شرح قول المصنف :وقوله (......طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه . إن كان في الحراسة كان في الحراسة . وإن كان في الساقة كان في الساقة ....... حفظ
الشيخ : قال: ( طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله )، أو ( أخذ بعنان فرسه في سبيل الله ) عكس الأول هذا الرجل لا يهتم بالدنيا ولا يبالي بها، إنما يهتم بالآخرة وقيام دين الله، فتجده دائما في استعداد للجهاد، أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، وقوله: ( طوبى ) هل فعلى من الطيب، فهي اسم تفضيل أطيب، أطيب للمذكر، وطوبى للمؤنث، والمعنى أطيب حال تكون لهذا الرجل، وقيل: إن طوبى اسم شجرة في الجنة، والمعنى الأول أعم، وهذا كما قالوا في ويل بعضهم قال إنها كلمة للوعيد وبعضهم قال إنها واد في جهنم. وقال: ( في سبيل الله ) أي في الجهاد في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لا أن يقاتل حمية أو شجاعة أو وطنية أو ما أشبه ذلك، إلا أن من قاتل وطنية وقصد حماية وطنه بكونه وطنا إسلاميا فهذا جهاد في سبيل الله، وكذلك من قاتل حماية لنفسه وماله وأهله، فإنه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قتل دون ذلك فهو شهيد.
قال: ( أشعث رأسه مغبرة قدماه ) أشعث رأسه يعني أن رأسه أشعث من الغبار في سبيل الله، فهو رجل لا يهتم ببدنه، ولا يهتم بحاله ما دام هذا الأمر ناتجا عن طاعة الله عز وجل، وكذلك مغبرة قدماه من السير في سبيل الله، وهو دليل على أن الرجل أهم شيء عنده هو الجهاد، أما أن يكون شعره نظيفا أو ثوبه نظيفا أو فراشه نظيفا فهذا ليس له هم فيه، ولهذا قال: ( إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة ) الحراسة والساقة ليست مقدم الجيش، فالحراسة الإنسان يحرس الجيش، والساقة أن يكون في مؤخره، وهاتان الجملتان لهما معنيان، المعنى الأول: أنه لا يبالي أين وُضِع إن كان في الحراسة وقيل له احرس حرس، وإن كان في الساقة وقيل كن في الساقة كان في الساقة، ما يقول: أنا ... الرجل، مرتبتي أعلى من هذا المحل، اجعلوني في المقدم أو ما أشبه ذلك، لا، يكون حيث وضع ولا يبالي. ويحتمل أن يكون المعنى: إن كان في الحراسة فإنه يكون في الحراسة بمعنى أنه يحرس ويؤدي حق الحراسة، وكذلك إن كان في الساقة. والحديث صالح للمعنيين، وكلاهما صحيح ولا ينافي أحدهما الآخر، فيجب أن يحمل عليهما جميعا.
قال: ( أشعث رأسه مغبرة قدماه ) أشعث رأسه يعني أن رأسه أشعث من الغبار في سبيل الله، فهو رجل لا يهتم ببدنه، ولا يهتم بحاله ما دام هذا الأمر ناتجا عن طاعة الله عز وجل، وكذلك مغبرة قدماه من السير في سبيل الله، وهو دليل على أن الرجل أهم شيء عنده هو الجهاد، أما أن يكون شعره نظيفا أو ثوبه نظيفا أو فراشه نظيفا فهذا ليس له هم فيه، ولهذا قال: ( إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة ) الحراسة والساقة ليست مقدم الجيش، فالحراسة الإنسان يحرس الجيش، والساقة أن يكون في مؤخره، وهاتان الجملتان لهما معنيان، المعنى الأول: أنه لا يبالي أين وُضِع إن كان في الحراسة وقيل له احرس حرس، وإن كان في الساقة وقيل كن في الساقة كان في الساقة، ما يقول: أنا ... الرجل، مرتبتي أعلى من هذا المحل، اجعلوني في المقدم أو ما أشبه ذلك، لا، يكون حيث وضع ولا يبالي. ويحتمل أن يكون المعنى: إن كان في الحراسة فإنه يكون في الحراسة بمعنى أنه يحرس ويؤدي حق الحراسة، وكذلك إن كان في الساقة. والحديث صالح للمعنيين، وكلاهما صحيح ولا ينافي أحدهما الآخر، فيجب أن يحمل عليهما جميعا.