تدعي كل الطوائف أنها على الحق وأنها الفرقة الناجية فما الضابط في معرفة الفرقة الناجية ( الرد على من يقول أن في الدين لباب وقشور ) حفظ
السائل : في المساجد وجدنا ما شاء الله نتردد جميعًا سواء كانت إخوان مسلمين أو تحرير أو سلفية ، وكل جماعة تدعي مثلًا أو بتقول أنها هي الجماعة اللي على حق ، والله عز وجل يقول كما في محكم تنزيله بسم الله الرحمن الرحيم : (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) ، فبطل الواحد يعرف فينا إلى أي جماعة يلتزم ومع أي مسلم يكون ، وفي حديث أبي ثعلبة الخشني ولا بعرف إذا كان الحديث صحيح ولا لا ؟ ( وإذا رأيت هوى متبعًا وشحًا مطاعًا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ) ، وقلت : أي نعم كل جماعة الآن معجبة برأيها ، فنهاية الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لك : ( وإذا رأيت إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام ) ، أي أنه يعتزل هذه الجماعات ولا ينتمي ، نطبق القرآن والسنة بعيد عن هذه الجماعات وبعيد عن هذه الأسماء .
الشيخ : في اعتقادي أن هذا السؤال طرح جوابه في الكلمة السابقة ، حينما ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم المسلمين كل شيء وبين لهم بيانًا واضحًا حينما ذكرنا حديث الفرق الثلاثة والسبعين ، وذكرنا أن فرقة واحدة من هذه الفرق هي الفرقة الناجية .
السائل : كل واحدة بتقول لك : أنا هي .
الشيخ : اسمح لي يا أخي ، إحنا قلنا : جواب هذا السؤال جبنا جملتين مأثورتين عند العلماء ، قلنا أولًا : والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء ، وقلنا أيضًا :
" وكل يدعي وصلًا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك "
سمعت هذا الكلام ولا لا ؟ أنت بتعيد علي الآن ما قلته أنا آنفًا ، فلذلك أرجو أن تتنبه لما قلناه آنفًا ، الدعوى كل إنسان يستطيع أن يدعي ولكن ينبغي أن تقترن الدعوى بالدليل والبرهان ، فإذا رأيت رجلًا لا يحسن أن يصلي ويقول : أنا الفرقة الناجية أصحيح يكون هو من الفرقة الناجية ؟ إذا رأيت رجلًا لا يعرف ما ينبغي عليه أن يعتقده في الله وفي الأنبياء والرسل ، وإذا رأيت رجلًا كما ضربنا آنفًا مثلًا يعتقد أن الإنسان ممكن أن يصل إلى الله بدون طريق محمد صلى الله عليه وسلم بدون طريق الكتاب والسنة بيكون هذا هو يقول : أنا من الفرقة الناجية ؟ الجواب بدهي أليس كذلك ؟ لا ، لا يكون من الفرقة الناجية بل يكون من الفرقة الضالة .
