تفسير سورة البقرة-32a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : (( إن الله مع الصابرين )) وتتمة الكلام على معية الله وبيان صفة العلو لله والرد على الحلولية في قولهم إن الله معنا في الأرض.
وهذا قول تبطله الأدلة السمعية والعقلية والفطرية، القرآن والسنة مملوءان بما هو نص أو ظاهر أن الله في السماء، والعقل أيضا يدل على أن الله تعالى في السماء، يدل على ذلك كما قدمنا من وجهين: الوجه الأول: أن العلو صفة كمال ولا صفة نقص؟ صفة كمال، فإذا كان صفة كمال لزم أن يكون ثابتا لله، لأن الله تعالى موصوف بالكمال المطلق، كما قال لله تعالى: ((ولله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)) الوجه الثاني من الأدلة العقلية على علو الله أن يقال: العلو ما الذي يقابله ؟ السفل، والسفل بلا ريب صفة نقص والله تعالى منزه عن النقص، فوجب ثبوت العلو له، أما الفطرة فلا تسأل عنها اذهب إلى عجوز قريبة من الحرم وقل لها أين الله؟ ماذا تقول؟ في السماء، إيت للصبيان في مدارسهم قل لهم أين الله؟ يقول في السماء نعم ، اسأل أي إنسان خائف أو داعي أين يرتفع قلبه؟ إلى السماء اسأل المسلمين جميعا وهم يقولون في سجودهم: (سبحان ربي الأعلى) أين يجدون قلوبهم ترتفع؟ إلى العلو، ما فيها إشكال، إذا فالفطرة دالة على ثبوت علو الله عزوجل، إجماع المسلمين ما عدا أهل التعطيل على أن الله في السماء هذا أمر واضح، على هذا يكون من زعم أن معية الله لخلقه معية حلول واختلاط فإن قوله يبطل بهذه الأدلة، كل دليل يدل على علو فإنه يدل على بطلان القول بمعية الحلول والاختلاط واضح؟ فعلى هذا تكون معية الله تعالى لخلقه معية تليق بجلاله وهو سبحانه وتعالى فوق عرشه، لأن الله تعالى جمعهما في آية واحدة ((وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم)) وكل شيئين جمع الله بينهما فإنهما لا يمكن أن يتناقضا، قلنا: إن الذي يقول بمعية الحلول والاختلاط مخالف للأدلة الشرعية المثبتة لعلو الله، كذلك أيضا هو لا يعرف اللغة العربية، لأن اللغة العربية هل تقتضي حقيقة المعية فيها أن يكون الشيء مخالطا للشيء؟ أو حالا معه في مكان وسمع معه في مكانه؟لا، ليس كذلك، الإنسان مثلا يقول زوجتي معي وهي في البيت وهو في المسجد أليسكذلك ؟ وهذا حقيقة هذه معية حقيقية مع أنها في مكان وهو في مكان، كذلك أيضا القائد أو الضابط يقول للجنود اذهبوا إلى المعركة فأنا معكم، حقيقة ولا لا؟ هو حقيقة، تطلق هذه الكلمة حقيقة مع تباين المكانين ولا لا؟ الصبيان الآن يتداركون ويتزاعلون يجيء واحد ولد جيران يقول تعال أنت معي ولا معه؟ أنت معي ولا معه صح ولا لا؟ حقيقة مع أن كل واحد يذهب إلى بيته، فالمعية في اللغة العربية لا تقتضي حقيقتها قصدي لا تستلزم وهو لا تقتضي، لا تستلزم حقيقتها الحلول ولا اختلاط بين الشيئين، وأقول لا تستلزم ولا أقول لا تقتضي بأنها قد تقتضي ذلك، كما لو قيل مثلا الماء قدم لي لبنا مع ماء أي مخلوطا به، وكما يقال الروح مع البدن أي مختلطة به، وهذا نعم قد تقتضيه، لكنها لا توجبه اللغة العربية، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية: وليس معنى قوله:((وهو معكم)) أنه مختلط بالخلق فإن هذا فإن هذا لا توجبه اللغة العربية، قال لا توجبه، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أين ما كان، فالمهم يا جماعة لا تظنوا أن القرآن يناقض بعضه بعضا، وأنه إذا ثبت أن الله معنا فإنه ينافي أن يكون الله في السماء، فإن هذا غير ممكن، بل نقول إن القرآن يصدق بعضه بعضا ويثبت بعضه بعضا، ولكن من الناس من الناس نسأل الله لنا ولكم السلامة ـ من في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه لأجل فتنة الناس ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وتعطيله عما أراد الله .
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : (( إن الله مع الصابرين )) وتتمة الكلام على معية الله وبيان صفة العلو لله والرد على الحلولية في قولهم إن الله معنا في الأرض. أستمع حفظ
من قال منهم إن المعية التخصيص تنافي التعميم ما وجهه فإذا خصصنا وقلنا هناك معية عامة وخاصة فهل المعية الخاصة مجردة عن المعية العامة ؟
السائل : شيخ من قال منهم إن المعية تخصيص ما في التعليق ؟
الشيخ : كيف؟
السائل :إذا خصصنا نقول معية عامة معية حقيقية وقلنا معية خاصة هناك معية خاصة هل نناقض تخصيص ؟ الشيخ :لا ما يناقض، يعني معية الخاصة يجب أن تؤمن أنها مجتمعة مع المعية العامة، بمعنى إذا قيل ((إن الله مع الصابرين))((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسون)) فليس معناها أنها معية خاصة مجردة عن المعية العاملة فإنه سبحانه وتعالى مع هؤلاء أيضا بالعلم والإحاطة والمعنى العام.
