مناقشة ما سبق. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين :
متى يُحذف عائد الصلة إذا كان منصوبًا ؟
الطالب : أن يكون منفصلًا بعائد .
الشيخ : لا ، أنا أريد الذي ورى !
الطالب : شيخ يحذف عائد الصلة بشرطين : إذا كان متصلًا .
الشيخ : ضميرًا متصلاً .
الطالب : ضميرًا متصلاً .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : والشرط الثاني : أنْ ينصب إما بفعل أو بوصف ، قال المصنف -رحمه الله- :
" في عائدٍ متصلٍ إن انتَصَب *** بفعلٍ أو وصفٍ " .
الشيخ : كمَن !
الطالب : " كَمَنْ نَرجو يَهَب " .
الشيخ : طيب ، من نرجو يهب : هذه مثال ، مثال لأي شيء يا أحمد ؟
الطالب : مثال للمنصوب .
الشيخ : إي لكن لأي شيء ؟ للفعل ولا للوصف ؟
الطالب : للفعل .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : للفعل .
الشيخ : الفعل ، طيب نريد مثالًا للوصف ؟ ابن داود !
الطالب : ما هو يا شيخ ؟
الشيخ : للمنصوب بوصف ، العائد المنصوب بوصف !
الطالب : الدرهمُ نعطيكَه ، أي : نعطيكه إياه .
الشيخ : إيش هذا ؟!
الطالب : الدرهم الذي أنا معطيكَه .
الشيخ : طيب ، الدرهم الذي أنا معطيكَه .
الطالب : نعم ، يجوز أن تقول : أنا معطيك إياه .
الشيخ : ما جاء الخبر ، الدرهم الذي أنا معطيكه وش فيه ؟
الطالب : عساه موجود .
الشيخ : لكن الآن ما تم الكلام ، نريد جملة .
الطالب : إي ، الدرهم الذي أنا معطيكَه موجود ، معطيك : يحذف الضمير ، الذي أنا معطيكَ موجود .
الشيخ : وش فيه ؟ الآن لو خاطبك وقلت : الدرهم الذي أنا معطيكه .
الطالب : أيوا .
الشيخ : استفدت شيء ؟
الطالب : موجود .
الشيخ : نعم موجود أو سليم أو ما أشبه ذلك .
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، ما هو الشاهد ؟
الطالب : أريد أن أحذف الضمير معطيكه .
الشيخ : الضمير التي هي الكاف ، ولا الهاء ؟
الطالب : لا ، الهاء .
الشيخ : الهاء ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : فأقول : الدرهم الذي أنا معطيك سليم .
الطالب : نعم .
الشيخ : تمام ، طيب ، العائد المجرور على قسمين :
الطالب : على قسمين .
الشيخ : نعم .
الطالب : يجر بالوصف ، ويجر بالحرف .
الشيخ : نعم .
الطالب : ما خفض بوصف فإنه يجوز حذفه ، أو حرف الجر إذا قلنا فيه شرطان .
الشيخ : طيب ، مثاله ؟ مثال ما خفض بوصف ؟
الطالب : (( فاقضِ ما أنت قاض )) .
الشيخ : التقدير ؟
الطالب : فاقض ما أنت قاضيه .
الشيخ : التقدير : فاقض ما أنت قاضيه ، تمام ، طيب لو كان اسم مفعول السُّلَمِي ؟
الطالب : ماذا ؟
الشيخ : لو كان مخفوضاً باسم مفعول ؟
الطالب : لا يجوز حذفه ، لا يجوز .
الشيخ : لا يجوز ، مثاله ؟
الطالب : مثاله : هذا الذي هو مضروبٌ مضروبه ، مررت بالذي هو مضروب .
الشيخ : هذا نائب فاعل .
الطالب : مضروب .
الشيخ : مررت بالذي هو مضروب مضروبه ؟
الطالب : مررت بالذي هو مضروبٌ لزيد .
الشيخ : مررت بالذي مملوكه كثير الثمن ، يصلح ؟ مررتُ بالذي مملوكه كثير الثمن ؟ يعني غالي .
الطالب : نعم يصلح .
الشيخ : هل يجوز أن أحذف الهاء ؟ فأقول : مررت بالذي مملوك كثير الثمن .
الطالب : لا يجوز أن نحذف الهاء .
الشيخ : ها ؟
الطالب : لا يجوز حذف الهاء ، مملوكه ما يقال : مملوك كثير الثمن .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأنه اسم مفعول .
