: قال جابر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.51 ميغابايت )
التنزيل ( 344 )
الإستماع ( 55 )


  1. باب تحريم نكاح المحرم، وكراهة خطبته

  2. حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن نبيه بن وهب، أن عمر بن عبيد الله، أراد أن يزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير، فأرسل إلى أبان بن عثمان يحضر ذلك وهو أمير الحج، فقال أبان: سمعت عثمان بن عفان، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا ينكح المحرم، ولا ينكح، ولا يخطب ). وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، حدثني نبيه بن وهب، قال: بعثني عمر بن عبيد الله بن معمر، وكان يخطب بنت شيبة بن عثمان على ابنه، فأرسلني إلى أبان بن عثمان وهو على الموسم، فقال: ألا أراه أعرابيا، ( إن المحرم لا ينكح، ولا ينكح )، أخبرنا بذلك عثمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وحدثني أبو غسان المسمعي، حدثنا عبد الأعلى، ح وحدثني أبو الخطاب زياد بن يحيى، حدثنا محمد بن سواء، قالا جميعا: حدثنا سعيد، عن مطر، ويعلى بن حكيم، عن نافع، عن نبيه بن وهب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( لا ينكح المحرم، ولا ينكح، ولا يخطب ). وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة، قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نبيه بن وهب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( المحرم لا ينكح، ولا يخطب ). حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، حدثني خالد بن يزيد، حدثني سعيد بن أبي هلال، عن نبيه بن وهب، أن عمر بن عبيد الله بن معمر أراد أن ينكح ابنه طلحة بنت شيبة بن جبير في الحج، وأبان بن عثمان يومئذ أمير الحاج، فأرسل إلى أبان: إني قد أردت أن أنكح طلحة بن عمر، فأحب أن تحضر ذلك، فقال له أبان: ألا أراك عراقيا جافيا، إني سمعت عثمان بن عفان، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا ينكح المحرم ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.25 ميغابايت )
التنزيل ( 360 )
الإستماع ( 90 )


  1. باب الصداق، وجواز كونه تعليم قرآن، وخاتم حديد، وغير ذلك من قليل وكثير، واستحباب كونه خمسمائة درهم لمن لا يجحف به

  2. حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، ح وحدثناه قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: ( فهل عندك من شيء؟ ) فقال: لا، والله يا رسول الله، فقال: ( اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا؟ ) فذهب ثم رجع، فقال: لا، والله، ما وجدت شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظر ولو خاتما من حديد )، فذهب ثم رجع، فقال: لا، والله، يا رسول الله، ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رداء - فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما تصنع بإزارك؟ إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء )، فجلس الرجل، حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا، فأمر به فدعي، فلما جاء قال: ( ماذا معك من القرآن؟ ) قال: معي سورة كذا وسورة كذا - عددها - فقال: ( تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ ) قال: نعم، قال: ( اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن )، هذا حديث ابن أبي حازم، وحديث يعقوب يقاربه في اللفظ . وحدثناه خلف بن هشام، حدثنا حماد بن زيد، ح وحدثنيه زهير بن حرب، حدثنا سفيان بن عيينة، ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن الدراوردي، ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، كلهم عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، بهذا الحديث، يزيد بعضهم على بعض، غير أن في حديث زائدة، قال: ( انطلق فقد زوجتكها فعلمها من القرآن ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.53 ميغابايت )
التنزيل ( 313 )
الإستماع ( 82 )


