التوفيق بين حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال له : أوف بنذرك . و بين قولنا أن الإعتكاف خاص بالعشر الأواخر من رمضان . حفظ
الشيخ : يمكن أن يورد علينا مورد بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام أو قال يوماً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أوف بنذرك ) ومعلوم أن ليلة من الليالي ليست هي العشر الأواخر من رمضان وهذا يدل على أنه يشرع للإنسان أن يعتكف في المسجد وإن لم يكن في العشر الأواخر ؟ والجواب عن هذا أن يقال : هذا من باب الإقرار على الفعل لا من باب مشروعية الفعل وهناك فرق بين إقرار الإنسان على الشيء ومشروعية الشيء للأمة ، وأنا أضرب لذلك أمثلة لأن هذه القاعدة مفيدة لطالب العلم ومهمة ، أولاً ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً ، كان يقرأ لأصحابه وهم سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ لأصحابه فيختم ب ( قل هو الله أحد ) ، كلما قرأ في الصلاة ختم ب ( قل هو الله أحد ) فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : ( سلوه لأي شيء كان يصنع هذا ) ؟ فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبروه أن الله يحبه ) ، ولكن هل هذا أمر مشروع أي أننا نقول للناس : اختموا قراءة الصلاة ب ( قل هو الله أحد ) ، الجواب لأ ، ولهذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يختم قراءة الصلاة ب ( قول هو الله أحد ) ولا أمر الأمة بذلك ، لكنه أقر من فعل هذا على أنها صفة الرحمن فيحب أن يقرأها ، ومن ذلك أيضاً الوصال ، وصال الصوم ومعنى وصال الصوم ، أن يقرن الإنسان بين يومين بسحور واحد فلا يفطر بينهما هذا هو الوصال ، هذا الوصال أقر النبي صلى الله عليه وسلم منه أن يواصل الإنسان إلى السحر فقط ، قال أيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر ونهى عمّ سوى ذلك ولكن يقال إلى السحر هل هو مشروع أو الأفضل أن تبادر بالفطر أيهما يا جماعة ؟ الأفضل أن يبادر بالفطر لكن لو أنه أمسك ولم يأكل شيئاً إلا في السحر لكان هذا جائزاً مع أن الذين يفعلون ذلك يفعلونه على سبيل التعبد فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم تعبدهم بهذا لكنه لم يشرعه للأمة .
ومن ذلك أيضاً أن سعد بن عبادة رضي الله عنه وهو سيد إحدى القبيلتين من الإنصار ، فمن هما ؟ إيش الأوس أو الخزرج ؟ من سيد الأوس ؟ سعد بن معاذ ، سعد بن عبادة رضي الله عنه تصدق بمخرافه يعني بنخل له تخرف تصدق به لأمه بعد موتها فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ( وجاءه رجل فقال يا رسول الله فقال : يا رسول الله إن أمي افتلت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت أفأتصدق عنها ؟ قال: نعم )
فأقره على ذلك لكن هل هذا مشروع بمعنى أننا نأمر الناس أن يتصدقوا عن موتاهم الجواب لأ ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق الناس عن موتاهم بل إنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عمل إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) لم يقل يتصدق له أو يصوم عنه أو يقرأ عنه أو يصلي عنه بل قال أو ولد صالح يدعو له فلم يرشد إلى إهداء العمل الصالح للأموات بل أرشد إلى الدعاء لكن مع ذلك لو تصدق الإنسان على الميت أو صام عنه أو قرأ عنه أو صلى عنه فإن ذلك جائز ولكنه ليس مشروعاً بحيث يطلب من الإنسان أن يفعل هذا
طيب إذن نقول يمكن أن يكون الشيء جائزاً شرعاً لكنه ليس مشروعاً للأمة أن يفعلوه ويقوموا به وقد ذكرنا عدة أمثلة .
نعود الآن لتذكرها فمن يذكر المثال الأول ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أحسنت الرجل الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية فكان يختم لقومه إذا صلى بهم ب ( قل هو الله أحد ) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يشرع ذلك للأمة .
والمثال الثاني :
الطالب : ...
الشيخ : نعم الوصال إلى السحر في الصوم جائز ولكنه ليس مشروعاً بل المشروع تعجيل الفطر نعم . هاه
الطالب : ...
الشيخ : نعم نعم نذر عمر بن الخطاب الرسول عليه الصلاة والسلام لم يشرع للأمة أن ينذروا الاعتكاف أو أن يعتكفوا في غير العشر الأواخر ولكنه أقر عمر بن الخطاب على نذره الذي نذره أن عتكف .
في مثال أيضاً رابع : نعم
الطالب : ...
الشيخ : الصدقة عن الميت نعم طيب أقرها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يأمر الناس به ولهذا نقول لو فعل الإنسان هذا فهو جائز لكن لا نأمره أن يفعل وهناك فرق بين الأمر بالفعل وبين الإقرار على الفعل .