الشيخ : صح ، هذا من حيث القاعدة ، لكن لأنه أيضاً يختلف المعنى ، إذا قلت : مررتُ بالذي مملوك كثير الثمن ، فالذي يتبادر الآن أن الصلة ، أو أن العائد بالصلة محذوف ، تقديره : هو مملوك ، فلذلك يمتنع إذا كان مخفوضًا باسم المفعول أن يحذف ، لأنه ليس اسم الفاعل هذا من جهة القاعدة ، ولأنه يختلف فيه المعنى اختلافًا واضحاً ، واضح يا جماعة ؟
الطالب : واضح .
الشيخ : طيب ، إذا كان مجروراً بحرف جر ، شرافي ما الذي يشترط ؟
الطالب : يشترط أن يكون العامل في الجر اسم الموصول ، والعائد أن يكون معه .
الشيخ : نعم ، والثاني ؟
الطالب : ما ذكرت إلا شرط واحد .
الشيخ : لا ، شرطين ، اتفاق العامِلَين لفظًا ومعنى .
الطالب : اتفاق الحرفين .
الشيخ : اتفاق الحرفين لفظًا .
الطالب : ومعنى .
الشيخ : ومعنىً ، تمام ، ومثاله يا مزور ؟
الطالب : مثال الأول : مررتُ بالذي مررتَ به .
الشيخ : نعم .
الطالب : فهنا يجوز الحذف .
الشيخ : مررت بالذي مررتَ به ، فهنا يجوز الحذف فتقول : مررتُ بالذي مررت ، نعم ، ومن القرآن ؟
الطالب : (( يأكل مما تأكلونَ مِنه ويشربُ مما تشربون )) .
الشيخ : التقدير ؟
الطالب : مما تشربون منه .
الشيخ : تمام ، طيب ، لو قلت يا عبدالله العامر : وقفتُ على ما وقفتَ عليه ؟
الطالب : وش فيها ؟
الشيخ : لا تستعجل ، هل يجوز حذف الهاء في : عليه ؟
الطالب : وقفت ؟
الشيخ : وقفتُ على ما وقفتَ عليه ؟
الطالب : إن كان المراد أني وقفت هذا البيت على ما وقفت عليه البيت أنت جاز أن أقول : وقفت على ما وقفت ، وإن كان المراد وقفتُ أي : قمتُ قائمًا على الوقف الذي أنت وقفت ، فهنا لا يجوز لاختلاف اللفظين أو العاملين معنىً.
الشيخ : إي ، فاهمين هذا يا جماعة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : زين ، وقفتُ على ما وقفتَ عليه ، إن كان المراد أني وقفت هذا البيت على ما وقفت عليه البيت أنت ، جاز أن أقول : وقفت على ما وقفت ، وإن كان المراد : وقفتُ أي : قمتُ قائمًا على الوقف الذي أنت وقفت ، فهنا لا يجوز ، لاختلاف اللفظين ، أو لاختلاف العاملين معنىً .
طيب : قمتُ على من وقفتَ عليه ؟ الأخ !
الطالب : أنا ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : قمتُ على الذي وقفت !
الشيخ : الذي ورى !
الطالب : قمت على مَن وقفت ؟
الشيخ : إي .
الطالب : ما يصلح يا شيخ .
الشيخ : أنا أردت بالوقوف القيام !
الطالب : لاختلاف هنا اللفظ .
الشيخ : اختلفا لفظًا ، إي ، صحيح هذا ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : طيب ، إذن الحمد لله فهمنا ، صار العائد إما مرفوع ، وإما منصوب وإما مجرور .
والمرفوع إما ضمير هو صدر الصلة ، فيجوز حذفه ، وسبق التفصيل فيه هل هو كثير أو قليل ، وأما غير ضمير الصدر فإنه لا يجوز حذفه ، مثل : مررت باللذين قاما ، لا يصح أن أقول : باللذين قام ، أو مررتُ بالذين قاموا ، لا يصح أن أقول : بالذين قام ، لأن الضمير المرفوع ليس صدر صلة ، طيب . المنصوب : إما أن ينصب بفعل أو بوصف وحذفه جائز بشرط أن يكون إيش ؟
الطالب : متصل .
الشيخ : متصلاً ، فإن وصل بحرف لم يجز حذفه ، وإن كان منفصلاً لم يجز حذفه أيضًا ، طيب المجرور إما أن يكون مجرورًا بالإضافة ، وإما أن يكون مجروراً بالحرف ، المجرور بالإضافة يشترط أن يكون مجرورًا بإيش ؟ باسم فاعل ، بمعنى الحال أو الاستقبال ، والمجرور بالحرف يُشترط اتفاق العامِلَين لفظًا ومعنى ، واتفاق الحرفين لفظًا ومعنى ، وبهذا ينتهي الكلام على حكم الضمير الذي هو العائد .