  1. باب زواج زينب بنت جحش، ونزول الحجاب، وإثبات وليمة العرس

  2. حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا بهز، ح وحدثني محمد بن رافع، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قالا جميعا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، وهذا حديث بهز، قال: لما انقضت عدة زينب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: ( فاذكرها علي )، قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها، فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها بغير إذن، قال، فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني، قال: فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه، فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب، قال: ووعظ القوم بما وعظوا به زاد ابن رافع في حديثه: (( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) [الأحزاب: 53] إلى قوله (( والله لا يستحيي من الحق )) [الأحزاب: 53] . حدثنا أبو الربيع الزهراني، وأبو كامل فضيل بن حسين، وقتيبة بن سعيد، قالوا: حدثنا حماد وهو ابن زيد، عن ثابت، عن أنس، وفي رواية أبي كامل: سمعت أنسا، قال: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة - وقال أبو كامل: على شيء من نسائه - ما أولم على زينب، فإنه ذبح شاة ). حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد وهو ابن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: ( ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه أكثر - أو أفضل - مما أولم على زينب )، فقال ثابت البناني: بما أولم؟ قال: ( أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه ). حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، وعاصم بن النضر التيمي، ومحمد بن عبد الأعلى، كلهم عن معتمر، واللفظ لابن حبيب، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، حدثنا أبو مجلز، عن أنس بن مالك، قال: ( لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، دعا القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون )، قال: ( فأخذ كأنه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم ) - زاد عاصم، وابن عبد الأعلى في حديثهما، قال: فقعد ثلاثة - ( وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا )، قال: ( فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا )، قال: " فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل، فألقى الحجاب بيني وبينه، قال: وأنزل الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) [الأحزاب: 53] إلى قوله (( إن ذلكم كان عند الله عظيما )) [الأحزاب: 53] . وحدثني عمرو الناقد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب: إن أنس بن مالك قال: أنا أعلم الناس بالحجاب، لقد كان أبي بن كعب يسألني عنه، قال أنس: ( أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب بنت جحش )، قال: ( وكان تزوجها بالمدينة، فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس معه رجال بعد ما قام القوم، حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى، فمشيت معه حتى بلغ باب حجرة عائشة، ثم ظن أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم، فرجع فرجعت الثانية، حتى بلغ حجرة عائشة، فرجع فرجعت، فإذا هم قد قاموا، فضرب بيني وبينه بالستر، وأنزل الله آية الحجاب ). حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جعفر يعني ابن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس بن مالك، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سليم حيسا، فجعلته في تور، فقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل: بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، قال: فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، فقال: ( ضعه )، ثم قال: ( اذهب، فادع لي فلانا وفلانا وفلانا، ومن لقيت )، وسمى رجالا، قال: فدعوت من سمى، ومن لقيت، قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أنس، هات التور )، قال: فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليتحلق عشرة عشرة، وليأكل كل إنسان مما يليه )، قال: فأكلوا حتى شبعوا، قال: فخرجت طائفة، ودخلت طائفة، حتى أكلوا كلهم، فقال لي: ( يا أنس، ارفع )، قال: فرفعت، فما أدري حين وضعت كان أكثر، أم حين رفعت، قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم على نسائه، ثم رجع، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع، ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه، قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلهم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أرخى الستر، ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج علي، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأهن على الناس: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي )) [الأحزاب: 53] إلى آخر الآية قال الجعد: قال أنس بن مالك: أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات. وحجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم . وحدثني محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي عثمان، عن أنس قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حيسا في تور من حجارة، فقال أنس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اذهب، فادع لي من لقيت من المسلمين )، فدعوت له من لقيت، فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون، ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الطعام، فدعا فيه، وقال فيه ما شاء الله أن يقول، ولم أدع أحدا لقيته إلا دعوته، فأكلوا حتى شبعوا، وخرجوا وبقي طائفة منهم، فأطالوا عليه الحديث، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا، فخرج وتركهم في البيت، فأنزل الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) [الأحزاب: 53]- قال قتادة: غير متحينين طعاما (( ولكن إذا دعيتم فادخلوا )) [الأحزاب: 53] حتى بلغ (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) [الأحزاب: 53] .

