الكلام على هزيمة العراق في حرب الخليج . حفظ
السائل : يعني بس السؤال بشرح حالة معينة أنا نفرض جالس في بيت اعتدى علي رجل مسلم ولي جار نصراني .
الشيخ : اعتدى عليك بماذا ؟
السائل : أراد يسرق مالي يسرق بيتي .
الشيخ : يعني هجم عليك ؟
السائل : نعم على بيتي ولي جار أنا نصراني استجرت بهذا النصراني طلبت منه أن ينصرني أظن هذا جائز طبعا .
الشيخ : بنشوف ما رواء الأكمة .
السائل : بسألك أنا سؤال جاوبني وراء السؤال الآخر.
الشيخ : بس بدي يكون سؤالك واقعيا ما يكون خياليا .
السائل : هذا حقيقي يحدث .
الشيخ : لا .
السائل : ما يحدث واحد يعتدي عليّ .
الشيخ : ما يتصور إنو يجي يدق الباب عليك وتجي أنت تستغيث بالنصراني أنت راح تكون مدافعا إما تقتله أو يقتلك وكما جاء في الحديث ( إن قتلته فهو في النار وإن قتلك فأنت في الجنة ) فشلون تخيلت لي ها الصورة .
السائل : يعني تمتنع حدوث هذه الصورة يمكن أن تحدث .
الشيخ : أنا هيك بقول بس أنت أورد لي إياها. ما عم أقلك وراء الأكمة ما وراءها .
السائل : أنا حقيقة لي جيران نصارى .
الشيخ : إي هذه حقيقة نؤمن فيها . كم من مسلم جاره نصراني وكم من نصراني جاره مسلم هاي مؤمنين فيها لكن العملية الصورة الأولى أنه بين أن تستغيث بالنصراني بيكون قضى عليك لا سمح الله فهاي ما دخلت في مخي على كل حال وفوق كل ذي علم عليم هذا حدود علمنا وشو رأيك أنت تدخل في الموضوع بدون هاي المقدمة .
السائل : أنا بسألك سؤال عادي بريء ... يعني بعد غزو العراق الكويت أنت أظن كل الإخوة عارفين أنه صار فيه تعبئة من قبل بعض الجماعات الإسلامية والمشايخ حول موضوع العراق ونسجوا صورة حول صدام حسين أنه صلاح الدين جديد وبدأ تنسج ايش القصاص بدأت بالقمر وأنه انتهت بأنه صلى بالرسول صلى الله عليه وسلم إماما فالناس يعني كوّنوا فكرة أنه فعلا صلاح الدين الجديد فجأة الهزيمة حصلت للعراق فاعتبروها معركة بين الكفر والإسلام .
الشيخ : بتقول معي مع الأسف ولا ما بتقول ؟ مبين مكتوب من عنوانه أنا بقول مع الأسف ... .
السائل : مع الأسف البعض صار يعني عندهم إحباط واعتبروا أن الإسلام خسر المعركة .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : ما تعليقكم يا شيخي ؟
الشيخ : الله المستعان كلنا يعلم الصدمة التي صدم بها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما تيقنوا موته عليه الصلاة والسلام وقصة عمر في ذلك معروفة وما هدأ الموضوع ولا أنه ذكر الناس بحقيقة كانوا يعرفونها ولكن الصدمة التي صدموا بها أنستهم إياها ما ذكرهم إلا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حينما خطب فيهم بقوله المعروف " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " وحول الناس الذين أصيبوا بماذا قلت ؟
السائل : إحباط .
