ألقى الشيخ نصيحة للشباب قبل أن يذهبوا إلى الجهاد . حفظ
الشيخ : المهمّ سواء كنت أنت في دولة هي مع الكفر أو دولة هي على الكفر فالجواب أنت و هو قد أخذه من باب أولى و في ظنّي و لا مؤاخذة أنّ سؤالك بالتّعبير النّحوي لا محلّ له من الإعراب لأنّك تذكر جيّدا أنّني قلت في الجواب إنّه لا هو و لا المسلمون الّذين هم مسلمون أبا عن جد نأمرهم أوّلا ليتوجّهوا لطلب العلم و ثانيا لا نأمرهم بأن يذهبوا أفرادا إلى هناك . فإذا أنت أخذت الجواب باعتبارك أنّك لو كنت من الدّول الّتي ما تحالفت مع الكفر مع ذلك نقول لا تجاهد انفرادا لأنّ هذا له محاذير كبيرة جدّا بمعنى في سبيل القيام بواجب سيضيّع واجبات هذا الفرد أمّا إذا ذهب مع الدّولة باستعدادتها الّتي تتناسب مع المصيبة القائمة هناك فيمكن أن يجاهد و أن يتحقّق النّصر الّذي ننشده للشّعب العراقي و ليس للنّظام العراقي و لا لحزب البعث و لا لشخص صدّام و إنّما يجب على المسلمين أن تكون نظرتهم عميقة و عميقة جدّا و هي أن ننظر ماذا وراء عاقبة انتصار الكفّار على الشّعب العراقي و على العكس ماذا وراء انتصار الشّعب العراقي على الكفّار تعود المسألة إلى قاعدة ذكرتها آنفا بمناسبة ما أنّ المسلم إذا وقع بين شرّين اختار أقلّهما شرّا فالآن يتوهّم كثير من المسلمين بأنّ مناصرة الكافرين على الشّعب العراقي أخفّ خطرا من مناصرة الشّعب العراقي على الكافرين و من معهم من المتحالفين الأمر ليس كذلك و بخاصّة بعد أن كشفوا عن نابهم هؤلاء الكفّار و أظهروا نواياهم السّيّئة و أنّهم يريدون التّنظيم الجديد للشّرق الأوسط و يعنون بذلك إعادة تقسيم البلاد العربيّة الإسلاميّة تحت وصاية و رعاية إمّا الدّولة الأمريكيّة وحدها أو مع بعض الدّول القويّة الأخرى كفرنسا و غيرها و قريبا سمعنا من بعض الإذاعات أنّ فرنسا الآن تفكّر أنّ لها يدا في موضوع الدّخول في التّنظيم يعني كما قسموا الشّامّ إلى دويلات دولة أردنيّة و دولة سوريّة و دولة لبنانيّة ، جعلوا في الدّولة الأولى البريطان و في الأخرى الفرنسيس إلى آخره هذا التّنظيم نفسه سيفرض الآن لا سمح الله لو انتصر الكفّار على الشّعب العراقي . نعكس الآن و هذه مصيبة بلا شكّ يعني لا يمكن لمسلم أن يرضى بها حتّى هذه الدّول الّتي تورّطت و استعانت بالكافر الّذي هو أقوى منها و هذا لا يقوله مسلم على وجه الأرض مطلقا لأنّ الّذين قالوا بجواز الاستعانة بالكافر وضعوا له قيودا و لذلك قلت لكم آنفا لا تنقلوا كلامي مطلقا أنا وضعت له قيدا كذلك هذا من فقه الفقهاء حينما قال قائلهم بجواز الاستعانة بالكفّار قالوا إذا كانت القوّة للمسلمين و كان المستعان بهم تحت سيطرة المسلمين أمّا الوضع الآن فعلى خلاف من ذلك تماما و لذلك أنا قلت و لا أزال أقول ما الّذي ينقذ الآن الدّول أو الدّولة السّعوديّة بخاصّة بعد أن احتلّتها البريطان و الأمريكان