شرح الشيخ لأنواع الآيات التي بينتها سنة الرسول.صلى الله عليه وسلم. حفظ
الشيخ : فحينما قال تعالى في الآية السابقة : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإنما يعني : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبين كثيرا من الآيات ، إما أن تكون بعضها مجملة فهي بحاجة إلى بيان وتفسير ، وإما أن يكون بعضها مطلقة فهي بحاجة إلى تقييد ، وإما أن تكون عامة فهي بحاجة إلى تخصيص ، وهكذا ، فالقرآن المنزل على قلب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو كالدستور ، أقول : كالدستور ولا تشبيه ، كالدستور بالنسبة للفقه الإسلامي ، وللسنة المطهرة ، أي هو الأصل ، والتفصيل إنما يأتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذا الوجه الذي ذكرته لكم ، إما مجمل فهو يبينه ، وإما مطلق فهو يقيده ، وإما عام فهو يخصصه ، هذه الأنواع الثلاثة من أين نأخذها ؟ من السنة ، ولذلك فمن لم يأخذ بالسنة ، لم يأخذ بالقرآن ، من آمن بالقرآن ولو من قلبه ، ثم لم يعرج بفهم القرآن على سنة نبيه ، فهو كافر بالقرآن ، ومن أوائل كفره جحده للآية السابقة : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) ، فهذا هو بيان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وكلامي هذا بلا شك فيه شيء من الإجمال ، يتطلب كثيرا من التفصيل ، ولكنَّ الوقت يكاد يتداركنا بحلول وقت الإفطار والصلاة .