الأرض الواسعة التي يرتادها الناس و يجلسون فيها كثيرا و لست متأكدا من نظافتها هل تصح الصلاة فيها و ما حكم الصلاة على السجادة التي نجلس عليها كثيرا و أحملها دائما في سيارتي و قد تتعرض للأتربة و الغبار و غير ذلك من الأوساخ ؟
السائل : يقول في سؤاله : الأرض الواسعة التي يرتادها الناس ويجلسون فيها كثيراً ولست متأكداً من نظافتها ، هل تصح الصلاة فيها ؟ . وما حكم الصلاة على السجادة التي نجلس عليها كثيراً وأحملها دائماً في سيارتي ، وقد تتعرض للأتربة والغبار وغير ذلك من الأوساخ ؟. الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين : نعم الأرض الواسعة التي يجلس الناس عليها كثيراً بأهليهم وغلمانهم الصغار طاهرة حتى يتيقن الإنسان نجاستها ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا ) حتى لو غلب على الظن أنها نجسة فهي طاهرة ما لم يتيقن ، وإذا تيقن أنها نجسة ومضى عليها زمنٌ فإن الشمس والريحة تطهرها إذا لم يبقَ للنجاسة أثر ، وكذلك السجاد التي يسجد عليها ويلقيها في السيارة وفي الأرض ويطأها الصبيان الصغار هي طاهرة أيضاً ما لم يتيقن نجاستها . وليعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يتيقن الإنسان نجاستها ، والأصل في الأشياء الحل حتى يتيقن الإنسان تحريمها إلا العبادات ، وهي ما يتقرب به إلى الله فالأصل فيها المنع والتحريم إلا إذا ثبتت مشروعيتها .
سمعت بأن من يقول قبل أذان المغرب ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) من قالها من ليلة دخل الجنة هل هذا الحديث صحيح ؟
السائل : سؤالي وهو : أنني سمعت بأن من يقول قبل آذان المغرب : " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، من قالها من ليلته دخل الجنة " ، هل هذا الحديث صحيح ؟ الشيخ : نعم . هذا الحديث صحيح وهو سيد الاستغفار ، يقال صباحاً ويقال مساءً ، فينبغي للإنسان أن يحفظه ، أو يجعله في ورقة يكتبها ويقولها في الصباح وفي المساء .
ماهو تفسير هذه الآية ( حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتم و ما ذبح على النصب ... ) المائدة ؟
السائل : يقول أرجو من فضيلة الشيخ تفسير هذه الآية من سورة المائدة في قوله تعالى : ((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الجنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب )) ؟. الشيخ : يقول الله عز وجل : (( حرمت عليكم الميتة )) ، والمحرم الله عز وجل ، وليس التحريم عائداً إلينا ، ولا التحليل عائداً إلينا ، ولا الحكم بالكفر عائداً إلينا ، ولا الحكم بالإيمان عائداً إلينا ، كل ذلك إلى الله عز وجل وحده ، يقول : ((حرمت عليكم الميتة )) ، وإنما بني الفعل لما لم يسمى فاعله ، لأنه معلوم كما في قوله تعالى : (( وخلق الإنسان ضعيفاً )) ، ومن المعلوم أن الخالق هو الله عز وجل ، فهنا حرمت عليكم الميتة ومن المعلوم أن المحرم هو الله عز وجل ، والميتة كل ما لم يذكى ذكاةً شرعية بأن مات حتف أنفه أو ذبح على غير الطريقة الإسلامية فهو ميتة . ويستثنى من ذلك الجراد فميتته حلال ، وكذلك السمك على جميع أنواعه فإنه حلال ، قال الله تعالى : (( أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة )) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه : ( أحلت لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالجراد والحوت وأما الدمان فالكبد والطحال ) . وقوله الدم يريد بذلك الدم المسفوح كما قيدته الآية الثانية : (( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرمٌ على طاعمٍ يطعمه إلا أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس )) ، وأما الدم الذي يبقى في العرق بعد التذكية فإنه حلال ، حلالٌ طاهر حتى لو ظهرت حمرته في الإناء فإنه حلالٌ طاهر، لأنه ليس الدم المسفوح . ولحم الخنزير وهو حيوانٌ معروفٌ خبيث ، معروفٌ بأكل العذرة أي أكل الغائط وفيه أيضاً دودة شريطية مؤثرة . الرابع : ما أهل لغير الله به ، أي ما سمي عليه غير اسم الله بأن يقول : باسم المسيح ، باسم موسى ، باسم محمد ، باسم جبريل وما أشبه ذلك ، هذا أيضاً محرم لا يحل أكله . والمنخنقة : التي انخنقت إما بشد الحبل على رقبتها حتى ماتت ، أو بإغلاق الحجرة عليها وتسليط الدخان أو ما أشبهه عليها . الموقوذة : هي المضروبة بعصا ونحوه حتى تموت . المتردية : هي التي تتردى من جبل من فوق أو من جدار أو ما أشبه ذلك فتموت . والنطيحة : هي التي ناطحت أخرى من البهائم فماتت . وما أكل السبع : أي ما أكله الذئب أو نحوه . (( إلا ما ذكيتم )) قوله : (( إلا ما ذكيتم )) ، مستثنى من قوله : (( المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع )) ، فهذه الأشياء إذا أدركتها حية وذكيتها فهي حلال . وما ذبح على النصب أي ما ذبح على الأصنام ، أي ذبح لصنم ولو ذكر اسم الله عليه فإنه حرام ، هذا معنى الآية الكريمة .
هل يجوز لمن يشرب الدخان أن يصلي بالناس و هو لا يجيد قراءة القرآن مع العلم بأنه يوجد غيره ممن يجيدون القراءة ؟
السائل : يقول هل يجوز لمن يشرب الدخان أن يصلي بالناس وهو لا يجيد قراءة القرآن ، مع العلم بأنه يوجد غيره ممن يجيدون القراءة ؟. الشيخ : أما بالنسبة لشرب الدخان فإن الإصرار عليه فسق لأن الدخان محرم كما دل على ذلك عمومات الكتاب والسنة وقواعد الشريعة ، وليس هذا موضع بسطها . وأما كونه لا يحسن القراءة فإنه لا يجوز أن يكون إماماً وهو لا يحسن القراءة ، بل إما أن يعدل قراءته وإما أن يترك الإمامة . بالنسبة لشرب الدخان لا يمنع من إمامة الإنسان إذا كان قارئاً ، لأن معصيته على نفسه ، ولهذا لا يشترط على القول الراجح أن يكون الإمام عدلاً بل تجوز إمامة الفاسق ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون خلف الفسقة ، كما صلى ابن عمر خلف الحجاج ، والحجاج من هو ؟. معروف بالظلم والغشم والعياذ بالله ، وعلى كل حال القول الراجح أنه لا يشترط في الإمامة العدالة ، لكن القراءة لا بد من اشتراط إجادتها ، فمن كان لا يحسن القراءة فإنه لا يجوز أن يكون إماماً ، نعم. السائل : أحسن الله إليكم في ثاني أسئلته يقول : هل يجوز لمن لم يبلغ الحلم أن يخطب بالناس ويصلي بهم ؟. الشيخ : نعم ، القول الراجح أنه يجوز أن يكو الإمام لم يبلغ ، وقد أم عمرو بن سلمة الجرمي قومه وله ست أو سبع سنين كما جاء ذلك في صحيح البخاري ، وهو داخل في عموم قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ). فإذا قدر أن الصبي له عشر سنوات يجيد القراءة ويعرف كيف يصلي ، فله أن يكون إماما للناس في الجمعة وفي الصلوات الخمس وفي قيام الليل في رمضان .
