شرح قرة عيون الموحدين-47
الشيخ صالح الفوزان
قرة عيون الموحدين
الحجم ( 4.87 ميغابايت )
التنزيل ( 745 )
الإستماع ( 123 )


10 - ولابن ماجه عن الطفيل - أخي عائشة لأمها - قال : ( رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، قال: هل أخبرت بها أحدا ؟ ، قلت : نعم، قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد: فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده ) أستمع حفظ

13 - " وفيه قبول الحق ممن جاء به، وفيه بيان النهي عن الحلف بالكعبة وغيرها، مع أنها بيت الله التي حجها وقصدها بالحج والعمرة فريضة . وأنت ترى ما وقع مما يخالف ذلك من الحلف بالكعبة ودعائها، وكذا مقام إبراهيم، وقل من يسلم من هذا ممن يحج من أهل الآفاق وأهل مكة، كما كان يفعل بغيرها . والكعبة عظمها الله بأن جعل حجها ركنا على من استطاع، وشرع العبادة عندها، وخصها بالفضل، فالمشروع إنما هو الطواف بها، والصلاة إليها ، لا الحلف بها ونحوه من الشرك في العبادة ، (( فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم )) " أستمع حفظ

14 - " قوله : ( إنكم تشركون، تقولون : ما شاء الله وشئت ) : والعبد، وإن كانت له مشيئة، فمشيئته تابعة لمشيئة الله ، كما قال تعالى (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) . وفي هذه الآية والحديث الرد على القدرية والمعتزلة نفاة القدر، الذين يثبتون للعبد مشيئة تخالف ما أراده الله من العبد وما شاءه، وقد قال تعالى (( إنا كل شيءٍ خلقناه بقدرٍ ))، وقال تعالى (( الذي خلق كل شيءٍ فقدره تقديراً ))، وفي الحديث : ( أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ) . وهو في الصحيحين وغيرهما " أستمع حفظ

15 - " قوله : وله أيضا عن ابن عباس : ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت، فقال : أجعلتني لله ندا ؟! بل ما شاء الله وحده ) : هذا يبين ما تقدم من أن هذا شرك ، لأن المعطوف بالواو يساوي المعطوف بالمعطوف عليه ، لأن الواو وضعت لمطلق الجمع، فلا يجوز أن يجعل المخلوق مثل الخالق في شيء من الإلهية والربوبية، ولو في أقل شيء ، كما تقدم في الرجلين اللذين قرب أحدهما ذبابا للصنم فدخل النار . وفيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى حمى التوحيد، وسد طرق الشرك في الأقوال والأعمال " أستمع حفظ

16 - " قوله : ولابن ماجه عن الطفيل - أخي عائشة لأمها - قال : ( رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، فقلت : إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون : عزير بن الله .قالوا : وأنتم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد . ثم مررت بنفر من النصارى، فقلت : إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله . قالوا : وأنتم لأنتم القوم، لولا أنتم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال : هل أخبرت بها أحدا ؟ . قلت : نعم . قال : فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال : أما بعد ، فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده ) " أستمع حفظ

18 - " وهذه الرؤيا حق ، أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل بمقتضاها، فنهاهم أن يقولوا : ما شاء الله وشاء محمد، وأمرهم أن يقولوا : ما شاء الله وحده، وقد بلغ صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين، وأنذر عن الشرك، وحذر عن قليله وكثيره، فانظر إلى ما وقع من الشرك العظيم في هذه الأمة ، ينادون الميت من مسافة شهر أو شهرين أو أكثر ! ويعتقدون فيه أنه ينفع ويضر، ويسمع ويستجيب من تلك المسافة، وجعلوا الأموات شركاء لله في الملك والتدبير، وعلم الغيب، وغير ذلك من خصائص الربوبية، وتركوا نبيهم، وما جاء به، وما قاله، وما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، كأنهم لم يسمعوا كتابا ولا سنة ! " أستمع حفظ