ما هو الضابط في معرفة بلاد الإسلام و بلاد الكفر ؟ حفظ
السائل : ما هي ضوابط تعريف بلاد الإسلام و بلاد الكفر ؟ و كيف تصير بلاد إسلام بلاد كفر و العكس ؟
الشيخ : نعم ، هذه مسألة بلا شكّ عالجها الفقهاء المتقدّمون و اختلفوا كما هو شأنهم في كثير من المسائل و لم يستطيعوا أن يضعوا جوابا حاسما للخلاف يمكن الاطمئنان إليه و الاعتماد عليه فأنا أقول أيّ إقليم يغلب عليه المسلمون و لو كان حكّامهم لا يحكمون بما أنزل الله كلاّ أو بعضا فذلك لا يضرّ و لا يخرج ذلك الشّعب عن كونه شعبا مسلما و لا يجوز مقاتلته فيما لو كان هناك دولة إسلاميّة لأنّهم إذا دعوا إلى الإسلام فسوف يستجيبون له و ينقلبون تماما مع ذلك الدّاعي المسلم على الحكومة الّتي تحكم فيه بغير ما أنزل الله فإذن نحن لا نجعل الشّعب المسلم بسبب حكم حكّامهم بغير ما أنزل الله أنّها أرض غير إسلاميّة و أنّه يجوز مقاتلتهم و فرض الأحكام الّتي تترتّب على دار الحرب و ليس على دار السّلم هذا الّذي نعتقده و ندين الله به و الله أعلم لأنّني قلت تحدّثوا قديما في هذه المسألة و ما ذكروا دليلا حاسما للموضوع لكنّنا نحن نعلم الآن أنّه حدّثوا ما شئتم عن أيّ بلد فالشّعب الجزائري شعب مسلم ، الشّعب السّوري شعب مسلم ، الشّعب الأردني كذلك و قيسوا على ذلك إلى آخره لكن القوانين الّتي تطبّق عليهم الكثير منها أو أكثرها هي ليست إسلاميّة لذلك لا نجعل هذه الشّعوب غير مسلمة تماما كما قلت آنفا ، حزب البعث في سوريّة لا يجعل المسلمين بعثيّين ، حزب البعث في العراق لا يجعل العراقيّين غير مسلمين و لذلك نفرّق نحن بين الحاكم و بين المحكومين و حينما نقول يجب مناصرة الشّعب العراقي فذلك لا يعني مطلقا أنّه ليس أن نقول فذلك لا يعني أنّه يجب مناصرة الحزب البعثي أو مناصرة رئيس حزب البعث بل ذلك لا يعني أنّه يجوز مناصرته لكن الشّعب هو الّذي يجب مناصرته .