تفسير قوله تعالى:" لا يسخر قوم من قوم " والتحذير من السخرية. حفظ
الشيخ : (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم )) وتفيد الآية الكريمة أن السخرية منافية للإيمان لكمال الإيمان لو كان الإنسان مؤمناً حقاً ما سخر من القوم ومعنى السخرية الاستهزاء بالخلقة أو بالخلق أو بالعمل استمع الاستهزاء بإيه ؟ خلقة الخلُق العمل، بعض الناس يسخر من الرجل إذا رآه قصيراً جداً يسخر من الرجل إذا رأى وجهه قبيحاً يسخر من الرجل إذا رآه أعرج يسخر من الرجل إذا رآه أحول، إلى آخر ما يسخر به الناس من الأوصاف الخلقية أهذا حلال أو حرام؟ هذا حرام لأن الله نهى عنه ثم إن الذي يسخر بالخلقة هو ساخر بالخالق اللي يسخر بالخلقة ساخر بالخالق في الحقيقة هل الإنسان يخلق نفسه ويكيف نفسه إن شاء جعل نفسه جميلاً وإن شاء جعل نفسه قبيحاً؟
الطالب : لا.
الشيخ : أجب يا إخوان
الطالب : لا
الشيخ : من الخالق ؟
الطالب : الله
الشيخ : الله عز وجل أرأيت لو نظرت إلى جدار قد ليس أتعرفون التلييس إيش هو ؟ المسح، مسح الجدار بالطين أو بالإسمنت ورأيت فيه تعرجاً ثم ذممت الجدار من تذم في الواقع ؟ الذي بناه والذي ليّسه عيبك هذا الجدار ما له ... يعود على الذي ليّسه إذن إذا عبت إنساناً في خلقته فقد عبت الخالق ولذلك يجب النظر إلى هذه المسألة هذه واحدة
ثانياً ربما تعيبه في خلقته ويردك الله وأنت الجميل إلى خلقته تصاب بحادث يتشوه وجهك تصاب بحريق تصاب بمرض وإذا أفلتّ من هذا ولا إفلات من قدر الله فقد تصاب ذريتك قد تصاب الذرية وكم من إنسان عير أخاه فأصيب بما عير به أخاه ومن الحكمة المأثورة " لا تُظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك " طيب هذا السخرية في الخلقة
السخرية في الخلق تعلمون أيها الناس أن الناس يختلفون في الخُلق أليس كذلك؟ منهم من هو واسع الصدر بشوش لين طيب القلب مجرد ما تنظر إليه تحبه أليس كذلك ؟ ومنهم العكس سيء الملَكَة عبوس الوجه مقطِّب إن سلمت عليه بلسان فصيح ونطق مسموع رد عليك بأنفِه ما يرد تمام، بعض الناس يسخر من هذا الرجل من سوء خلقِه ويقول : والله لو أنت فلان عندما يريد ضرب المثل بالسخرية هذا لا يجوز إذا كنت صادقاً فاتصل بهذا الرجل وقل يا أخي أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقا يا أخي أحسن خلقك ثم انظر للفرق بين أن تحسن الخلق وبين أن تسيء الخلق تجد أنك إذا أحسنت الخلُق انشرح صدرك وصرت دائماً في سورر ولم تندم، إذا كنت سيء الخلق لا بد أن تندم طيب من الناس من هو بطيء الغضب سريع الرضا، أليس كذلك الأخ ؟ من الناس من هو بطيء الغضب سريع الرضا يعني إذا غضب رضي بسرعة هكذا طيب اجلس
هذا طيب ولا غير طيب ؟ طيب كل يمدحه لأن لا بد ، كل إنسان يغضب من الناس من هو سريع الغضب بطيء الرضا ويش تقولون في هذا سيء ولا حسن ؟
الطالب : سيئ
الشيخ : سيّء يأتي بعض الناس ويعيب هذا الرجل في خلقه يقول هذا رجل غضوب سريع الغضب بطيء الرضا يسخر به هذا لا يجوز إذا كنت صادقاً فانصحه وقل إن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( استوصاه رجل فقال : يا رسول الله أوصني قال : لا تغضب قال أوصني قال : لا تغضب قال أوصني قال : لا تغضب ) الغضب جمرة يُلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى يفور دمه وتنتفخ أوداجه ويحمر وجهه وينتفش شعره حتى كأنه لا يعي ما يقول انصح هذا الرجل قل يا أخي لا تغضب ودواؤه إيش ؟ أن يستعيذ بالله من الشيطان فيذهب عنه ما يجد وإن كان قائماً جلس إن كان جالساً اضطجع لأن الحركة هذه تغيير الاتجاه يوجب برودة الغضب
المهم الأخلاق السيئة كثيرة لا يجوز للإنسان أن يسخر بشخصٍ من أجل خُلقه بل يحمد الله الذي عافاه مما ابتلى به هذا وليحسن الخلق الثالث ؟
الطالب : العمل
الشيخ : الثالث العمل كلنا غير معصومين، كلنا يخطئ ويصيب أليس كذلك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) اللهم تب علينا ولا يخلو الإنسان من خطأ في مقاله وفي فعاله وفي حاله كل إنسان فهل تنتهز الفرصة أن ترى في أخيك عيباً في عمله حتى تسخر منه أو تقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، قل هكذا لا تسخر كم من إنسان سخر من شخص في عمله فأصيب به وجدت إنسان يسخر نعم يغتاب الناس كلما جلس مجلساً نعم جعل يأكل لحوم الناس أهذا عمل سيء أو صالح؟
الطالب : سيئ
الشيخ : سيء لا شك لا تسخر به، إن كنت صادقا فانصحه وخوفه من الله والأعمال السيئة كثيرة منها ما هو انتهاك محرم ومنها ما هو ترك واجب فلا تسخر من أخيك.