التحذير من الفتيا بغير علم.( حفظ
الشيخ : أن تخاف من زعله إذا كنت تزعله لأنك خالفة شرع الذي بين لك إياه أما إذا هو خالف الشرع لا تبالي به هن لازم يرشدونا رشدنا ما هو لازم يبلغنا بأقوالنا و أفعالنا وأنا بهذه المناسبة راح أروي لكم حديث خطير جدا في حق العلماء الذين يقولون ما لا يفعلون يقول الرسول عليه الصلاة والسلام و الحديث في صحيح البخاري ... يروي الإمام البخاري في صحيحه من حديث أسامة بن زيد قال قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ( يؤتى بالعالم يوم القيامة ) بالعالم أو بالجاهل ؟
الحضور : بالعالم .
الشيخ : ( يؤتى بالعالم يوم القيامة فيلقى في النار فتنفلق أقطاب بطنه ) مصارينه يطلعوا لبرّه ( و يدور في النار كما يدور الحمار بالرحى فيطيف به أهل النار ) متعجبين ( يرونه فيتذكرونه قالوا يا فلان ألست كنت تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر ؟ فيقول نعم كنت آمركم بالمعروف و لا آتيه و أنهاكم عن المنكر و آتيه ) هذا العالم ليس له قيمة عند الله لا يساوي جناح بعوضة و لذلك يقول أهل العلم : "
و عالم بعلمه لم يعملن ** معذب من قبل عباد الوثن "
وجاء في حديث آخر في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عن قال قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ) أي تشعل ( ثلاثة عالم و مجاهد و غني ) هؤلاء لازم يكون في أعلى الدرجات لماذا هم في لنار قبل كل شيء ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم و مجاهد و غني يؤتى بالعالم فيقال أي عبدي ماذا فعلت بما علمت فيقول يا ربي نشرته بين الناس في سبيلك يقال له كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم و قد قيل خذو به إلى النار ) يعني أنت كنت تعلم الناس لا في سبيل مرضاتي و إنما في سبيل شهرتك و انتشار صيتك بين الناس ليقول الناس فلان عالم و الذي أردته حصلته فقد قال الناس عنك عالم فقد أخذت أجرك فخذ جزائك اليوم (( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) هذا العالم ما أتى الله بقلب سليم بل أتى الله بقلب مليء بالرياء و حب الظهور و السمعة الحسنة قد قيل خذوا به إلى النار هذا العالم ( ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا عملت فيما أعطيتك من قوة ؟ فيقول يا ربي قاتلت في سبيلك فيقال له كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان مجاهد و قد قيل ... ) كمان أنت أخذت جزائك في الدنيا فلان مجاهد ، فلان بطل ( ... خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالرجل الغني فيقال له ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال فيقول يا رب بثثته و أنفقته في سبيلك فيقال له كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار ) فالمقصود أن التفاضل عند الله عز و جل ما يكون فيما يظهر بمجرد علم أو منزلة أو ما شابه ذلك و إنما بالتسابق بالعمل الصالح عند الله عز و جل