الشيخ : كيف؟
السائل :إذا خصصنا نقول معية عامة معية حقيقية وقلنا معية خاصة هناك معية خاصة هل نناقض تخصيص ؟ الشيخ :لا ما يناقض، يعني معية الخاصة يجب أن تؤمن أنها مجتمعة مع المعية العامة، بمعنى إذا قيل ((إن الله مع الصابرين))((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسون)) فليس معناها أنها معية خاصة مجردة عن المعية العاملة فإنه سبحانه وتعالى مع هؤلاء أيضا بالعلم والإحاطة والمعنى العام.
2 - من قال منهم إن المعية التخصيص تنافي التعميم ما وجهه فإذا خصصنا وقلنا هناك معية عامة وخاصة فهل المعية الخاصة مجردة عن المعية العامة ؟ أستمع حفظ
إذا نزل الله إلى سماء الدنيا وقلنا إن له صفة العلو فهل نقول: لا يخلو منه العرش ؟
السائل :شيخ ومن قال منهم تأول أن الله معنا مع أنه على عرشه وقالوا إذا ينزل إلى السماء الدنيا وهو على عرشه سجانه وتعالى أو قد يخلو علامة توقيفية ما يقال يخلوا منه العرض ولا يخلوا إذا كان ينزل إلى السماء الدنيا فلا يمانع أن الله ليس كمثله شيء؟
الشيخ : لا لا هذا ما يمكن ، هذا ما يمكن حتى النزول إلى السماء الدنيا ما يجوز أن نقول إن السماء الثاني تكون فوقه ما يجوز نقول هكذا.
السائل :نقول على قوله: ((ليس كمثله شيء))
الشيخ :لا لا ما يكفي لأنه كما قال شيخ الإسلام أن نعتمد في إثبات الصفات على نفي المشابهة والمماثلة لأن المعاني التي هي في نفسها مناقضة لكمال الله ما تثبت ولو قلنا على وجه لا يشبه صفات المخلوقين، فهذه المسألة ينبغي التنبه لها يعني ليس كل شيء نثبت لله ونقول ليس على ما يشبه صفات المخلوقين إذا كان نقصا فهو منفي عن الله عزوجل مطلقا.لو قال قائل مثلا: أنا أثبت أن الله سبحانه وتعالى يتعب لا كتعب المخلوقين مثلا أيش نقول؟ نقول هذا خطأ، فكل صفات نقص ما يجوز إثباتها لله مطلقا، ثم صفات الكمال التي أثبت الله لنفسههي التي نقول فيها على وجه لا يماثل صفات المخلوقين، لأنه ما يكفي في نفي النقائص عن الله أن نثبت له النقص ثم نقول لا تشبه هذا ممنوع،ومسألة خلو العرش منه إذا نزل إلى سماء الدنيا أو عدم خلوه يقول شيخ الإسلام إن الأرجح عدم الخلو العرش منه، لأن العلو ثابت من الصفات الذاتية، وقال بعض العلماء إن الذي ينبغي لنا أن نسكت فيه، يعني المسألة فيها ثلاثة أقوال: قول أنه يخلو العرش منه و ينزل إلى السماء الدنيا وعلى أي كيفية ما ندري ما ندري كيف ينزل المهم أنه سبحانه وتعالى يقرب من عباده بهذا النزول، والقول الثاني: إنه ينزل ولا يخلوا منه العرش والله على كل شيء قدير ولا ندري كيفيته، والقول الثالث: التوقف، التوقف عن هذا نعرض عن هذا كله بألسنتنا وقلوبنا، ونقول إن الله ينزل وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء نعم؟ لأن الصحابة رضي الله عنهم ما أوردوا على النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤالهل يخلوا منه العرش أو لا يخلوا، فمادام ما أوردوه فإنه ينبغي أن لا نورده نحن عن أنفسنا ولا عن غيرنا، وهذا قول فيه السلامة، هذا قول فيه السلامة، ولكن شيخ الإسلام يرى أن يقول إن الأكثر على أنه لا يخلوا منه العرش، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء نعم.قال:((اصبروا إن الله مع الصابرين))((واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)) .
الشيخ : لا لا هذا ما يمكن ، هذا ما يمكن حتى النزول إلى السماء الدنيا ما يجوز أن نقول إن السماء الثاني تكون فوقه ما يجوز نقول هكذا.
