مفاسد الحسد . حفظ
الشيخ : فإن الحسد له عدّة مفاسد منها أنه يأكل حسنات الإنسان كما تأكل النار الحطب، ومنها أنه يتضمن اعتراض الإنسان على قدر الله وقضائه حيث كره ما اختاره الله عزّ وجلّ ومنها أنه يحرق قلب الحسود فكلما رأى نعمة متجددة على هذا المحسود ازداد هماً وغماً حتى أن بعض الناس والعياذ بالله قد لا يأتيه النوم حسداً وكمداً على من آتاه الله من فضله، ومنها أنه في الغالب لا يخلو من عدونا في الغالب أن الحاسد لا يخلو من عدوان، عدوانٍ على المحسود بماذا؟ إما بكتم فضائله وإما بتتبع أخطائه وإما بتنفير الناس عنه أو غير ذلك فيتضمن حسده اعتراضاً على القضاء والقدر واعتداء على أخيه وانظر نتيجة الحسد في قصّة ابني آدم ، ابني آدم قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر فقال الذي لم يتقبل منه للذي تقبل منه قال : لأقتلنك لماذا يتقبل الله منك ولا يتقبل مني فقال له أخوه إنما يتقبل الله من المتّقين ولو اتقيت الله لتقبل منك ولكن (( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين )) وكان نتيجة حسده أن شوهت سمعته في كتاب الله العزيز الذي يتلى إلى يوم القيامة، الحاصل أن موسى عليه الصلاة والسلام لم يبك حسداً للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته وإنما بكى أسًى وحزناً على أمته وبكى أيضاً تعظيماً لله عز وجل واعترافاً بحكمته حيث آتى فضله هذا الرسول وأمته.