الكلام على شروط تقييد العام بالخاص. حفظ
الشيخ : وقد علمنا من القواعد الشرعية التي دلت عليها السنة وأخذ بها أهل العلم أن العام يجب إبقاء دلالته على عمومه كما علمنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الحمر وعن أجرها حين تكلم عن أجر الخيل التي تربط للجهاد في سبيل الله قالوا يا رسول الله فما الحمر قال إنه أنزل عليّ فيها هذه الآية الفاذة (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) هذا استدلال بماذا بالعموم فإذا كان كذلك فإن الواجب في الكتاب والسنة أن تبقى دلالتهما على العموم إلا أن يرد مخصص واعلم أنه لا يمكن أن يأتي لفظ عام إلا ورد له مخصص إما متصل وإما منفصل إما لسبب وإما لغير سبب هذا لابد لماذا لأن من جملة البيان تخصيص العموم أو تخصيص العموم أليس كذلك إذ أنه لو جاءنا لفظ عام وحكمه غير عام ثم لم يبين ثم لم يأت دليل يخصصه هل في ذلك تبيان لكل شيء لا فمن جملة التبيان لكل شيء الذي بين الله أن القرآن تبيان لكل شيء من جملته أنه لا يمكن أن يأتي لفظ عام وقد خصص أو وقد كان بعض أفراده لا يتناولوا هذا الحكم إلا ولابد أن يأتي ما يخصصه إما بشيء متصل مثل إيش المتصل كالاستثناء والشرط وإما بشيء منفصل وإما بسبب وإما بغير سبب فالأقسام الآن كم أربعة الأقسام أربعة كل عام لا يعم حكمه جميع أفراده فلا بد أن يقوم دليل على تخصيصه إما متصل أو منفصل أو بسبب أو بغير سبب مفهوم ماهو الدليل على هذه القاعدة لأن هذه قاعدة نجزم بها الدليل قوله تعالى (( وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) وقوله (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت )) ومن جملة التفصيل تخصيص العام لو كان هناك ما يخصصه نشوف الآن الأقسام الأربعة وإن كنا خرجنا عن هذا لكن أنا أحب دائما أن نتعرض للقواعد لأنها أهم من المسائل الفردية بالنسبة لطالب العلم العام الذي ورد تخصيصه كثير في القرآن وفي السنة قال الله تعالى (( والعصر إن الإنسان لفي خسر )) هذا عام جاء التخصيص (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت )) ومن يرتدد هذا عام وجاء بعده قيد فيمت وهو كافر وفي السنة أيضا من هذا كثير المخصص المتصل هذا بدون سبب المخصص المتصل المخصص المتصل بسبب مثل حديث ابن عباس في فتح مكة حينما تكلم الرسول عليه الصلاة والسلام عن حكم مكة وأشجارها وتكلم بكلام عام ( لا يعضد شوكها ولاينفر صيدها ) فقال العباس إلا الإذخر فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إلا الإذخر ) هذا متصل بسبب ولا بغير سبب هذا متصل بسبب ماهو السبب لهذا التخصيص سؤال عباس العام المنفصل العام الذي خصص بدليل منفصل لسبب فرض الله على العباد خمس صلوات في كل يوم وليلة وهذا ظاهر أوله وظاهر العموم يشمل النهار الطويل والنهار القصير ولما حدث النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه بأن أيام الدّجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامنا فمقتضى الأدلة العامة أن اليوم الذي كسنة كم يلزمنا من صلاة خمس صلوات ولكن الصحابة سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم هل تكفينا فينا فيه صلاة واحدة فقال ( لا اقدروا له قدره ) هذا دليل منفصل لسبب دليل منفصل لغير سبب قال النبي عليه الصلاة والسلام ( فيما سقت السماء العشب ) هذا عام لماذا للقليل والكثير عام في القليل والكثير لماذا لأنه اسم موصول وهو من صيغ العموم جاء الحديث عن أبي هريرة ( ليس فيما دون خمس أوسط صدقة ) فخصص هذا الحديث وهو منفصل ولا منفصل ولسبب ولا لغير سبب .