السائل :نقول على قوله: ((ليس كمثله شيء))
الشيخ :لا لا ما يكفي لأنه كما قال شيخ الإسلام أن نعتمد في إثبات الصفات على نفي المشابهة والمماثلة لأن المعاني التي هي في نفسها مناقضة لكمال الله ما تثبت ولو قلنا على وجه لا يشبه صفات المخلوقين، فهذه المسألة ينبغي التنبه لها يعني ليس كل شيء نثبت لله ونقول ليس على ما يشبه صفات المخلوقين إذا كان نقصا فهو منفي عن الله عزوجل مطلقا.لو قال قائل مثلا: أنا أثبت أن الله سبحانه وتعالى يتعب لا كتعب المخلوقين مثلا أيش نقول؟ نقول هذا خطأ، فكل صفات نقص ما يجوز إثباتها لله مطلقا، ثم صفات الكمال التي أثبت الله لنفسههي التي نقول فيها على وجه لا يماثل صفات المخلوقين، لأنه ما يكفي في نفي النقائص عن الله أن نثبت له النقص ثم نقول لا تشبه هذا ممنوع،ومسألة خلو العرش منه إذا نزل إلى سماء الدنيا أو عدم خلوه يقول شيخ الإسلام إن الأرجح عدم الخلو العرش منه، لأن العلو ثابت من الصفات الذاتية، وقال بعض العلماء إن الذي ينبغي لنا أن نسكت فيه، يعني المسألة فيها ثلاثة أقوال: قول أنه يخلو العرش منه و ينزل إلى السماء الدنيا وعلى أي كيفية ما ندري ما ندري كيف ينزل المهم أنه سبحانه وتعالى يقرب من عباده بهذا النزول، والقول الثاني: إنه ينزل ولا يخلوا منه العرش والله على كل شيء قدير ولا ندري كيفيته، والقول الثالث: التوقف، التوقف عن هذا نعرض عن هذا كله بألسنتنا وقلوبنا، ونقول إن الله ينزل وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء نعم؟ لأن الصحابة رضي الله عنهم ما أوردوا على النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤالهل يخلوا منه العرش أو لا يخلوا، فمادام ما أوردوه فإنه ينبغي أن لا نورده نحن عن أنفسنا ولا عن غيرنا، وهذا قول فيه السلامة، هذا قول فيه السلامة، ولكن شيخ الإسلام يرى أن يقول إن الأكثر على أنه لا يخلوا منه العرش، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء نعم.قال:((اصبروا إن الله مع الصابرين))((واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)) .
تفسير قوله تعالى : (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون ))
(( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات)) لا ناهية وتقول فعل مضارع مجزوم بلن ناهية، وجزم عطف النون والفاء،((لمن يقتل)) أي فيمن يقتل، لأن المقتول ما يقال له شيء قد قتل، لكن المعنى فيمن يقتل في سبيل الله.((كما أرسلنافيكمرسولامنكميتلوا عليكم ))يستفاد من هذه الآية الكريمة بيان نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بإرسال الرسل.
4 - تفسير قوله تعالى : (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون )) أستمع حفظ
نصيحة إلى طلاب العلم
وقبل أن نتكلم على هذا أحب من إخواننا الذين يحضرون إذا كانوا يريدون الانتظام إنهم يتابعوننا ويأتون بالكتب المقررة يعني ما هو يجيء واحد كمستمع وواحد كمستمع لاشك أنه يستفيد لكن ليس كطالب يأتي بالدروس معه ويناقش ويعلق نعم؟ أنا أعتبر الذي يأتي بس يحضر أعتبره مستمعا وليس طالبا، ولهذا ما يشعر بأنه جاء يتلقى تلقيا كاملا كان يحبنا الإنسان يحرص لما كنا في الطلب الإنسان منا ما يأتي إلا بكتاب إما نشتري وإلا نستعيره، المهم ما يأتي واحد مثلا بيديه فقط ونحن لسنا بمستوى الذي عليه الأولون يحضر واحد ويلقي قصيدة مائة بيت وينصرف والناس كلهم حفظوه، ما نحن على مستوى هذا حتى نقول نكتفي بأن الواحد يأتي بيديه فقط، فأنا أرجوا من الإنسان الذين ينتظم إن شاء الله إنه يحرص دور الكتب التي نحن نقرأها دورها ويحضرها نعم .
فوائد الآية (( كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون )) وذكر قاعدة: إن الشريعة جاءت لجلب المصالح ودفع المفاسد
نرجع الآن إلى استنباط الفوائد قال الله تعالى: ((كما أرسلنا فيكم)) أقول يستفاد من هذه الآية الكريمة: بيان نعمة الله علينا بإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم،((كما أرسلنا فيكم)) لأن هذه الآية متعلقة بقوله: ((ولأتم نعمتي عليكم)) فإن هذا من تمام النعمة. ومنها: أن كون الرسول منا فيه زيادة فائدة، لأنه أقرب إلى التصديق مما لو كان أجنبيا، ولهذا ما بعث الله نبيا إلا في قومه إلا رجلا واحدا فقط بعث الله في قومه وفي غير قومه، وهو؟ محمد على عموم الناس، كل الناس قومه، شعيب؟
الطالب :محمد
الشيخ : لا محمد إلى جميع الناس، شعيب، شعيب أرسل إلى قومه وإلى أصحاب الأيكة،
السائل :ما هم واحد يا شيخ؟ أصحاب الأيكة ما هم قوم واحد؟
الشيخ :لا لا، قبيلتين.من فوائد الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصر في البلاغة، وأنه بلغ جميع ما أوحي إليه، لقوله)) يتلوا عليكم آياتنا)) فإن هذا يدل على أن جميع الآيات التي أوحاها الله إليه قد تلاها.ومنها: أن من فوائد الرسالة النبي عليه الصلاة والسلام حصول العلم، لأن هذه الآيات كلها علم لقوله: ((يتلوا عليكم آياته)).ومن فوائدها: أن الشريعة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام كلها تزكية للأمة وتنمية لأخلاقها ودعوة للأخلاق الفاضلة، ولهذا كان من المقرر في الشريعة أنها تأتي بالمصالح الخالصة أو الراجحة، وتنهى عن المفاسد الخالصة ويش بعد؟ أو الراجحة، الشريعة تأتي بالمصالح الخالصة التي ما فيها مفاسد إطلاقا، أو الراجحة فيما إذا اشتمل الفعل على مصلحة ومفسدة لكن مصلحته أرجح، وتنهى عن المفاسد الخالصة ويش بعد؟أو الراجحة، الخمر فيه مصالح ومفاسد لكن مفاسده راجحة فلذلك حرم، فلهذا حرم، الحجر على السفيه فيه مصالح وفيه مفاسد لكن مصالحه راجحة، فلذلك قدم قدمت المصالح، أو مصالح خالصة ما فيها مفاسد كعبادة الله مثلا، هذه قاعدة الشريعة، ولهذا قال: ((ويزكيكم)).ومن فوائد الآية: أن كل ما فيه تزكية النفوس فإن الشريعة قد جاءت به، لقوله: ((ويزكيكم)) .ومن فوائدها: أن من وظيفة الرسول عليه الصلاة والسلام ومهمته التي جاء بها أنه يعلمنا الكتاب والحكمة، الكتاب هو القرآن، والحكمة قيل: إنها السنة، وقيل: ما تتضمنه هذه الشريعة من الأسرار والحكم .