الشيخ : إحباط هؤلاء الناس الله أعلم أحد رجلين إما مؤمن ضعيف الإيمان أو من جماعة البعثيين والحزبيين العلمانيين فهم يتعلقون بالمخلوق دون الخالق ولا شك أن هؤلاء في ضلالهم المبين لكن بنسبة متفاوتة في هذا الضلال والمبالغات التي كنا نسمعها والدفاع الذي إلى عهد قريب كنا أيضا نسمعه عن صدام حسين الحقيقة أن هذه كانت تنبع ليست من علم ولا من عقل وإنما من عواطف جامحة لا أظن إلا أن هذه العواطف إسلامية أظن إلا أن هذه العواطف إسلامية لكنها وهمية محضة نحن كنا في موقف يعني لسنا مع هؤلاء ولا مع أولئك وقلنا في أول اعتداء صدام على الكويت وتحمس كثير من الشباب المسلم لهذا الاعتداء وتأييده وجرت مناقشات كثيرة وبين كثير من الناس منهم من هم معنا على الخط الذي نمشي عليه الكتاب والسنة وعلى منهج سلف الأمة فيهم من الصعوبة بمكان أن نقنعه بخطأ ما فعله صدام ذلك لأن هذا النوع من الناس كانوا ينطلقون في تأييد هذا الاعتداء من قاعدة غير إسلامية بل هي قاعدة كفرية وعلى أساسها جاءت هاي الهجمة الشرسة الأمريكية والبريطانية وغيرها وهي القاعدة الغاية تبرر الوسيلة فبعض الشباب المسلم كان وهو لا يشعر ينطلق من هذه القاعدة الكافرة فيقول يا أخي اجتماع دولتين في دولة واحدة أحسن من بقاء دولتين فكنا نتناقش ونبين لهم أنه يا أخي هذا الكلام صحيح لكن ما هو الطريق لإيجاد دولة من دولتين أهذا هو الطريق اعتداء القوي على الضعيف فكنا نقول في أول الفتنة لا يجوز المسلم أن يكون عراقيا ولا سعوديا لأن كلا من الدولتين يعتبر مخالفا للشريعة الإسلامية هذا باعتداءه على جاره المسلم وذاك باستعانته بالكافر بل كفار وشر الكفار على وجه الأرض وتأييدا لهذا الأمر المخالف للشرع كنا ولا نزل نسمع أنهم يستعينون بالدول العربية والدول الأجنبية الصديقة ! فهم يعلمون أن قيام دولة اليهود ولا أقول اسرائيل ويجب أن تأخذوا حذركم لا يجوز أن تشايعوا اليهود في إطلاقهم لعى دولتهم أنها دولة اسرائيل لأن في هذا تضييع لهجمة المسلمين على اليهود استعمال كلمة غير كلمة اليهود هذه سياسة الإعلام ، فاليهود مكن لهم في أول الأمر كما هو معروف البريطان ثم الأمريكان مع ذلك صاروا بالنسبة لبعض الدول العربية اليوم من الناحية السياسية أصدقاء لهم فكنا نقول ما يجوز للمسلمين أن يتعصبوا لهؤلاء ولا لأولئك ولكن حينما بدأت المعركة فعلا وتجلى للناس جميعا حتى الكفار بأن هذه المعركة القائمة من الحلفاء ليس المقصود منها حقيقة ما كان يذاع أولا لمنع شر صدام عن السعودية وثانيا لإخراج صدام من الكويت وإنما تبين أن المقصود تحطيم الشعب العراقي وهكذا يعني ظهر فعلا حينذاك قلنا يجب على الدول الإسلامية بديل أن يكونوا عونا مع الدول الكافرة كا فعلت البعض أن يكونوا عونا للشعب العراقي لكن مع الأسف : " لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي " .
أما أن نؤيد صداما بشخصه أو بحزبه فهذا ما أعتقد أن مسلما يوافق على ذلك لكن العواطف هذه الجامحة التي تنبع من حديث ضعيف الإسناد لكنه صحيح المعنى ( حبك الشيء يعمي ويصم ) انطلقت مثل هذه الحماسات وأيدت صداما في شخصه فهذا بلا شك خطأ وتجلى الخطأ الآن بعد هذه الهزيمة التي نأسف لها فأنت توافق إن شاء الله معنا أن هذه الهزيمة كان نود أن لا تقع لأن الحقيقة نحن ما كنا يعني ندعو الدول الإسلامية التي لا تستجيب أن تكون عونا للجيش العراقي والشعب العراقي من أجل حزب البعث وإنما لأنه بدأت النذر قبل المعركة من نفس هؤلاء الكفار أنهم يريدون أن ينظموا الشرق الأوسط تنظيما جديدا وهذا معناه بدأت النذر تظهر أنهم يريدون أن يخضعوا الشرق الأوسط بالنظام الأمريكي وإن شئت قلت لحكم اليهود في فلسطين فيكون هذا الشر أكبر من شر حكم البعث في العراق لأن أنا كنت أقول ولا أزال أقول حزب البعث بالعراق كحزب البعث في سورية كل من الحزبين لا يمثل الشعب حزب البعث في العراق لا يمثل الشعب في العراق وحزب البعث في سورية لا يمثل الشعب السوري والحقيقة هذين الشعبين ضد الحزبين .
السائل : ...
