كلام الشيخ على الذين ينفون علو الله سبحانه وتعالى لأن لا يجعلوا لله مكاناً . حفظ
الشيخ : هذا يشبه كثيرا من المسائل التي تتعلق بالعقيدة ، وهذا مما استفدناه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بحق رحمه الله حينما يناقش علماء الكلام وعلماء التأويل الذين أنكروا بعض الصفات الإلهية ، والتي منها استواء الله تبارك وتعالى على عرشه وعلوه على خلقه ، حيث يقول المعطلة أو على الأقل المؤولة ، يقولون إن الله عزوجل ليس في مكان ، إن الله عزوجل ليس له وجه ، يقول ابن تيمية في مناقشة هؤلاء : نحن لا نقول إن لله مكانا أو إن له جهة كما أننا لا ننفي المكان عنه ولا الجهة ، وإنما ننظر إلى النافي والمثبت ، ننظر إلى كل منهما ماذا يعني إذا أثبت المكان أو الجهة ، أو ماذا يعني إذا نفى المكان أو الجهة ، فإن كان ما يعنيه هذا أو ذاك مطابقا للكتاب والسنة قبلنا معناه ورفضنا لفظه ، لأن اللفظ لم يرد ، فمن قال إن الله عز وجل ليس له جهة ، إن كان يعني ليس له جهة من الجهات الستة مطلقا كما هو طبيعة الإنسان لابد أن يكون في جهة ، فهذا قد يقال إلا أن ينفي إلا إذا نفى أن يكون الله عزوجل في جهة العلو حينئذ نقول له أبطلت ، لأنك نفيت ما جاءت نصوص الكتاب والسنة متواترة على إثباته وهو ارتفاع الله عزوجل على عرشه وعلوه على خلقه ، وإن عنيت بالنفي أن الله بحاجة إلى الجهة وإلى المكان قلنا نحن معك ، لأن الله هو الغني عن العالمين ، لكن هذا لا يعني أنه ليس له صفة العلو ، فإذا كلمة تقال تارة لها معنى صحيح ، وتارة لها معنى غير صحيح .
فالآن الذين يذموننا ويقولون إنكم تفرقون ، نسألهم نفرق بين ماذا وماذا ؟ نحن دعاة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فهل أنت معنا ؟ فإن قال أنا معكم إذا نحن ما فرقنا ، وإن قال لا أنا لست معكم ، إذا أنت افترقت عنا ، هذا جواب ما سألت آنفا ، نعم .