الطالب :محمد
الشيخ : لا محمد إلى جميع الناس، شعيب، شعيب أرسل إلى قومه وإلى أصحاب الأيكة،
السائل :ما هم واحد يا شيخ؟ أصحاب الأيكة ما هم قوم واحد؟
الشيخ :لا لا، قبيلتين.من فوائد الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصر في البلاغة، وأنه بلغ جميع ما أوحي إليه، لقوله)) يتلوا عليكم آياتنا)) فإن هذا يدل على أن جميع الآيات التي أوحاها الله إليه قد تلاها.ومنها: أن من فوائد الرسالة النبي عليه الصلاة والسلام حصول العلم، لأن هذه الآيات كلها علم لقوله: ((يتلوا عليكم آياته)).ومن فوائدها: أن الشريعة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام كلها تزكية للأمة وتنمية لأخلاقها ودعوة للأخلاق الفاضلة، ولهذا كان من المقرر في الشريعة أنها تأتي بالمصالح الخالصة أو الراجحة، وتنهى عن المفاسد الخالصة ويش بعد؟ أو الراجحة، الشريعة تأتي بالمصالح الخالصة التي ما فيها مفاسد إطلاقا، أو الراجحة فيما إذا اشتمل الفعل على مصلحة ومفسدة لكن مصلحته أرجح، وتنهى عن المفاسد الخالصة ويش بعد؟أو الراجحة، الخمر فيه مصالح ومفاسد لكن مفاسده راجحة فلذلك حرم، فلهذا حرم، الحجر على السفيه فيه مصالح وفيه مفاسد لكن مصالحه راجحة، فلذلك قدم قدمت المصالح، أو مصالح خالصة ما فيها مفاسد كعبادة الله مثلا، هذه قاعدة الشريعة، ولهذا قال: ((ويزكيكم)).ومن فوائد الآية: أن كل ما فيه تزكية النفوس فإن الشريعة قد جاءت به، لقوله: ((ويزكيكم)) .ومن فوائدها: أن من وظيفة الرسول عليه الصلاة والسلام ومهمته التي جاء بها أنه يعلمنا الكتاب والحكمة، الكتاب هو القرآن، والحكمة قيل: إنها السنة، وقيل: ما تتضمنه هذه الشريعة من الأسرار والحكم .
6 - فوائد الآية (( كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون )) وذكر قاعدة: إن الشريعة جاءت لجلب المصالح ودفع المفاسد أستمع حفظ
الرد على أهل التأويل وأهل التجهيل
ومن فوائد الآية: الرد على أهل التأويل وأهل التجهيل، ويش أهل التأويل والتجهيل؟ الظاهر يا غانم يدري عنه من تمامه؟ أي نعم الذين يئولون آيات الصفات، لأننا نقول لهم لو كان هذا التأويل من العلم لعلمنا إياه النبي عليه الصلاة والسلام، فلما لم يعلمنا إياه علمنا أنه ليس من العلم الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وعلى أهل التجهيل، الرد على أهل التجهيل، منهم أهل التجهيل؟ أهل التجهيل طائفة يقولون إن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأمة كلهالا تعلم معاني آيات الصفات وأحاديثه، حتى النبي عليه الصلاة والسلام يتكلم بالحديث من صفات الله ولا يدري أيش معناها، يسمى هؤلاء أهل التجهيل، يقولون مثلا النبي عليه الصلاة والسلام ما يدري ويش معنى قوله: ((الرحمن على العرش استوى)) لو تسأل النبي صلى الله عليه وسلم ويش معناه قال ما أدري، والرسول صلى الله عليه وسلم قال:(ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى من الليل ثلث الآخر) ولو سألته ما معناه قال لا أدري، هؤلاء يسمون أهل التجهيل.
السائل :هم يزعمون هذا هو العلم ؟
الشيخ : إي هذا العلم أن تقول عما لا تعلم لا أعلم.
السائل :هم يزعمون هذا هو العلم ؟
الشيخ : إي هذا العلم أن تقول عما لا تعلم لا أعلم.