أيضا باختيار من الحكومة السّعوديّة لو أرادت أن تستعصي بهذه الدّولة لا أحد يستطيع لأنّها أعني الحكومة السّعوديّة لم تستطع أن تقف على حدودها تجاه حدود العراق و قد عرفت بطريقة أو بأخرى و منها الظّنّ أنّ الدّولة العراقيّة ستهاجمها لن تستطع أن تقف أمامها فتستطيع أن تخرج من عقر دارها الدّولة الأمريكيّة و فيها قوّتها لذلك نحن ننظر الآن لإحدى العاقبتين و أحلاهما مرّ لكنّنا ماذا نفعل نختار الأمرّ أو ما دونه مرّا ؟ هكذا يجب المسلم أن يعالج الأمور فالآن لا شكّ و لا ريب أنّه إن انتصر الأمريكان على الشّعب العراقي تغيّرت خارطة البلاد العربيّة و صارت كلّها تحت يد اليهود و تحت استعمارها و هو استعمار أمريكي أمّا العكس لو فرضنا أنّ العراق انتصرت و ذلك ما نرجوه على الأمريكان و عاد الأمريكان و البريطان معهم خزايا ندامى مهزومين مقهورين ما الّذي نخشاه على الدّول العربيّة الإسلاميّة الّذي يخشى هو أنّه ينتشر حزب البعث في البلاد العربيّة هذا يخشى و لكن أيّهما أضرّ بالشّعوب الإسلاميّة أن تصبح البلاد مستعمرة يهوديّة أو ينتشر فيها هذا الحزب البعثي الّذي لا يمكن أن يستقيم أو أن تقوم له قائمة في البلاد العربيّة كلّها هذا من جهة . من جهة أخرى و هذه نقطة أرجو أن تنتبهوا لها الدّول الكافرة هي تمثّل شعوبها فشعوبها معها في مقاتلتها للمسلمين أمّا حزب البعث في العراق لا يمثّل الشّعب العراقي كحزب البعث عندنا في سوريّة لا يمثّل الشّعب السّوري و لذلك فلا ينبغي أن نتصوّر أنّه لو انتصر العراق ثمّ مدّ خرطومه و ذيوله إلى البلاد العربيّة الأخرى ليس معنى ذلك أنّ حزب البعث هو الّذي سيسيطر لأنّ حزب البعث لا يمثّل هذا الشّعب الّذي استطاع بأن يتغلّب على الكفّار كلّهم لا هذا قد يكون برهة من الزّمن ثمّ لابدّ أن يقضى على أيّ حزب سواء كان بعثيّا أو كان شيوعيّا و الواقع أكبر دليل بخلاف لو ما كانت السّيطرة للدّول الحاكمة الكافرة هذه فمعنى ذلك أنّ الشّعوب الكافرة هي الّتي استولت على البلاد المسلمة بخلاف لو ما انتصر الشّعب العراقي على الكفّار هؤلاء فليس معنى ذلك أنّ حزب البعث هو الّذي سيسيطر و إنّما قد يسيطر ثمّ هناك شيء أيضا يجب ملاحظته لو أنّ العراق انتصر و ذلك ما نرجوه حتّى تعود إليه قوّته السّابقة أنا في اعتقادي أنّ حزب البعث سيقضى عليه قبل أن يعود إلى قوّته السّابقة لأنّهم الآن كما تسمعون و ليس معنى ذلك أنّنا نصدّق كلّ ما نسمع سواء كان من هؤلاء أو من أولئك و إنّما يبدو أنّ هناك شيء من تمام الصّحوة الّتي كنّا نسمعها قبل هذه الفتنة لحقت بعض الرّؤوس إمّا كرها و إمّا استسلاما و طاعة و المصائب من فوائدها أنّها توقظ النّائمين من سباتهم العميق . لعلّي أطلت كثيرا في هذه الكلمة لكن لعلّ فيها فائدة إن شاء الله . لعلّك تترجم له بعض الشيء من الّذي سمعته و لو باختصار باسم الله.