الشيخ : معليش هذا بحث ثاني بس أنا كنت أرمي وراء هذا التفصيل ردا على السعوديين يزعمون أنهم استعانوا بالكفار حتى ما يحكموا من حزب البعث إي حزب البعث مهما عاش وحيعيش نصف قرن راح يعيش قرن من الزمان ثم يتغلب الشعب المسلم عليه وبعبارة أخرى كنت أقول مقابل قولي السابق أن حزب البعث لا يمثل الشعب العراقي الشعب العراقي مسلم هذاك حزب كافر لكن بوش وشعبه وكل الدول الأخرى رؤساء ومرؤوسين يمثلون عقيدة واحدة وهي عقيدة الصليب ولذلك الخطر في احتلال الصليب لبلاد الإسلام والمسلمين أخطر بكثير من احتلال حزب بعثي لا نرجو أن يظل طويلا كما لو ظل الاستعمار هو الحاكم على كل حال لمثل هذه المناسبة أذكر بأن ما حل في شعب العراق هذه المصيبة هي تصيب المسلمين جميعا وهم جميعا مسؤولون عنها لأننا خذلناهم صحيح أنتم مثل ما قلت أنه ما طالع بإيدهم شيء صحيح كالشعوب لكن كدول يطلع بإيدهم يتعاونوا وقد يمكن أن يفعلوا شيئا فلم يفعلوا شيئا فلذلك يصدق علينا قوله تعالى (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت بأيديكم ويعفو عن كثير )) على كل حال أنا خرجت من هذه الحرب التي وجدنا فيها بنتيجة نؤيد منطلقنا الفكري والاعتقادي الذي ندعو المسلمين إليه منذ أكثر من نصف قرن من الزمان وهو أنه لا فائدة من كل التكتلات الإسلامية التي تقوم على مجرد تكتيل وتجميع وليس على مجرد تعليم تعليم وتثقيف وتربية والتاريخ يجب أن يعيد نفسه كيف بدأ رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بالدعوة كذلك يجب على كل الدعاة الإسلاميين أن يبدأوا بها أن يبدأوا بتعليم الشعب المسلم دينهم وبتربية هذا الشعب على هذا الدين ولكن يجب أن نتذكر حقيقة مرة وهي أن الإسلام اليوم كل ذو ثقافة إسلامية ولو بعامة يقطع بأن الإسلام المفهوم اليوم من جماهير المسلمين ليس هو الإسلام الذي كان مفهوما من الصحابة والتابعين هذا الإسلام الذي نحياه اليوم ونعيشه سواء ما كان متعلقا منه بالعقيدة أو بالأحكام أو بالسلوك يختلف كثيرا عما كان عليه هذا الإسلام في القرون الأولى ولذلك فلكي تثمر أو يثمر الإسلام الثمرة السابقة في هذه الأيام لا بد أن نعود إلى نفس الإسلام أي الإسلام الذي أنزله الله كما قال القرآن شفاء لما في الصدور فهو دواء وعلاج لأمراض النفوس فهذه الوصفة الإلهية أشبه ما يكون بوصفة طبيب ماهر في الأمراض البدنية فهذه الوصفة من هذا الطبيب الماهر لهذا المريض الهالك في مرضه إذا لم يستعمل هذه الوصفة هو سوف لا يشفى وإذا استعملها وقد أدخل فيها ما ليس منها فربما أيضا لا يشفى إن لم نقل قد يزداد مرضا على مرض فهذا الإسلام اذلي كان علاجا للعرب الأولين وهم كانوا يعيشون وثنيين فلا تربية عندهم ولا دين ولا شريعة ولا أي شيء مع ذلك بسبب هذا العلاج الإلهي صاروا سادة الأمم وهزموا أعرق الأمم يومئذ ثقافة ومدنية وهي فارس والروم التاريخ يعيد نفسه هذا الإسلام اليوم ولكي يؤتي أكله وثماره فلا بد أن نعود إليه وهذا يعني أنه يجب على علماء المسلمين أن يقدموا الإسلام إلى المسلمين إسلاما مصفى هذا هو المقصود من الكلام إسلاما مصفى كما لو كان نزل الآن ولا نبي يعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن كما قال ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) فإذا العلاج الرجوع إلى الكتاب والسنة ثم العمل بهما العالم الإسلامي اليوم ضايع عن الكتاب والسنة فالعلاج هو أن يقوم أهل العلم بهذا البيان لهذا الإسلام المصفى وأن يربوا من حولهم عليه ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله أما تجميع الناس وتكتيلهم وتقويتهم من الناحية المادية فهاي التجرية هاي العراق بشهادة الأعداء أنها أقوى دولة في الشرق الأوسط ماذا استفادت بالنسبة للدول الأخرى التي ... عليها لا شيء لكن أعتقد أن هذا الجيش لو كان مؤمنا كما رأينا غير هذه النتيجة كما رأينا نتيجة الجهاد في أفغانستان على ما في أفغانستان من البعد عن الإسلام في كثير من الجوانب لكن كان الجهاد هو الهدف وثمرته لإقامة الدولة الإسلامية هنا لم يكن شيء من ذلك فنحن كان موقفنا مع الأسف الشديد هو تطبيق قاعدة فقهية أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أيسرهما عندنا شرين إما احتلال الأمريكان لهذه البلاد أو قد يحتل حزب البعث نرى هذا على عجره وبجره أقل شرا أما أن نؤيد حزب البعث أو أن نؤيد شخصا بذاته فهذا ليس من الإسلام في شيء .