تتمة فوائد الآية (( ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ))
طيب هذه الآية ترد على طائفتين جميعا، لأنه قال: ((يعلمهم الكتاب)).ومن فوائد الآية: أن الرسول عليه الصلاة والسلام علم الأمة لفظ القرآن ومعناه،((وأنزلنا إليك الذكر)) في القرآن؟(( وأنزلنا إليك الذكر ))ويش بعد الآية؟ ((لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتذكرون)) الرسول صلى الله عليه وسلم كما بين لكم القرآن ولم يكتم منه حرفا واحدا فقد بين معناه، ولهذا إذا استشكل الصحابة شيئا من المعنى سألوهعلمهم، ولكن الغالب إنهم ما يستشكلون لأنه نزل بلغتهم وفي عصرهم يعرفون معناه ومغزاه وأسبابه فلا يشكل عليهم،طيب إذا النبي عليه الصلاة والسلام يستفاد من هذه الآية: أنه علمهم لفظ القرآن ومعنى القرآن.ومن فوائد الآية: اشتمال الشريعة على الحكمة، من أين تؤخذ يا حسام؟ الطالب: من الكلمتين.
الشيخ :أي كلمتين؟
الطالب :الحكمة،
الشيخ : الحكمة ، فالشريعة متضمن للحكمة تضمنا كاملا، فما من شيء من مأموراتها ومنهياتها إلا وهو مشتمل على الحكمة، لكن يرد علينا سؤال هل الحكمة معلومة لنا؟ قد تكون معلومة وهوالأكثر وقد تكون مجهولة، لكن هنا حكمة لازم لكل حكم وهو طاعة الله ورسوله، فإن هذه حكمة هذه أعظم الحكم وهي ثابتة فيما نعقل حكمته وفيما لا نعقلها، ولهذا لما قالت عمرة لعائشة رضي الله عنها:(ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) فبينت الحكمة من ذلك هو طاعة الله ورسوله، وهذه حكمة لازمة في كل حكم سواء عقل معناه أم لم يعقل، واضح يا مدين؟ طيب((ويعلمكم الكتاب والحكمة)).ومن فوائد الآية: أن الأصل في الإنسان الجهل، لقوله: ((ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)) فالأصل في الإنسان الجهل،قال الله تعالى: ((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)) وقال الله تعالى: (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)) ((لا تعلمون شيئا)) ثم قال: ((وجعل لكم السمع)) فبين طرق العلم السمع والأبصار وبهما الإدراك،((والأفئدة)) و بها الوعي والحفظ . وقوله: ((يعلمكم ما لم تعلمون)) إذا قال قائل اضربوا لنا مثلا ويش تقولون؟
الطالب :الصلاة،
الشيخ :نعم كل الشريعة مثال، هل نحن نعرف كيف نصلي؟
الطالب :لا،
الشيخ : إلا بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، ما يعرف الإنسان كيف يتوضأ، ما يعرف ما الواجب من أموالهم الزكاة، ولا يعرف من تصرف إليهم الزكاة، هذه أحكام شرعية ما نعرفها، وفيه أحكام قدرية ما نعرفها أيضا علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم ، هل نعلم أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام؟ ما علمنا إلا بعلم الرسول عليه الصلاة والسلام، هل نعلم أننا خلقنا من آدم وآدم من تراب؟ ما نعلم إلا بما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، هل نعلم أن الواحد منا يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك إلى آخره؟ إلا بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا فأمورنا الكونية الشرعية من أين متلقاة ؟من الرسول صلى الله عليه وسلم، هل نعلم أن أسباب نزول المطر ((أن الله يرسل الرياح فتسير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا ويأمره فينزل المطر)) إلا بتعليم الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن هنا نعرف أن العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من علوم الكون النافعة سابق على علم أولئك الذين يفتخرون بعلومهم، فالعلوم النافعة الكونية والشرعية أصولها جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام، صحيح أن بعض تفصيلاتها ما جاء بها ، لأنكم تعلمون أنه قد تصدى له قوم في عهده يردون دعوته، فإذا جاء بما لا تدركه عقولهم من أمور الكون فقد يجعلون من ذلك ذريعة إلى التشهير به وتكذيبه كما فعلوا في قصة ؟ الإسراء والمعراج، نعم والحاصل يا إخواننا أن قوله: ((ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)) عام علمنا ما لم نكن نعلم من أمور الكون وأمور الشرع.ومن نعمة الله عزوجل أن أمور الكون جعلها الله سبحانه وتعالى ذكر أصولها لكن جعل تفاصيلها موكولة إلى التجارب، ويش لأجله؟ لأجل أن يدركها الإنسان بالعقل، ما ظنكم لو أن القرآن الكريم فصل جميع ما في العقاقير من مضادات حيوية وغير حيوية وما أشبه ذلك كم يصير القرآن من مجلد؟ مجلدات عظيمة لا يستطاع حفظه، وتمل تلاوته، ويشق الناس التزامه، لكن جعل لهذه الأمور لها أصولا ثم جعل فروعها، الأمور الكونية خاصة الأمور الشرعية إلى الله ورسوله، ((وما اختلفتم من شيء فحكمه إلى الله)) لكن الأمور الكونية وكلت للإنسان ذكرت الأصول والتوجيهات العامة ثم قيل للإنسان اعمل، (( هو الذي جعل لكم ما في الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)) ((وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)) فتحت لنا الأبواب وعلينا أن نعمل، والحاصل أن قوله: ((ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)) عام، وأنا لو أورد على الإنسان وقال: طيب ويش يدلنا الآن على علم الكيمياء هو موجود في القرآن؟ نعم نقول الأصول موجودة، الأصول موجودة لكن التفاصيل موكولة إلى تجارب الناس لأن هذا الحكمة تقتضيه.
