تتمة شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيهن كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه. حفظ
الشيخ : قول الله تعالى (( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )) أما العهود التي بين المسلمين بأن تعاهد شخصا على أن تفعل كذا أو أن لا تفعل أو على أن تكتم سره أو ما أشبه ذلك فيجب الوفاء به يجب وجوبا
واختلف العلماء رحمهم الله فيما إذا وعدت شخصا موعدا فهل يجوز أن تخلفه بلا ضرورة أو لا مثل أن تقول سآتيك غدا لدعوة دعاك إما غداء أو عشاء أو ما أشبه ذلك فهل يجوز أن تخلف الموعد من العلماء من يقول إنك إذا أخلفت الموعد لا تأثم ولكن الصحيح أنك تأثم إلا لعذر شرعي فإذا وعدت أخاك موعدا يجب أن توفي به لأنك وعدته وإخلاف الموعد من علامات أيش النفاق فهل ترضى أن تكون منافقا كل أحد لا يرضى فالصواب الذي دل عليه دلت عليه السنة وجوب الوفاء بالوعد وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأن إخلافه من النفاق لكن إذا كان لك عذر أو لم تعط موعدا صريحا بأن قلت لصاحبك آتيك إن شاء الله تعالى إذا لم يكن لي عذر فهنا إذا كان لك عذر لا بأس أنت في حل لأنك لم تعطه موعدا صريحا وكذلك أيضا إذا أخلفت لعذر مثل أن تذهب أن يكون تمام الوعد يحتاج إلى سيارة وخرجت وتعطلت السيارة ولم تتمكن من الوصول إليه في موعده فإن هذا عذر لاشك تعذر به
أما الخصلة الرابعة فهي ( إذا خاصم فجر ) نسأل الله العافية إذا وقعت خصومة بينه وبين غيره فجر والفجور بالخصومة ينقسم إلى قسمين:
الأول أن يجحد ما كان عليه
والثانية أن يدعي ما ليس له
ينقسم إلى قسمين:
الأول: أن يجحد ما كان عليه
والثانية: أن يدعي ما ليس له
مثال الأول إنسان مطلوب لشخص بألف ريال فأقام الطالب دعوة على المطلوب وأنكر المطلوب قال ما عندي لك شيء والطالب قد وثق منه ولم يشهد عليه فهنا يقول القاضي للمطلوب احلف وتبرأ ذمتك فحلف المطلوب أنه ليس له عندي شيء فهنا سوف يقضي الحاكم بأن هذا المدعى عليه المطلوب ليس عليه شيء هذه فجور في الخصومة
أما الثاني القسم الثاني أن يدعي ما ليس له بأن يقول عند القاضي أنا أطلب هذا الرجل مئة ريال فينكر المطلوب فيقول الطالب عندي بينة ويأتي ببينة زور يشهدون بأن له على فلان مئة ريال فالقاضي سوف يحكم بالبينة فإذا حكم لهذا المدعي ببينة الزور فإن هذا يعتبر ممن خاصم ففجر والعياذ بالله
ولهذا يجب التحرز في الخصومات من الكذب أو الالتواء أو المخادعة لأن كل هذا من الفجور في الخصومة نسأل الل تعالى أن يطهر قلوبنا وقلوبكم من النفاق والشك والشرك والريب إنه على كل شيء قدير