لذلك إذا كنت أنت و غيرك يسمع ويجد على وجه الأرض الإسلامية اليوم جماعات ، وهي كما قلنا آنفًا وكل تدعي وصلًا بليلى ، فعليك أن تأخذ الدليل من كل طائفة من هذه الطوائف التي تشهد بصدق دعواها ، وما رأيك في أنك تسمع دعوى وتظل أنت مع الحائرين حيران ، تقول : هؤلاء كلهم يقولون : نحن الفرقة الناجية ، وهؤلاء وهؤلاء ، يجب أن تطلب كما قال تعالى : (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) ، فلا نجاة قلنا هذا الكلام مرارًا وتكرارًا ، لا نجاة للمسلم ليس فقط المسلمين عامة ، كل إنسان اليوم يجب أن ينجو بنفسه قبل غيره ، لا نجاة له أبدًا إلا أن يعتصم بالكتاب والسنة ، فأنت الآن لما تشير إلى بعض الجماعات هل تسمع من هؤلاء الجماعة قال الله قال رسول الله في كل مسألة في كل كبير وصغير ؟ أم بعض هذه الجماعات يقول لك : يا أخي البحث في هذه المسائل بحث في توافه الأمور بحث في القشور ، وإنما نحن نريد أن نبحث في اللباب ، تسمع هذا الكلام من بعض الجماعات الإسلامية والا لا ؟ طيب الإسلام فيه قشور ؟ الإسلام كله لب ، ولا يجوز أن نصف لأن كلمة قشر معناها تحقير لهذا الذي سمي بالقشر فالإسلام الذي جاء به صلى الله عليه وسلم دين ممدود إلى العقيدة فهذا كله يجب أن يتبناه المسلم كاملًا من أوله إلى آخره ، ونحن حينما نقول هذا لا يخفانا ولا يغيب عن بالنا أن المسلم لا يستطيع أن ينهض بالإسلام من ألفه إلى يائه ، ولكن يجب أن يعترف قبل كل شيء فكرًا وعقيدة أن كل ما جاء به الإسلام فهو هدى ونور ، وأنه لا يجوز تقسيم الإسلام إلى لب وقشور ، لأن هذا التقسيم فيه طعن في الإسلام من حيث لا يريد هؤلاء الناس الذين يجعلون الإسلام لبًا وقشورًا ، وشيء ثان لو فرضنا ولو سلمنا جدلًا أن في الإٍسلام لبًا وفي الإٍسلام قشرًا نسلم بهذا جدلًا ، لكننا نقول : إذا كان في الإسلام قشرًا مع اللب ، فهذا القشر فيه حكمة وهي المحافظة على اللب ، كما نرى ذلك في عالم الكون في الثمرات وفي الفواكه والخضار ونحو ذلك ، فكلها هي مما سخره الله عز وجل لبني الإنسان وكرم به بني آدم وجعل لهذه الفوائد كلها ماذا ؟ قشرًا ، لولا القشر لفسد اللب ، فإذا سلمنا جدلًا بأن في الإسلام لبًا وفي الإسلام قشرًا فيجب أن نعرف اللب وأن نعرف القشر وأن نؤمن بهذا وهذا وأن نعتقد أن الله ما فرط في الكتاب من شيء وأن كل ما جاء به هو لمصلحتنا كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) ، فهذا الذي يسميه البعض بالقشر هو مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنا أذكر لك الآن حديثًا صحيحًا قد يمكن أن نستدل به لتقسيم هؤلاء جدلًا وهو حديث ذاك الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عما فرض الله علي فقال له : ( خمس صلوات في كل يوم وليلة ) ، وذكر له صوم رمضان فقط ونحو ذلك من الفرائض المعروفة من الأركان الخمس فماذا كان موقف هذا الأعرابي ؟ سأله قال : " هل علي يا رسول الله غيرهن ؟ " قال : ( لا إلا أن تطوع ) ، قال : " والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص " يعني حسبه الفرائض وهو لا يريد أن يتطوع ، فلما عرف الرسول صلى الله عليه وسلم منه إخلاصه وصدقه في حرصه في مواظبته على ما فرض الله عليه قال : ( أفلح الرجل إن صدق دخل الجنة إن صدق ) فإذًا في الإسلام بدل ما نقول : لب و قشور ، نقول : فيه فرائض وفيه نوافل ، لكن هذه النوافل لم تشرع عبثًا صحيح ذاك الرجل قال : " لا أزيد عليهن ولا أنقص " ، لأنه كان حديث عهد بالإسلام ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا وأحسن تعليمنا حينما قال : ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر ) ، في حديث آخر : ( فإن نقصت قال الله تبارك وتعالى لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته ) ، إذًا هذا التطوع الذي يسميه البعض بأنه قشور هذا له أهمية ، لأن هذا الحديث يوضح لنا ببيان واضح فيقول : إن المسلم إذا كانت فرائضه ناقصة حينما يحاسب أول ما يحاسب عليه يوم القيامة فربنا يتفضل على عبده فيأمر الملائكة بأن ينظروا هل هناك له من تطوع ؟ فإذا وجدوا أتموا بهذا التطوع النقص الذي كان وقع منه في فرائض الله عز وجل ، إذًا لا يجوز نحن أن نهتم ببعض الإسلام دون بعض وأنا أضرب لك الآن مثلًا واقعيًا في حياتنا .