الشيخ :أي كلمتين؟
الطالب :الحكمة،
الشيخ : الحكمة ، فالشريعة متضمن للحكمة تضمنا كاملا، فما من شيء من مأموراتها ومنهياتها إلا وهو مشتمل على الحكمة، لكن يرد علينا سؤال هل الحكمة معلومة لنا؟ قد تكون معلومة وهوالأكثر وقد تكون مجهولة، لكن هنا حكمة لازم لكل حكم وهو طاعة الله ورسوله، فإن هذه حكمة هذه أعظم الحكم وهي ثابتة فيما نعقل حكمته وفيما لا نعقلها، ولهذا لما قالت عمرة لعائشة رضي الله عنها:(ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) فبينت الحكمة من ذلك هو طاعة الله ورسوله، وهذه حكمة لازمة في كل حكم سواء عقل معناه أم لم يعقل، واضح يا مدين؟ طيب((ويعلمكم الكتاب والحكمة)).ومن فوائد الآية: أن الأصل في الإنسان الجهل، لقوله: ((ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)) فالأصل في الإنسان الجهل،قال الله تعالى: ((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)) وقال الله تعالى: (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)) ((لا تعلمون شيئا)) ثم قال: ((وجعل لكم السمع)) فبين طرق العلم السمع والأبصار وبهما الإدراك،((والأفئدة)) و بها الوعي والحفظ . وقوله: ((يعلمكم ما لم تعلمون)) إذا قال قائل اضربوا لنا مثلا ويش تقولون؟
الطالب :الصلاة،
الشيخ :نعم كل الشريعة مثال، هل نحن نعرف كيف نصلي؟
الطالب :لا،
الشيخ : إلا بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، ما يعرف الإنسان كيف يتوضأ، ما يعرف ما الواجب من أموالهم الزكاة، ولا يعرف من تصرف إليهم الزكاة، هذه أحكام شرعية ما نعرفها، وفيه أحكام قدرية ما نعرفها أيضا علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم ، هل نعلم أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام؟ ما علمنا إلا بعلم الرسول عليه الصلاة والسلام، هل نعلم أننا خلقنا من آدم وآدم من تراب؟ ما نعلم إلا بما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، هل نعلم أن الواحد منا يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك إلى آخره؟ إلا بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا فأمورنا الكونية الشرعية من أين متلقاة ؟من الرسول صلى الله عليه وسلم، هل نعلم أن أسباب نزول المطر ((أن الله يرسل الرياح فتسير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا ويأمره فينزل المطر)) إلا بتعليم الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن هنا نعرف أن العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من علوم الكون النافعة سابق على علم أولئك الذين يفتخرون بعلومهم، فالعلوم النافعة الكونية والشرعية أصولها جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام، صحيح أن بعض تفصيلاتها ما جاء بها ، لأنكم تعلمون أنه قد تصدى له قوم في عهده يردون دعوته، فإذا جاء بما لا تدركه عقولهم من أمور الكون فقد يجعلون من ذلك ذريعة إلى التشهير به وتكذيبه كما فعلوا في قصة ؟ الإسراء والمعراج، نعم والحاصل يا إخواننا أن قوله: ((ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)) عام علمنا ما لم نكن نعلم من أمور الكون وأمور الشرع.ومن نعمة الله عزوجل أن أمور الكون جعلها الله سبحانه وتعالى ذكر أصولها لكن جعل تفاصيلها موكولة إلى التجارب، ويش لأجله؟ لأجل أن يدركها الإنسان بالعقل، ما ظنكم لو أن القرآن الكريم فصل جميع ما في العقاقير من مضادات حيوية وغير حيوية وما أشبه ذلك كم يصير القرآن من مجلد؟ مجلدات عظيمة لا يستطاع حفظه، وتمل تلاوته، ويشق الناس التزامه، لكن جعل لهذه الأمور لها أصولا ثم جعل فروعها، الأمور الكونية خاصة الأمور الشرعية إلى الله ورسوله، ((وما اختلفتم من شيء فحكمه إلى الله)) لكن الأمور الكونية وكلت للإنسان ذكرت الأصول والتوجيهات العامة ثم قيل للإنسان اعمل، (( هو الذي جعل لكم ما في الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)) ((وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)) فتحت لنا الأبواب وعلينا أن نعمل، والحاصل أن قوله: ((ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)) عام، وأنا لو أورد على الإنسان وقال: طيب ويش يدلنا الآن على علم الكيمياء هو موجود في القرآن؟ نعم نقول الأصول موجودة، الأصول موجودة لكن التفاصيل موكولة إلى تجارب الناس لأن هذا الحكمة تقتضيه.
