بيان الشيخ الألباني وجوب التصفية والتربية . حفظ
نحن الآن لا يجوز أن نقيس أنفسنا عليهم من تلك الحيثية، لأن البون شاسع والحياة مع الأسف الشديد نحن علينا أن نعيش سنينا إن لم نقل دهورا طويلة لإصلاح ما فسد من عقائدنا وأخلاقنا، بينما الرسول حقق هاتين الركيزتين الأساسيتين في بضع سنين مع هؤلاء الجماعة الذين أرسل إليهم، فإذا ...
السائل : نحن بناء على قولك أنه لن ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم وأذن الله لهم بالقتال، وكان يكلفهم أنت عليك كذا، نحن الآن في خلاف كبير بين ذلك العصر لما كان الرسول يأتيه الوحي ويأمر فيعرف المسلمون وتكون المرحلة قد حانت، أما نحن الآن ما في حتى قائد ما في، فكيف نتوخى ما عمله الرسول؟ من الذي سيقول لنا الآن بلغنا المرحلة اللي ما شاء الله اصبح المسلمون ..؟
الشيخ : نحن لسنا مسؤولين عن هذا، لسنا مسؤولين عن من هو الذي سيقول لنا انتهينا من المرحلة الأولى، والآن تبدأ المرحلة الثانية ثم الثالثة، لسنا مسؤولين عن هذا، نحن مسؤولون عن تطبيق آية في القرآن: (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله )) نحن الآن لنا عمل وإن عملنا بخلاف العلم، لذلك أنا يعني فكرتي ودعوتي كعنوان قائم على كلمتين، لا بد من جماعة فليكونوا مئة، فليكونوا ألف، فليكونوا مليون، مش مهم العدد الآن، لكن أي جماعة لا بد أن تقوم على أساس كلمتين تصفية وتربية ...
قيام جماعة مسلمة التي ينشدها جماعات إسلامية كثيرة لا يمكن في اعتقادي أن تقوم لها قائمة إلا على أساس من التصفية والتربية، انظر الآن الإسلام نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم صافيا من السماء، ما فيه كلام، رباهم الرسول عليه السلام المربي الأول في هذه الدنيا، فأحسن تربيتهم، فمن الذي سيصفي هذا الإسلام الذي كان أصلا أنقى من ماء السماء، ثم دخل فيه ما دخل مما هو معلوم إجمالا عند البعض، وتفصيلا عند الآخرين، من الذي سيقوم بهذا؟
يجب أن يقوم بهذا أفراد، يعني من أهل العلم والفضل والتقوى من الله والخوف من الله، كثيرون ومنتشرون في العالم الإسلامي، ثم يقومون بالاقتران بهذه التصفية التربية، تربية أفراد المسلمين، نحن الآن ما في عندنا تربية أبدا، نحن عم نشوف كيف أنه كل الجماعات عم تنقسم إلى جماعات، وعم تفرق بينهم المصالح الفردية والشخصية، وهذا أنا بعتقد أمر طبيعي جدا، ولماذا؟ لأنه مضى على المسلمين قرون كثيرة وهم يعيشون في إسلام غير مصفى، وفي جو غير مربى، ورثنا نحن هذا الخليط، ثم استيقظنا بعد لأي استيقظنا فوجد ما يسمى اليوم بالصحوة، لكن هذه الحقيقة صحوة فكرية، لم يقترن معها بعد الصحوة السلوكية، فحينما يوجد الأمران وفي جماعة يطبقون الإسلام الذي يأمر أن تكون هناك أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، فأنا لا أرى التفكير كيف من الذي سيقوم ببيان هذه المراحل التي من الناحية العملية لا بد منها، لكن من الناحية الفكرية لا سبيل إليها في اعتقادي، لأنه شؤون الدعوة لا تقاس على شؤون المادة كالاقتصاد مثلا، اللي كل دولة تضع لها نظام في كل مدة خمس سنوات، سواء اقتصادي أو صحي أو نحن ذلك، ويلمسون النتائج لمس اليد، لأنه أمور مادية.