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.81 ميغابايت )
التنزيل ( 357 )
الإستماع ( 89 )


  1. باب تحريم امتناعها من فراش زوجها

  2. وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، يحدث عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( إذا باتت المرأة، هاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى تصبح ). وحدثنيه يحيى بن حبيب، حدثنا خالد يعني ابن الحارث، حدثنا شعبة، بهذا الإسناد، وقال: ( حتى ترجع ). حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا مروان، عن يزيد يعني ابن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ). وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، ح وحدثني أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع، ح وحدثني زهير بن حرب، واللفظ له، حدثنا جرير، كلهم عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.22 ميغابايت )
التنزيل ( 363 )
الإستماع ( 64 )


  1. كتاب الرضاع

  2. باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.72 ميغابايت )
التنزيل ( 344 )
الإستماع ( 42 )


  1. باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء، وإن كان لها زوج انفسخ نكاحها بالسبي

  2. حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن أبي علقمة الهاشمي، عن أبي سعيد الخدري، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس، فلقوا عدوا، فقاتلوهم فظهروا عليهم، وأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين، فأنزل الله عز وجل في ذلك: (( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم )) [النساء: 24]، أي: فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن ). وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي الخليل، أن أبا علقمة الهاشمي، حدث، أن أبا سعيد الخدري، حدثهم، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين سرية، بمعنى حديث يزيد بن زريع، غير أنه قال: إلا ما ملكت أيمانكم منهن فحلال لكم، ولم يذكر إذا انقضت عدتهن . وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد، قال: ( أصابوا سبيا يوم أوطاس لهن أزواج، فتخوفوا، فأنزلت هذه الآية: (( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم )) [النساء: 24] ). وحدثني يحيى بن حبيب، حدثنا خالد يعني ابن الحارث، حدثنا سعيد، عن قتادة، بهذا الإسناد نحوه .

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.80 ميغابايت )
التنزيل ( 331 )
الإستماع ( 75 )


  1. باب الوصية بالنساء

  2. وحدثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن المرأة كالضلع، إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج ). وحدثنيه زهير بن حرب، وعبد بن حميد، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري، عن عمه بهذا الإسناد، مثله سواء . حدثنا عمرو الناقد، وابن أبي عمر، واللفظ لابن أبي عمر، قالا: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها، كسرتها وكسرها طلاقها ). وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.62 ميغابايت )
التنزيل ( 331 )
الإستماع ( 80 )


  1. باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته، ولم ينو الطلاق

  2. وحدثنا زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام يعني الدستوائي، قال: كتب إلي يحيى بن أبي كثير، يحدث عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يقول في الحرام: " يمين يكفرها "، وقال ابن عباس: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) [الأحزاب: 21] ". حدثنا يحيى بن بشر الحريري، حدثنا معاوية يعني ابن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، أن يعلى بن حكيم، أخبره، أن سعيد بن جبير، أخبره، أنه سمع ابن عباس، قال: " إذا حرم الرجل عليه امرأته، فهي يمين يكفرها "، وقال: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) [الأحزاب: 21] ". وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا حجاج بن محمد، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع عبيد بن عمير، يخبر أنه سمع عائشة، تخبر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا، قالت: فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له، فقال: ( بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له )، فنزل: (( لم تحرم ما أحل الله لك )) [التحريم: 1] إلى قوله: (( إن تتوبا )) [التحريم: 4] لعائشة وحفصة، (( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا )) [التحريم: 3]، لقوله: ( بل شربت عسلا ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.58 ميغابايت )
التنزيل ( 336 )
الإستماع ( 71 )


  1. تتمة باب في الإيلاء، واعتزال النساء، وتخييرهن وقوله تعالى: (( وإن تظاهرا عليه )) [التحريم: 4]