هناك كثير من الجماعات الإسلامية لا يهتمون بإعفاء لحاهم ، لا يهتمون بالتزيي بالكفار بلبس البنطلون والجاكيت والجرافيت إيش هذه ؟ هذه أمور قشور ، نحن بدنا نهتم باللباب ، طيب لا يهتمون بعدم إطالة الإزار والرسول يقول : ( ما طال دون الكعبين فهو في النار ) ، مع هذا الوعيد الشديد كل هذه الأنواع أدخلوها في قائمة إيش ؟ القشور ، وهذا يذكرني بأن من خطورة هذه الدعوى أن الإسلام لباب وقشور من الذي سينصب نفسه ليبين للناس أن هذه المسائل وهي بالألوف المؤلفة هي من اللباب فعليكم أن تحرصوا بها وهذه قد تكون أكثر وأكثر ألوف مؤلفة وأضعاف مضاعفة هذه من القشور فلا تهتموا بها أين هذا الإنسان هل خلق بعد ؟ لم يخلق ولن يخلق ، هؤلاء الذين يلقون هذه الكلمة بين الناس ويجعلون الإسلام لبابًا وقشورًا يجعلون الشباب حيارى لأنهم لا يستطيعون أن يميزوا بين ما هو لب وبين ما هو قشر بعد التسليم بهذه التسمية ، لا يستطيعون فكان الواجب على هؤلاء الذين ابتدعوا هذه القسمة الضيزى لب وقشر كان عليهم أن يقولوا : كذا وكذا ، ولن يستطيعوا أن يحصوها ، هذه من اللباب عليكم أن تتمسكوا بها ، وكذا وكذا وبعد الإحصاء هذه من القشور فلا تهتموا بها ، إذًا بارك الله فيك حينما تقول : كلهم يدعون هذا كلام صحيح ، ولكن نحن نطالب الدليل ، فالذي تراه إذًا أنت يهتم دائمًا بأن يعرف ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من العقيدة من الأخلاق من العبادة كيف كان يصلي كيف كان يحج كيف كان يصوم كان يعلم النساء والرجال والأطفال الآخرين ، هذا يدل حاله ويغنيك حاله عن قوله أنه هو من الفرقة الناجية لأنه تمسك بالدليل الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الفرق أن دليل الفرقة الناجية هي الجماعة أي هي التي كان عليها الرسول وصحابته الكرام وعلى ذلك يكون الإنسان ماشي على بصيرة ، وأنت إذا أخذت هذه القاعدة وأخذت هذه الضابطة وحاولت أن تطبقها على الجماعات التي أنت تشير إليها فستجد لا يصفوا لك منهم إلا القليل والقليل جدًا ، ونحن الآن تكلمنا بكلام عام وضربنا بعض الأمثلة تتعلق بحياة الناس اليوم الذين لا يهتمون بالتشبه بالرسول صلى الله عليه وسلم ، نحن نجد بعض الشباب ربوا لحاهم فهي لحى على طريقة غير طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، هي على طريقة رئيس لهم كان يومًا ما كان له لحية قصيرة فهم يتشبهون به ، وهذا الرئيس مع كونه كان مسلمًا كان له جرافيت وهذا من زي الإنجليز اللي أدخلوه في كثير من البلاد الإسلامية، فهم أيضًا يتزيون بزيه ، لكن السيد الأول سيد البشر جميعًا سيد الناس يوم المحشر وهو محمد صلى الله عليه وسلم أين هؤلاء الذين يتشبهون به ؟ لا وجود لهم إلا عند هؤلاء الناس الذين يدعون دائمًا الناس إلى إتباع الكتاب والسنة ، منهجهم قال الله قال رسول الله وليس إلا ، لعل في هذا جواب على ما سألت