شرح قول المصنف : واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار حفظ
الشيخ : قال : " ومن طريقة أهل السنة اتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار " لأن هؤلاء السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار أقرب إلى الحق ممن بعدهم وكلما بعد الناس عن عهد النبوة بعدوا من الحق وكلما قرب الناس من عهد النبوة قربوا من الحق وكلما كان الإنسان أحرص على معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين كان أقرب إلى الحق لأن من عرف هذه السير فكأنما عاش بينهم فهو وإن كان متأخر الزمن لكنه متقدم الحال لأنه يعيش بين الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين لكن نحن نتكلم عن الأعصار بقطع النظر عن كل واحد بعينه فكلما بعد العهد صار أبعد إيش ؟ عن الصواب ولهذا نرى اختلاف الأمم اختلاف الأمة بعد زمن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين نراه أكثر انتشارا وأشمل في جميع الأمور لكن الخلاف في عهدهم كان محصورا.
فمن طريقة أهل السنة والجماعة أن ينظروا في سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فيتبعوها لأن اتباعها يؤدي إلى محبتهم مع كونهم أقرب إلى الصواب خلافا لمن زهد في هذه الطريقة وصار والعياذ بالله يقول : هم رجال ونحن رجال ولا يبالي بخلافهم وكأن قول أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كأنه قول فلان وفلان من أواخر الأمة وهذا خطأ خطأ وضلال أنا لست أقول إن قول أبي بكر وعمر وعثمان يقدم على قول محمد صلى الله عليه وسلم لا لكن أقول إن قولهم يقدم على قول غيرهم بلا شك هم أقرب إلى الصواب من عدة وجوه من جهة ما عندهم من الإيمان وما عندهم من العلم وما عندهم من الفهم السليم وما عندهم من التقوى والأمانة وما لهم من صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام كل هذه الأوجه الخمسة توجب ان يكون قولهم في شريعة الله أقرب إلى الصواب ممن بعدهم
الآن مثلا تجد واحد من الناس تقول هذا قول أبي بكر هذا قول عمر طيب قول أبي بكر وعمر ويش هو ؟ ما هم رجال ؟ بلى معصومون ؟ لا إذن لا عبرة بقولهم كيف النتيجة نحن ما نقول إن قولهم حجة ملزمة لكن نقول قولهم أقرب الى الصواب والله لو تأملت كلام السابقين الأولون الأولين من المهاجرين والأنصار لوجدت أنه أقرب إلى الصواب وأقل تكلف وأعمق كما قال ابن مسعود رضي الله عنه بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا ) ثبت ذلك في صحيح مسلم فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن طاعة هذين الرجلين رشد والرشد ضد الغي طيب .