هل يجوز قراءة القرآن عند نزول المطر أو أنه يستحب الدعاء عند نزول المطر و هل هناك حديث نبوي يدل على أنه يستحب الدعاء لوحده بدون قراءة القرآن ؟
السائل : هل يجوز قراءة القرآن عند نزول المطر أم أنه يستحب الدعاء عند نزول المطر ؟ وهل هناك حديثٌ نبوي يدل على أنه يستحب الدعاء لوحده بدون قراءة القرآن ؟ الشيخ : قراءة القرآن ليست مشروعة عند المطر ، بل هي مشروعة في كل وقت ، لكن الذي يشرع عند نزول المطر أن يقول : ( اللهم صيباً نافعاً )، يعني : اللهم اجعله صيباً نافعاً ، وذلك لأن المطر قد يكون نافعاً ، وقد يكون غير نافع ، وقد يكون ضاراً . فالمطر قد يكون ضارا إذا حصل به تهدم البيوت وغرق الزروع وهلاك المواشي ، هذا ضرر ، وقد أرسل الله تعالى الطوفان على قوم نوح ، وأرسله على أهل سبأ انتقاماً . وقد يكون المطر ولا تنبت الأرض شيئاً ، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ليس السنة أن لا تمطروا ، إنما السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئاً ) ، يعني قد تنزل أمطار كثيرة ولكن لا تنبت الأرض شيئاً ، فهنا المطر لم يكن نافعاً ، لأن الجدب ما زال باقياً . فلذلك ينبغي للإنسان إذا نزل المطر أن يقول : ( اللهم صيباً نافعاً )، يعني اللهم اجعله صيباً نافعاً ، وأما قراءة القرآن عند نزول المطر فليست بسنة ، نعم.
قمت مرة بطلب مساعدة لشراء مكبر صوت لمسجد القرية عندنا و حصلت على المبلغ من محبي الخير ثم ذهبت لشراء مكبر الصوت و لكنني جعلت نفقة الذهاب و الرجوع من نفقة المال الذي جمعته للمسجد علما بأن السفر كان بعيدا و أنا ليس معي مال فهل هذا جائز و ماذا يلزمني إذا أخطأت ؟
السائل : قمت مرة بطلب مساعدة لشراء مكبر صوت لمسجد القرية عندنا وحصلت على الفلوس من محبي الخير ، ثم ذهبت لشراء مكبر الصوت ولكنني جعلت نفقة الذهاب والرجوع من نفقة الفلوس التي جمعتها للمسجد ، علماً بأن السفر كان بعيداً وأنا ليس معي فلوس ، فهل هذا العمل جائز ؟ وماذا يلزمني إذا أخطأت ؟. الشيخ : نعم ، هذا العمل جائز ولا حرج فيه ، لأن هذا من مصلحة مكبر الصوت ، ولكن عليك أن لا تستعمل أفضل الرواحل إذا كان يمكن أن تستعمل ما دونها ، فمثلاً نقول : لا تستأجر سيارة فخمة مع وجود سيارة دونها يحصل بها المقصود ، لأنك مؤتمن ، والأمين يجب عليه أن يسعى لحصول الشيء بأدنى كلفة ، نعم.
كنت في إحدى البلدان و عند سحب مبلغ من المال بعملة ذلك البلد من آلة السحب يحسبون صرف العملة و كذلك يحسبون مبلغا آخر مقابل استخدام الألة ، فهل يعتبر هذا من الربا ؟
السائل : كنت في أحد البلدان وعند سحبي مبلغاً من المال بعملة ذلك البلد من آلة السحب يحسبون صرف العملة ، وكذلك يحسبون مبلغ آخر يقولون مقابل استخدام الآلة ، فهل يعتبر هذا من الربا ؟. الشيخ : أما إذا كان حقاً أن الآلة يعني تستهلك شيئاً وجعل هذا السحب في مقابلة استعمال الآلة فلا بأس به لأنه كالأجرة . وأما مسألة الصرف بأن يضع دراهم سعودية مثلاً ويأخذ جنيهاً استرلينياً فهذا لا يجوز ، لأنه في المعاملات النقدية لا بد أن يكون التعامل يداً بيد . نعم ، لو فرض أن هذا الصندوق فيه دراهم سعودية وجنيه استرليني وأدخل البطاقة ، فهنا نقول إنه جائز لأنه سيكون يداً بيد، نعم.