فوائد الآية (( فاذكروني أذكركم ))
ثم قال الله تعالى: ((فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)) .يستفاد من هذه الآية: وجوب ذكر الله، من أين نأخذها؟
الطالب :من الأمر،
الشيخ : نعم ووجوب ذكر الله مطلق الذكر واجب، يجب على كل إنسان أن يذكر ربه، بل كل مجلس يجلس الإنسان ولا يذكر الله يكون عليه ترة خسارة و حسرة يوم القيمة، فأنت مأمور بذكر الله لكن ذكر الله ينقسم إلى فريضة من فرائض الإسلام، وإلى واجب ومن واجباته، وإلى سنة من سننه بحسب ما تقتضيه الشريعة التفصيلية، إنما مطلق الذكر ويش حكمه؟
الطالب : واجب
الشيخ : واجب ((فاذكروني)).ويستفاد من آية الكريمة: أن من ذكر الله ذكره الله، من أين تؤخذ؟ ((أذكركم))لأن ((أذكركم)) جواب الأمر، جواب الأمر ولهذا جزمت، ((أذكركم))، فهمتم؟ويستفاد من الآية: أن ذكر الله للعبد كذكر العبد لله، أي أنه(إذا ذكر الإنسان ربه في نفسه ذكره اللهفي نفسه، وإذا ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منهم) من أين نأخذها؟ لا ما هو من الحديث نأخذها من الآية ويش وجهه؟ ويش وجهه أنه إن ذكره في ملأ ذكره في ملأ أحسنه وإن ذكره في نفسه ذكره في نفسه؟
الطالب :الحديث؟
الشيخ :لا لا ما نبغىمن الحديث نبغى من الآية؟
الطالب :لأن ذكر الله للعبد أعظم من ذكره لله، لا، لأنه قال:((أذكركم))((أذكركم)) جزاء، الجزاء موافق العمل،
الشيخ :صح لأن ((أذكركم)) جواب لقوله: ((أذكروني)) وجزاء، والجزاء مرتب علىالعمل يكون من جنسه، فإذا جعل الله عزوجل العقوبة بقدر الذنب فالمثوبة أيضا بقدر العمل، فوجه الدلالة أنه جعل جواب الذكر، أنه جعل قوله: ((أذكركم)) جوابا على قوله: ((أذكروني)) والجواب والجزاء يقتضي أن يكونا متساويين، بمعنى إن هذا على وصف هذا.طيب ومن فوائد الآية: فضيلة الذكر، هذه فائدة ثالثة أظن ؟ فضيلة الذكر، لأن به يحصل ذكر الله للعبد، وذكر الله للعبد هذا أمر يعني له شأن كبير،شأن عظيم وإلا لا؟ نضرب مثل: هذا إنسان قدم عليه رجل من السفر ولما سلم عليه قال: والله الملك يسأل عنك، ويش يصير هذا الذي قيل له الملك يسأل عنك؟ ويش يصير يفرح ؟ ما شاء الله يفرح أنا يذكرني ملك؟ طيب ملك الملوك إذا ذكرك ويش يكون المنزلة؟ أعظم وأعظم ما يخطر بالبال، ولهذا تكلمنا قبله مرارا أنه ليس الشأن بأن تذكر الله أو أن تحب الله ولكن الشأن أن يذكرك الله،ـ اللهم اذكرنا فيمن عندك ـ الشأن أن يذكرك الله وأن يحبك الله، ولهذا قال الله تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) ((يحببكم الله)) فجعل الجواب ما قال اتبعوني فاصدقوا في دعواكم قال: ((يحببكم الله)) يعني تناله أن الله يحبكم.
الطالب :من الأمر،
الشيخ : نعم ووجوب ذكر الله مطلق الذكر واجب، يجب على كل إنسان أن يذكر ربه، بل كل مجلس يجلس الإنسان ولا يذكر الله يكون عليه ترة خسارة و حسرة يوم القيمة، فأنت مأمور بذكر الله لكن ذكر الله ينقسم إلى فريضة من فرائض الإسلام، وإلى واجب ومن واجباته، وإلى سنة من سننه بحسب ما تقتضيه الشريعة التفصيلية، إنما مطلق الذكر ويش حكمه؟
الطالب : واجب
الشيخ : واجب ((فاذكروني)).ويستفاد من آية الكريمة: أن من ذكر الله ذكره الله، من أين تؤخذ؟ ((أذكركم))لأن ((أذكركم)) جواب الأمر، جواب الأمر ولهذا جزمت، ((أذكركم))، فهمتم؟ويستفاد من الآية: أن ذكر الله للعبد كذكر العبد لله، أي أنه(إذا ذكر الإنسان ربه في نفسه ذكره اللهفي نفسه، وإذا ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منهم) من أين نأخذها؟ لا ما هو من الحديث نأخذها من الآية ويش وجهه؟ ويش وجهه أنه إن ذكره في ملأ ذكره في ملأ أحسنه وإن ذكره في نفسه ذكره في نفسه؟
الطالب :الحديث؟
الشيخ :لا لا ما نبغىمن الحديث نبغى من الآية؟
الطالب :لأن ذكر الله للعبد أعظم من ذكره لله، لا، لأنه قال:((أذكركم))((أذكركم)) جزاء، الجزاء موافق العمل،
الشيخ :صح لأن ((أذكركم)) جواب لقوله: ((أذكروني)) وجزاء، والجزاء مرتب علىالعمل يكون من جنسه، فإذا جعل الله عزوجل العقوبة بقدر الذنب فالمثوبة أيضا بقدر العمل، فوجه الدلالة أنه جعل جواب الذكر، أنه جعل قوله: ((أذكركم)) جوابا على قوله: ((أذكروني)) والجواب والجزاء يقتضي أن يكونا متساويين، بمعنى إن هذا على وصف هذا.طيب ومن فوائد الآية: فضيلة الذكر، هذه فائدة ثالثة أظن ؟ فضيلة الذكر، لأن به يحصل ذكر الله للعبد، وذكر الله للعبد هذا أمر يعني له شأن كبير،شأن عظيم وإلا لا؟ نضرب مثل: هذا إنسان قدم عليه رجل من السفر ولما سلم عليه قال: والله الملك يسأل عنك، ويش يصير هذا الذي قيل له الملك يسأل عنك؟ ويش يصير يفرح ؟ ما شاء الله يفرح أنا يذكرني ملك؟ طيب ملك الملوك إذا ذكرك ويش يكون المنزلة؟ أعظم وأعظم ما يخطر بالبال، ولهذا تكلمنا قبله مرارا أنه ليس الشأن بأن تذكر الله أو أن تحب الله ولكن الشأن أن يذكرك الله،ـ اللهم اذكرنا فيمن عندك ـ الشأن أن يذكرك الله وأن يحبك الله، ولهذا قال الله تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) ((يحببكم الله)) فجعل الجواب ما قال اتبعوني فاصدقوا في دعواكم قال: ((يحببكم الله)) يعني تناله أن الله يحبكم.