أما الدعوة هذه فأنت مثلا قد تربي ولدا لك لا تستطيع أن تحكم متى يصلح هذا الولد أن يكون مسلما داعية، وهو ابنك وهو فلذة كبدك، ما تستطيع فكيف تستطيع أن تحكم على ناس وهم غرباء عليك، وهناك مصالح تعتور وتحيط هؤلاء الناس الذين تريد أن تربيهم، هذا إذا كان المربي هو نفسه قد تربى على الإسلام المصفى، لذلك الحقيقة نحن في الوقت الذي ينبغي أن لا نيأس من روح الله، لكن في الوقت نفسه ينبغي أن لا نكون مغترين وأن لا نكون مغفلين، وأن نظن أن بيننا وبين النصر أيام قليلة وقليلة جدا، هذا الذي وقع فيه بعض الجماعات الإسلامية حيث أعلنوا على غير حياء وخجل أنه في ظرف كذا أو سنة كذا سينادى بالدولة الإسلامية، ثم أصبحوا كالدهر الدابر في خبر كان.
السائل : ...
الشيخ : طبعا لا يمكن وهي عبارة عن دعوة إصلاحية أي الدعوة السلفية.
السائل : هي عبارة عن عقيدة، وهم أصحاب هذه العقيدة تزرع كل البراهين، فإذا اقتنع بها ... وانتقاء، ولا من خلال ندوات واجتماعات ... وأنا قاعد في عمان واللي في المغرب، وهذه الممارسة وهذا الاتجاه وهذا المفهوم العقائدي تلقائيا ...
الشيخ : يعني سيؤدي بنفسه إلى نفسه إلى الالتقاء وإلى التجمع وإلى التنظيم الذي لابد منه لإقامة حكم الله في الأرض، هذا لابد منه، لكن الآن في هذه المرحلة يعني هذه قضية منطقية جدا، إنسان يريد أن يبني بناء وهو لا يملك أرضا فمن العبث أن يفكر بأي شيء قبل أن يهيأ الأرض، وهكذا سلسل موضوع هذا البناء المادي، فلا يفكر كم غرفة كم طابق وهو الأرض لم يستحضرها وهو لا يدري سعتها أو ضيقها، وهكذا ولكن لا بد من السعي في الأرض، لابد من إيجاد الارض لابد من إيجاد القاعدة، فنحن الآن في صدد تقعيد القاعدة فعلا.
السائل : أستاذنا أنا أنظر إلى الأمر كقضية متكاملة، الأرض بحد ذاتها الأرض هي مطلب.
الشيخ : ليس البحث أنه هو هدف أم غير هدف، ما ندري أنا ندخل في مواضيع ما فيها خلاف، الأرض ليست هدف، الهدف إقامة البناء، طيب لكن التفكير في البناء قبل التفكير في الأرض الصالحة لهذه البنية هذا عبث منطقي، وكذلك القضية شرعية قبل أن توجد الناس الذين تثق بعقيدتهم وسلوكهم، من العبث أن تفكر بتكتل تقيمه.
السائل : هذا هو الهدف المثالي.
الشيخ : شو هو الهدف المثالي؟
السائل : الهدف المثالي أن يكون هناك بنيان.
الشيخ : عم تحكي الآن من الناحية المعنوية أم المادية؟
السائل : المادية أنا معك، أول خطوة إحضار الأرض هذا هدف مرحلي.
الشيخ : وهذا الذي أنا أقوله يا أخي، أنا هذا الذي بقوله، أنا عم أقول لك النهاية، ذكرت لك شو الهدف، الهدف بالنسبة للمثال المادي هو هذه الدار لنطمئن بها ونسكن بها، أما الهدف بالنسبة للدعوة هو إقامة حكم الله في الأرض، هو أن يكون هناك أمة تحكم بما أنزل الله، وتنشر الدعوة في الأرض بكل قوة وجرأة، بحيث أنه لا يستطيع أحد أن يقف أمامها، فإن وقف أحد أمامها كان جزاؤه .. نعم.