عندما أصلي أطفالي يلعبون و يمرون بين يدي و أنا أصلي و خاصة عندما أمنعهم يعاندون فهل علي من شيء و ما الذي يقطع صلاة الرجل ؟
السائل : عندما أصلي أطفالي يلعبون ويمرون بين يدي وأنا أصلي ، وخاصةً عندما أمنعهم يعاندون ، فهل علي من شىء ؟ وما الذي يقطع صلاة الرجل ؟. الشيخ : نعم ، لا شك أن صلاتك عند أولادك وهم يلعبون ويزعقون ويتخاطبون أمامك غلط ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى ذات يوم وعليه خميصةٌ معلمة ، فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم لأنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ) . فدل ذلك على أنه لا ينبغي للإنسان أن يصلي في حالٍ ينشغل بها عن صلاته ، فنقول للرجل إذا أردت أن تصلي في بيتك فصلي في غرفة أو حجرة بعيدة عن الضوضاء والتشويش . وأما ما يقطع الصلاة فإنه لا يقطع الصلاة إلا مرور المرأة البالغة ، أو الكلب الأسود ، أو الحمار ، وما سوى ذلك لا يقطع الصلاة لكنه ينقصها ، نعم
اشتريت قطعة أرض لبناء مسكن عليها ثم عرضتها للبيع إن جاءت بأعلى من سعر الشراء و ذلك لشراء أرض أخرى لقصد بناء مسكن عليها فهل على هذه الأرض زكاة عندما عرضت للبيع ؟
السائل : اشتريت قطعة أرض لبناء مسكنٍ عليها ، ثم عرضتها للبيع إن جاءت بأعلى من سعر الشراء ، وذلك لشراء أرضٍ أخرى بقصد بناء مسكنٍ عليها ، فهل على هذه الأرض زكاة عندما عرضت للبيع ؟. الشيخ : إذا كان الإنسان عندما حين عرضها للبيع لا يقصد التجارة والربح فليس فليها زكاة ، لأن ذلك عبارة عن سلعة طابت نفسه منها فيريد أن يبيعها ، وهذا لا زكاة فيه . أما إذا عرضها للبيع بقصد التكسب فهذه عروض تجارة يجب عليه زكاتها إذا تم الحول عليها من نيته . لكن يظهر لي والله أعلم من هذا السؤال أن الرجل أراد أن يستغني عن الأرض ويتخذ أرضاً بدلها ، فإذا كانت هذه النية فليست عروض تجارة ، أما إذا كانت النية أن يتكسب فيها ويربح فهي عروض تجارة ، نعم.
أين يضع المصلي يديه في الصلاة هل على الصدر أم أسفل الصدر أم على البطن ؟
السائل : أين يضع المصلي يديه في الصلاة ؟ هل هو على الصدر أم أسفل الصدر أم على البطن ؟. الشيخ : الصواب أنه يضعها على صدره ، هذا أحسن ما قيل في ذلك ، لحديث وائل ابن حجر وهو حديث حسن ، نعم .
إذا كنت في الخلاء و لم يكن بحوزتي ماء سوى القليل الذي يكفيني للشرب فقط هل أتوضأ منه أم أتيمم ؟
السائل : يقول إذا كنت في الخلاء ولم يكن بحوزتي ماء سوى القليل الذي يكفيني للشرب فقط ، هل أتوضأ منه أم أتيمم ؟ الشيخ : إذا كان مع الانسان ماء يحتاجه للشرب وحان وقت الصلاة وليس عنده سوى هذا الماء فإنه يتيمم ، لأنه محتاج الى هذا الماء ، ودفع الضرورة أمر مطلوب ، والله تبارك وتعالى أباح للعبد أن يتيمم إذا لم يجد ماءً ، وهذا الماء الذي يحتاجه لشربه وجوده كالعدم بالنسبة للوضوء به .
السائل : يقول اسأل عن قراءة يس عند قبر الميت هل هي واردة ؟ الشيخ : لا ، لم يرد قراءة شيء من القرآن عند قبر الميت ، وإنما الذي ورد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) . وأما قراءة الفاتحة أو قراءة يس أو غيرهما من القرآن فهذا ليس بسنة إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، نعم .