فوائد الآية (( واشكروا لي ولا تكفرون ))
ومن فوائد الآية: وجوب الشكر، لقوله: ((واشكروا لي)) وبالمقابل تحريم الكفر، كفر النعمة بأن تصرف في غير وجهها، فيستعان بها على معصية الله، أو تمتهن وتذل ولا تستعمل فيما خلقت له، ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن رجل كان يسوق بقرة، نسيت هل هو راكبها أو غير راكبها، المهم أنها التفت إليه وقالت إنا لم نخلق لهذا، إنا لم نخلق لهذا، فالنعمة إذا صرفت في غير ما خلقت له فهو نوع من الكفر، خلق الله لنا الطعام لنأكله فإذا ألقيناه في المزابل كأننا قلنا ما نريد فضل الله، في غنى عنه ـ نسأل الله العافية ـ، فالنعمة إذا شكرها أن تصرف في طاعة المنعم وفيما أنعم به وفي الجهة التي أنعم الله بها علينا من أجلها، أي نعم . وقوله:((ولا تكفرون)) يستفاد منه تحريم كفر النعمة، لقوله: ((ولا تكفرون)) . وعندي إشكال من الناحية إعرابية لأننا ما تكلمنا وقت التفسير وهي أنه كيف كسرت نون مع أفعال الخمسة مع أن النون الأفعال الخمسة مفتوحة، ((كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون)) وهنا قال: ((ولا تكفرون))؟
الطالب :محذوفة،
الشيخ : لا موجودة يا أخي، أصلها أيش؟طيب هذه ((تكفرون))
الطالب :نون وقاية وليست نون الرفع،
الشيخ :ما ترون؟
الطالب :هذه نون الوقاية،
الشيخ :أيه هذه نون الوقاية، أنت فتحت الباب وما دخلت، دخل عبد الرحمن، لكن الطالب، النون هذه للوقاية وليست نون الرفع، وأصلها لو لم تكن مجزومة يجوز ، حذفت النون للجزم، لو لم تجزم لكانت يا حصين؟ تكفرونني، نعم ولا لا؟ نعم، لما جزمت حذفت النون فصارت تكفروني، طيب وين الياء؟
الطالب :حذفت للترخيم،
الشيخ :حذفت لا للترخيم بل للتخفيف، حذفت للتخفيف، الترخيم في النداء فقط، طيب إذا الفعل هنا مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والنون الموجودة في الوقاية، والياء ياء المتكلم محذوفة للتخفيف.ومن فوائد الآية: وجوب ملاحظة الإخلاص، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((واشكروا لي)) ((لي)) يعني مخلصين لله عزوجل، لأن الشكر طاعة، والطاعة لابد فيها من الإخلاص ((فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشكر بعبادة ربه أحدا)).
الطالب :شيخ؟ الآية تقدمت تدل على أن القرآن كلام الله ؟
الشيخ :أي نعم، فيها أن القرآن كلام الله لأنه أضافه إلى نفسه أي نعم.
الطالب :محذوفة،
الشيخ : لا موجودة يا أخي، أصلها أيش؟طيب هذه ((تكفرون))
الطالب :نون وقاية وليست نون الرفع،
الشيخ :ما ترون؟
الطالب :هذه نون الوقاية،
الشيخ :أيه هذه نون الوقاية، أنت فتحت الباب وما دخلت، دخل عبد الرحمن، لكن الطالب، النون هذه للوقاية وليست نون الرفع، وأصلها لو لم تكن مجزومة يجوز ، حذفت النون للجزم، لو لم تجزم لكانت يا حصين؟ تكفرونني، نعم ولا لا؟ نعم، لما جزمت حذفت النون فصارت تكفروني، طيب وين الياء؟
الطالب :حذفت للترخيم،
الشيخ :حذفت لا للترخيم بل للتخفيف، حذفت للتخفيف، الترخيم في النداء فقط، طيب إذا الفعل هنا مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والنون الموجودة في الوقاية، والياء ياء المتكلم محذوفة للتخفيف.ومن فوائد الآية: وجوب ملاحظة الإخلاص، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((واشكروا لي)) ((لي)) يعني مخلصين لله عزوجل، لأن الشكر طاعة، والطاعة لابد فيها من الإخلاص ((فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشكر بعبادة ربه أحدا)).
الطالب :شيخ؟ الآية تقدمت تدل على أن القرآن كلام الله ؟
الشيخ :أي نعم، فيها أن القرآن كلام الله لأنه أضافه إلى نفسه أي نعم.
فوائد الآية (( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ))
قال: (( يا أيها الناس استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)) ، ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)) في هذا دليل على قضية الإيمان وأنه من أشرف أوصاف الإنسان .
اضيفت في - 2006-04-10