التعليق على تفسير الجلالين : (( وقفوهم )) احبسوهم عند الصراط (( إنهم مسئولون )) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ، ويقال لهم توبيخا : (( ما لكم لا تناصرون )) لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ؟ ويقال لهم : (( بل هم اليوم مستسلمون )) منقادون أذلاء . حفظ
يقول (( وقفوهم إنهم مسئولون )) قال احبسوهم عند الصراط الأمر من الله عز وجل والخطاب للملائكة فيما يظهر لأن الملائكة هي التي تدبر الخلائق بأمر الله فيقال للملائكة قفوا هؤلاء المكذبين المشركين بالله (( قفوهم )) يعني وقفوهم أي احبسوهم (( إنهم مسئولون )) " عن جميع أقوالهم وأفعالهم " وكلمة أنهم مسئولون إما أن تكون كما قال المؤلف عامة يعني أنهم مسئولون عن أقوالهم وأعمالهم وشركهم وانحرافهم وعن كل أحوالهم أو إنه مبينة بقوله (( ما لكم لا تناصرون )) فيكون المسئول عنه شيئا واحدا وهي أنهم يوقفون ويسألون هذا السؤال توبيخا وتقريعا كما قال المؤلف "ويقال لهم توبيخا " (( ما لكم لا تناصرون )) لا ينصر بعضكم بعضا فالآية في الحقيقة محتملة لمعنيين :
المعنى الأول إنكم مسئولون عن أي شيء ؟ عن كل الأحوال والأعمال أو إنكم مسئولون هذا السؤال وهو (( ما لكم لا تناصرون )) وأيا كان ففي الآية توبيخ وتهكم بهم حيث يقال لهم (( ما لكم لا تناصرون )) اليوم كنتم في الدنيا تتناصرون والذي ينصر هم العابدون ينصرون هذه الأصنام كما مر علينا في آخر سورة يس (( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) فالعابدون ينتصرون للآلهة كما قال أبو سفيان قبل أن يسلم في غزوة أحد قال " اعل هبل " يفتخر به وينتصر له فيقال يوم القيامة (( ما لكم لا تناصرون )) يعني أي شيء لكم يمنعكم من التناصر والجواب واضح يفيده قوله (( بل هم اليوم مستسلمون )) منقادون أذلة وهذه الجملة المصدرة ببل تفيد الانتقال من أسلوب إلى آخر يعني هم لا يتناصرون لأنهم اليوم مستسلمون هم وأصنامهم أذلة صاغرون قال المؤلف رحمه الله (( ما لكم لا تناصرون ))" لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا " بل هم اليوم مستسلمون الاستفهام في قوله (( ما لكم لا تناصرون )) المراد به التوبيخ والتهكم يعني أين نصر بعضكم بعضا الذي كان في الدنيا أفلا تتناصرون اليوم والجواب لا يمكن أن يتناصروا لأنهم أذلاء مستسلمون (( بل هم اليوم مستسلمون )) أي منقادون لحكم الله فيهم جزاء ولحكم الله تعالى فيهم قدرا
المعنى الأول إنكم مسئولون عن أي شيء ؟ عن كل الأحوال والأعمال أو إنكم مسئولون هذا السؤال وهو (( ما لكم لا تناصرون )) وأيا كان ففي الآية توبيخ وتهكم بهم حيث يقال لهم (( ما لكم لا تناصرون )) اليوم كنتم في الدنيا تتناصرون والذي ينصر هم العابدون ينصرون هذه الأصنام كما مر علينا في آخر سورة يس (( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) فالعابدون ينتصرون للآلهة كما قال أبو سفيان قبل أن يسلم في غزوة أحد قال " اعل هبل " يفتخر به وينتصر له فيقال يوم القيامة (( ما لكم لا تناصرون )) يعني أي شيء لكم يمنعكم من التناصر والجواب واضح يفيده قوله (( بل هم اليوم مستسلمون )) منقادون أذلة وهذه الجملة المصدرة ببل تفيد الانتقال من أسلوب إلى آخر يعني هم لا يتناصرون لأنهم اليوم مستسلمون هم وأصنامهم أذلة صاغرون قال المؤلف رحمه الله (( ما لكم لا تناصرون ))" لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا " بل هم اليوم مستسلمون الاستفهام في قوله (( ما لكم لا تناصرون )) المراد به التوبيخ والتهكم يعني أين نصر بعضكم بعضا الذي كان في الدنيا أفلا تتناصرون اليوم والجواب لا يمكن أن يتناصروا لأنهم أذلاء مستسلمون (( بل هم اليوم مستسلمون )) أي منقادون لحكم الله فيهم جزاء ولحكم الله تعالى فيهم قدرا