  2. وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن أبي عمر، وتقاربا في لفظ الحديث، قال ابن أبي عمر: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن ابن عباس، قال: لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى: (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) [التحريم: 4]؟ حتى حج عمر وحججت معه، فلما كنا ببعض الطريق، عدل عمر، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز، ثم أتاني، فسكبت على يديه، فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما: (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) [التحريم: 4]؟ قال عمر: واعجبا لك يا ابن عباس - قال الزهري: كره والله ما سأله عنه، ولم يكتمه - قال: " هي حفصة وعائشة "، ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة، وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي، فتغضبت يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم، فقلت: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن، وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك - يريد عائشة قال: وكان لي جار من الأنصار، فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينزل يوما وأنزل يوما، فيأتيني بخبر الوحي وغيره، وآتيه بمثل ذلك. وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي، ثم أتاني عشاء، فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم، قلت: ماذا؟ أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائنا، حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي، ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: لا أدري، ها هو ذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاما له أسود، فقلت استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له، فصمت، فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر فجلست، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد، ثم أتيت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له، فصمت، فوليت مدبرا، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل فقد أذن لك، فدخلت، فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو متكئ على رمل حصير، قد أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول الله نساءك؟ فرفع رأسه إلي، وقال: «لا»، فقلت: الله أكبر، لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فتغضبت على امرأتي يوما، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله، إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر، أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا هي قد هلكت، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، قد دخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم منك، وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فتبسم أخرى، فقلت: أستأنس يا رسول الله، قال: «نعم»، فجلست فرفعت رأسي في البيت، فوالله، ما رأيت فيه شيئا يرد البصر، إلا أهبا ثلاثة، فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسا، ثم قال: ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب، أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا )، فقلت: استغفر لي يا رسول الله، وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن، حتى عاتبه الله عز وجل. قال الزهري: فأخبرني عروة، عن عائشة، قالت: لما مضى تسع وعشرون ليلة دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدأ بي، فقلت: يا رسول الله، إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن، فقال: ( إن الشهر تسع وعشرون )، ثم قال: ( يا عائشة، إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك )، ثم قرأ علي الآية (( يا أيها النبي قل لأزواجك )) [الأحزاب: 28] حتى بلغ (( أجرا عظيما )) [النساء: 40]، قالت عائشة: قد علم والله أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه، قالت: فقلت: أوفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قال معمر، فأخبرني أيوب، أن عائشة، قالت: لا تخبر نساءك أني اخترتك، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أرسلني مبلغا، ولم يرسلني متعنتا )، قال قتادة: " صغت قلوبكما، مالت قلوبكما ".

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.38 ميغابايت )
التنزيل ( 315 )
الإستماع ( 94 )


  1. باب جواز خروج المعتدة البائن، والمتوفى عنها زوجها في النهار لحاجتها

  2. وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، ح وحدثنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، ح وحدثني هارون بن عبد الله، واللفظ له، حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ( بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدقي، أو تفعلي معروفا ).

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.65 ميغابايت )
التنزيل ( 336 )
الإستماع ( 78 )


  1. كتاب اللعان

  2. وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، أن سهل بن سعد الساعدي، أخبره، أن عويمرا العجلاني، جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري، فقال له: أرأيت يا عاصم لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله، فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ فسل لي عن ذلك يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها، حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر، فقال: يا عاصم ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عاصم لعويمر: لم تأتني بخير، قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنها؟ قال عويمر: والله، لا أنتهي حتى أسأله عنها، فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الناس، فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه؟ أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد نزل فيك وفي صاحبتك، فاذهب فأت بها )، قال سهل: فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغا، قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله، إن أمسكتها، فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن شهاب: " فكانت سنة المتلاعنين ". وحدثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني سهل بن سعد الأنصاري، أن عويمرا الأنصاري من بني العجلان أتى عاصم بن عدي وساق الحديث بمثل حديث مالك، وأدرج في الحديث قوله: وكان فراقه إياها بعد سنة في المتلاعنين، وزاد فيه، قال سهل: فكانت حاملا، فكان ابنها يدعى إلى أمه، ثم جرت السنة أنه يرثها وترث منه ما فرض الله لها .

الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.86 ميغابايت )
التنزيل ( 332 )
الإستماع ( 82 )


  1. كتاب العتق

  2. حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قلت لمالك: حدثك نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أعتق شركا له في عبد، فكان له مال يبلغ ثمن العبد، قوم عليه قيمة العدل، فأعطى شركاءه حصصهم، وعتق عليه العبد، وإلا فقد عتق منه ما عتق ). وحدثناه قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، جميعا عن الليث بن سعد، ح وحدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا جرير بن حازم، ح وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد، حدثنا أيوب، ح وحدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عبيد الله، ح وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد، ح وحدثني إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني إسماعيل بن أمية، ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، أخبرني أسامة، ح وحدثنا محمد بن رافع، حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، كل هؤلاء عن نافع، عن ابن عمر، بمعنى حديث مالك، عن نافع .