فوائد الحديث : ( طعام الوليمة أول يوم حق ، وطعام يوم الثاني سنة ... ) . حفظ
الشيخ : على كل حال نقول:
حديث ابن مسعود يدل على أن الوليمة في أول يوم واجبة، لقوله: ( الوليمة حق )، ويؤيد هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف : ( أولم ولو بشاة ).
ويدل أيضا على أنها في الثاني سنة يثاب الإنسان عليها.
وعلى أنها في الثالث سمعة يريد الإنسان بها المفاخرة، وأن يقول الناس: ما أكرمه ما أجوده.
( ومن سمّع سمّع الله به ) ، هذا إذا صح الحديث.
وإذا لم يصح الحديث ورجعنا إلى الأصول قلنا :
أما كونها واجبة في أول يوم فهذا يؤيده حديث عبدالرحمن بن عوف: ( أولم ولو بشاة )، ويؤيده أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعلن النكاح ) والوليمة من طرق إعلان النكاح .
وأما اليوم الثاني: فإن فيه منفعة للناس، وزيادة في إعلان النكاح، فيكون من هذا الوجه سنة مستحبة.
وأما اليوم الثالث: فالغالب أنه لا يحتاج إليه ، لكن مع ذلك لو احتيج إليه ولم يقصد الإنسان السمعة فإنه يدخل في حكم اليوم الثاني أي: أنه مستحب، والذي ينبغي أن نجعل الأمر مقيدًا بحال المولم، إن كان غنياً قادرا فلا بأس أن يولم يومين أو ثلاثة، وأما إذا كان قريب الحال فالذي ينبغي ألا يشق على نفسه .
وأما الفائدة التي تستفاد : من ( من سمّع سمّع الله به ) فهذه ثبتت بها الأحاديث، أن من سمّع وأراد بعمل الخير أن يسمع من الناس الثناء فإن الله يسمّع به أي: يبيّن للناس أمره ويكشفه.