شرح العقيدة الواسطية-34
الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.59 ميغابايت )
التنزيل ( 1229 )
الإستماع ( 426 )


1 - تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... فصل ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً ، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس ، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة ، وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع ، وضدها الفرقة ، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الاختلاف ، وانتشر في الأمة ... " . أستمع حفظ

2 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " ثم من طريقة أهل السنة ... " إلخ ؛ هذا بيان المنهج لأهل السنة والجماعة في استنباط الأحكام الدينية كلها ، أصولها وفروعها ، بعد طريقتهم في مسائل الأصول ، وهذا المنهج يقوم على أصول ثلاثة : أولها : كتاب الله عز وجل ، الذي هو خير الكلام وأصدقه ، فهم لا يقدمون على كلام الله كلام أحد من الناس . وثانيها : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أثر عنه من هدي وطريقة ، لا يقدمون على ذلك هدي أحد من الناس . وثالثها : ما وقع عليه إجماع الصدر الأول من هذه الأمة قبل التفرق والانتشار وظهور البدعة والمقالات ، وما جاءهم بعد ذلك مما قاله الناس وذهبوا إليه من المقالات وزنوها بهذه الأصول الثلاثة التي هي الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، فإن وافقها ؛ قبلوه ، وإن خالفها ردوه ؛ أيا كان قائله . وهذا هو المنهج الوسط ، والصراط المستقيم ، الذي لا يضل سالكه ، ولا يشقى من اتبعه ، وسط بين من يتلاعب بالنصوص ، فيتأول الكتاب ، وينكر الأحاديث الصحيحة ، ولا يعبأ بإجماع السلف ، وبين من يخبط خبط عشواء ، فيتقبل كل رأي ، ويأخذ بكل قول ، لا يفرق في ذلك بين غث وسمين ، وصحيح وسقيم ... " . أستمع حفظ

4 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فصل ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً ، ويحافظون على الجماعات . ويدينون بالنصيحة للأمة ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ويأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك . ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل ، والرفق بالمملوك . وينهون عن الفخر ، والخيلاء ، والبغي ، والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق . ويأمرون بمعالي الأخلاق ، وينهون عن سفسافها . وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة ، وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم . لكن لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة ، وفي حديث عنه أنه قال : ( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون ، والشهداء ، والصالحون ، ومنهم أعلام الهدى ، ومصابيح الدجى ، أولو المناقب المأثورة ، والفضائل المذكورة ، وفيهم الأبدال ، وفيهم أئمة الدين ، الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ، وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ، لا يضرهم من خالفهم ، ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ) نسأل الله أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب . والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ... " . أستمع حفظ

6 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... ويحافظون على الجماعات . ويدينون بالنصيحة للأمة ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ويأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) ... " . أستمع حفظ