السائل : يعني إذا ما كان قوة بمكان وحده بيسقط.
الشيخ : من يسقط؟
السائل : أي أحد يقف في طريقها أو أمامها.
الشيخ : سيدي ما اختلفنا بس عن نقول المرحلة الأخيرة التي بدنا إياها هي هذه، لكن كيف نمشي فيها، ما هي المرحلة الأولى؟ أنا ضربت مثالا مادي آنفا، المرحلة الأولى تحضير الأرض، فما هي المرحلة الأولى لتحقيق حكم الله في الأرض؟ أليس هذا هو الهدف؟ طيب فما هي المرحلة الأولى؟ التصفية والتربية، لابد من ذلك أبدا.
أبو يحيى : تطبيق الأمر هذا وارد، وحتى تحقيق هذه المراحل الأولية أليس من الواجب أن نعد أيضا ...
الشيخ : أبو يحيى الله يرضى عليك هذا مسلم فيه، لكن من هو الذي يقوم بهذا؟ من هو؟ أنا أم أنت؟ أم زيد أم بكر؟ يا أخي هذه مرحلة تأتي مش الآن، الآن بدنا نحن كما قلنا في الآية السابقة: (( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) هذه هي المرحلة الأساسية، أن نفهم الإسلام فهما صحيحا، ونطبقه على من؟ ما بقدر أطبقه إلا على نفسي، هذا واجبي، صح؟ بقدر أطبقه على ابني فهذا واجبي، زوجتي بناتي أولادي وهكذا، في حدود الاستطاعة، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، هذه المرحلة الأولى، وهي المرحلة اللي ... فيها الرسول عليه السلام ثم انظر الدقة في موضوع، الرسول عليه السلام والأنبياء الكرام بقوا سنين يدعون إلى كلمة واحدة وهي : (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) شو رأيكم اليوم بالمسلمين؟، المسلمين مش الكفار، المسلمين أنفسهم بحاجة إلى هذه الدعوة، يعني اللي بدنا نشد ظهرنا فيهم، ويلي بدنا نقيم الدولة على أساس الاستعانة بهم هم بحاجة إلى دعوة التوحيد، وأخونا الأستاذ عدنان بقول بدندنوا وبتحكوا كثيرا.
عدنان : أنا ما عندي شيء، أنا ...
الشيخ : أنت أخي أنا مش عم أقول بدك أنت لكن الجو اللي بنعيش فيه ...
عدنان : أنا بقول الآن ... ما هو الذي أو البديل أو الحل الأمثل ما هو المطروح ما هو المطلوب؟
الشيخ : البديل التصفية والتربية، كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في ... بسم الله، يعني ما بكفي اللي عليك؟
عدنان : طبعا.
الشيخ : يا ريت إن شاء الله تستطيع أن تقيم فيه. مبينة القضية من اللي بالملايين من المسلمين اللي عايشين في هذا البلد وهناك اللي فهمانين العقيدة الإسلامية فهما صحيحا، وعم يطبقوا العبادات تطبيقا مطابقا على الإسلام، وسلوكهم على الإسلام.
السائل : ينطبق على الناس اللي ...
الشيخ : وأنا شو عم بحكي؟ تراث أورثناه ولذلك عملنا، نعم ولكن لا تستطيع أن تذهب إلى السلف الصالح، يعني بتقول مئات السنين وأنا قلت هذا، لكن ما تقدر تقول هيك كان الأمر في عهد الصحابة وفي عهد التابعين وإلى آخره.
السائل : هنا صار فيه حالة من القنوط.
الشيخ : أنا ما قلت باليأس لأنه متى نصر الله؟ قال: (( ألا إن نصر الله قريب )) لكن نحن علينا العمل.