القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " لكن قد قال قوم : إن المراد : شهادة الزور التي هي الكذب، وهذا فيه نظر، فإنه تعالى قال : { لا يشهدون الزور } ولم يقل : لا يشهدون بالزور . والعرب تقول : شهدت كذا : إذا حضرته، كقول ابن عباس : " شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "، وقول عمر : " الغنيمة لمن شهد الوقعة " وهذا كثير في كلامهم، وأما : شهدت بكذا، فمعناه : أخبرت به. ووجه تفسير التابعين المذكورين : أن الزور هو المحسن المموه، حتى يظهر بخلاف ما هو عليه في الحقيقة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " لما كان يظهر مما يعظم به مما ليس عنده، فالشاهد بالزور يظهر كلاما يخالف الباطن، ولهذا فسره السلف تارة بما يظهر حسنه لشبهة، أو لشهوة، وهو قبيح في الباطن، فالشرك ونحوه : يظهر حسنه للشبهة، والغناء ونحوه : يظهر حسنه للشهوة . وأما أعياد المشركين : فجمعت الشبهة والشهوة، وهي باطل؛ إذ لا منفعة فيها في الدين ، وما فيها من اللذة العاجلة : فعاقبتها إلى ألم، فصارت زورا، وحضورها : شهودها، وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها، الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك، من العمل الذي هو عمل الزور، لا مجرد شهوده ؟ ثم مجرد هذه الآية، فيها الحمد لهؤلاء والثناء عليهم، وذلك وحده يفيد الترغيب في ترك شهود أعيادهم، وغيرها من الزور، ويقتضي الندب إلى ترك حضورها وقد يفيد كراهية حضورها لتسمية الله لها زورا . فأما تحريم شهودها من هذه الآية ففيه نظر، ودلالتها على تحريم فعلها أوجه ؛ لأن الله تعالى سماها زورا ، وقد ذم من يقول الزور ، وإن لم يضر غيره لقوله في المتظاهرين: { وإنهم ليقولون منكرًا من القول وزورًا }، وقال تعالى :{ واجتنبوا قول الزور } ففاعل الزور كذلك ". حفظ
القارئ : والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " فصل "
الشيخ : لكن
القارئ : " لكن قد قال قوم إن المراد شهادة الزور التي هي الكذب وهذا فيه نظر فإنه تعالى قال (( لا يشهدون الزور )) ولم يقل لا يشهدون بالزور والعرب تقول شهدت كذا إذا حضرته كقول ابن عباس شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقول عمر : الغنيمة لمن شهد الوقعة وهذا كثير في كلامهم وأما شهدت بكذا فمعناه أخبرت به ووجه تفسير التابعين المذكورين أن الزور هو المحسن المموه حتى يظهر بخلاف ما هو عليه في الحقيقة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) لما كان يظهر مما يعظم به مما ليس عنده ، فالشاهد بالزور يظهر كلاما يخالف الباطن ، ولهذا فسره السلف تارة بما يظهر حسنه ولهذا فسره السلف تارة بما يظهر حسنه لشبهة أو لشهوة ، وهو قبيح في الباطن فالشرك ونحوه يظهر حسنه للشبهة والغناء ونحوه يظهر حسنه للشهوة .
وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة وهي باطل إذ لا منفعة فيها في الدين وما فيها من اللذة العاجلة فعاقبتها إلى ألم فصارت زورا وحضورها شهودها ، وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور ! لا مجرد شهوده ثم مجرد هذه الآية فيها الحمد لهؤلاء والثناء عليهم وذلك وحده يفيد الترغيب في ترك شهود أعيادهم وغيرها من الزور ويقتضي الندب إلى ترك حضورها وقد يفيد كراهة حضورها لتسمية الله لها زورا فأما تحريم شهودها من هذه الآية ففيه نظر ودلالتها على تحريم فعلها أوجه لأن الله تعالى سماها زورا وقد ذم من يقول الزور وإن لم يضر غيره لقوله في المتظاهرين "
الطالب : متظاهرين
الشيخ : وإن لم
القارئ : " وإن لم يضر غيره "
الطالب : " وإن لم يضر غيره "
الشيخ : بقوله بالباء
الطالب : بالباء
الشيخ : نعم
القارئ : أكمل يا شيخ ؟
الشيخ : لأ ، الصواب بقوله لأنه قال " وقد ذم من يقول الزور وإن لم يضر غيره بقوله " ، ذمه بقوله ، ويصح لقوله إن شئت حطها نصف لا بأس .
القارئ : " وقد ذم "
أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " فصل "
الشيخ : لكن
القارئ : " لكن قد قال قوم إن المراد شهادة الزور التي هي الكذب وهذا فيه نظر فإنه تعالى قال (( لا يشهدون الزور )) ولم يقل لا يشهدون بالزور والعرب تقول شهدت كذا إذا حضرته كقول ابن عباس شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقول عمر : الغنيمة لمن شهد الوقعة وهذا كثير في كلامهم وأما شهدت بكذا فمعناه أخبرت به ووجه تفسير التابعين المذكورين أن الزور هو المحسن المموه حتى يظهر بخلاف ما هو عليه في الحقيقة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) لما كان يظهر مما يعظم به مما ليس عنده ، فالشاهد بالزور يظهر كلاما يخالف الباطن ، ولهذا فسره السلف تارة بما يظهر حسنه ولهذا فسره السلف تارة بما يظهر حسنه لشبهة أو لشهوة ، وهو قبيح في الباطن فالشرك ونحوه يظهر حسنه للشبهة والغناء ونحوه يظهر حسنه للشهوة .
وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة وهي باطل إذ لا منفعة فيها في الدين وما فيها من اللذة العاجلة فعاقبتها إلى ألم فصارت زورا وحضورها شهودها ، وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور ! لا مجرد شهوده ثم مجرد هذه الآية فيها الحمد لهؤلاء والثناء عليهم وذلك وحده يفيد الترغيب في ترك شهود أعيادهم وغيرها من الزور ويقتضي الندب إلى ترك حضورها وقد يفيد كراهة حضورها لتسمية الله لها زورا فأما تحريم شهودها من هذه الآية ففيه نظر ودلالتها على تحريم فعلها أوجه لأن الله تعالى سماها زورا وقد ذم من يقول الزور وإن لم يضر غيره لقوله في المتظاهرين "
الطالب : متظاهرين
الشيخ : وإن لم
القارئ : " وإن لم يضر غيره "
الطالب : " وإن لم يضر غيره "
الشيخ : بقوله بالباء
الطالب : بالباء
الشيخ : نعم
القارئ : أكمل يا شيخ ؟
الشيخ : لأ ، الصواب بقوله لأنه قال " وقد ذم من يقول الزور وإن لم يضر غيره بقوله " ، ذمه بقوله ، ويصح لقوله إن شئت حطها نصف لا بأس .
القارئ : " وقد ذم "