خامسا : دليل على أن العذاب يكون على بعض الجسم وليس على كل الجسم مع المثال على ذلك كإسبال الثوب للرجال. حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث : ( ويل للأعقاب من النار ) دليل على أن العذاب قد يكون على بعض الجسم فقط.
وجه ذلك : أنه قال : ( ويل للأعقاب من النار ). والحكمة أن الذي حصلت فيه المخالفة هي الأعقاب. نظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في ثياب الرجال في ثياب الرجال : ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) يعني إذا نزلت الثوب أنزل من الكعبين فالنازل تعذب عليه في النار سواء أنزلت ذلك فخرا وخيلاء أو عادة أو هواية. ولهذا لا يحل للرجل أن يًنَزِّلَ ثوبه أو سرواله أو مشلحه أسفل من الكعب. فإن فعل فليستعد لعذاب النار لما نزل. ومع الأسف وانقلاب الحال أن الناس اليوم على العكس. تجد بعض الناس قد نزّل ثوبه حتى إنه ليمس الأرض والنساء إيه ؟ تنزّل الثوب حتى يسحب على الأرض أو بالعكس ؟ بالعكس حتى الصبيان تجد صبي صبيين واحد أنثى واحد ذكر مع أبيهما أو مع أمهما. الأنثى إلى الركبة الثوب إلى الركبة والولد إلى الكعب أو أنزل ، يعني انقلبت الحال والعياذ بالله مع أن المرأة هي التي تؤمر أن يكون ثوبها يسحب على الأرض من أجل ستر القدمين . وأما الرجل لا يجوز أن ينزل عن الكعب. والكعب هو العظم الناتئ في أسفل الساق. وما دمنا في اللباس فإن إنزال اللباس إلى الأرض ينقسم إلى قسمين :
الأول : أن يكون فخرا وخيلاء فوعيد هذا والعياذ بالله أن الله لا يكلمه ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، عقوبة عظيمة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو ذر رضي الله عنه عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ثم قالها أخرى ثم ثالثا فقالوا يا رسول الله : خابوا وخسروا من هؤلاء ؟ قال : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحَلِف الكاذب ). إذا هو من كبائر الذنوب.
أما إذا أنزله أسفل من الكعب وليس خيلاء ولكن لعادة أو هواية فهذا له عذاب آخر وهو.