ما حكم رفع الصوت أثناء حمل الجنازة و ما المشروع عند حملها ؟
السائل : يسأل أيضاً عن رفع الصوت أثناء حمل الجنازة ، وما المشروع أثناء حملها ؟ الشيخ : رفع الصوت أثناء حمل الجنازة أيضاً من البدع ، كالذين يرفعون أصواتهم فيقولون : هللوا كبروا ، هذا من البدع . وإنما المشروع لحامل الجنازة ومشيعها أن يتذكر بقلبه حاله ومآله وأنه سيكون له هذه الحالة التي عليها الميت إن قريباً أو بعيدا ً، فيتفكر في أموره ، ويستعد لهذه النقلة التي سيكون إليها ولا بد ، نعم.
ما حكم قراءة القرآن ثلاثة أيام في منزل الميت و ذبح الذبائح يوم الوفاة ؟
السائل : أخيراً يسأل عن قراءة القرآن ثلاثة أيام في منزل الميت ، وذبح الذبائح يوم الوفاة ؟ الشيخ : هذه أيضاً من البدع ، من البدع المحرمة وإضاعة أموال ، وتجديد أحزان ، ولم يكن من عادة السلف رضي الله عنهم أن يجتمعوا في بيت الميت ليتلقوا العزاء ، وإنما هذه أمور محدثة ، ولا ريب أن هدي السلف الصالح هو الأكمل والأفضل . فأدعو أخواني المسلمين في كل مكان بأن يلتزموا بهدي السلف الصالح فإن ذلك خير، والالتزام بهديهم هو الذي عناه الله عز وجل بقوله : (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان )) ، فلا بد من أن نتبعهم بإحسان ، لا نتجاوز طريقتهم ولاننقص عنها . نعم.
ما حكم النوم على البطن و ما صحة هذا الحديث ( بأن الرسول صلى الله عليه و سلم مر برجل في المسجد منبطحا على وجهه فضربه في رجله و قال له قم نومة جهنمية ) و إذا نام الإنسان على بطنه ناسيا هل يأثم ؟
السائل : ما حكم النوم على البطن ؟ وما صحة هذا الحديث : بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مر برجلٍ في المسجد منبطحاً على وجهه فضربه برجله وقال له : ( قم نومةٌ جهنمية ) وإذا نام الإنسان ناسياً هل يأثم ؟ الشيخ : أما الحديث فلا أدري عنه ، وأما النوم على البطن فلا بأس به لا سيما إذا كان هناك حاجة ، لأنه أحياناً يحتاج الإنسان أن ينام على بطنه لمرض فيها أو قرقرة أو ما أشبه ذلك . وأما بدون حاجة فالأفضل أن ينام الإنسان على جنبه الأيمن كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ، نعم .
إذا صبغ الرجل لحيته بالكتم أو المرأة إذا صبغت شعرها بأحد الأصباغ أو الألوان فهل يكون ذلك حائلا لوصول الماء إلى الشعر أثناء الوضوء و ما حكم استخدام مثل ذلك ؟
السائل : إذا صبغ الرجل لحيته بالكتم أو المرأة إذا صبغت شعرها بأحد الأصباغ أو الألوان ، فهل يكون ذلك حائلاً لوصول الماء إلى الشعر أثناء الوضوء ؟ وما حكم استخدامهم ذلك ؟ الشيخ : أنا لا أدري هل هذه الأشياء لها جرم وقشرة يمنع وصول الماء أم لا ؟. فلينظر ، وأما صبغ الشيء بالسواد الخالص فلا يجوز ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( جنبوه السواد ) ، وورد حديثٌ في السنن في الوعيد على ذلك . لكن إذا كان الإنسان يريد أن يغير الشيب ولا بد فليجعله بنياً لا أسود محضاً ولا أصفر محضاً ، نعم .
امرأة كثيرا ما تجلس في مجالس النساء و كثيرا ما يحصل في هذه المجالس من الغيبة و الاحتقار و هي أيضا تتضايق من هذا الشيء و لا تريده و لكنها لا تستطيع تغيير هذا المنكر و لا حتى القيام من المجلس فهل تعتبر في هذه الحالة شريكة لهن في الإثم علما بأنها كارهة لهذا الفعل و ما العمل في مثل هذه الحالة ؟
السائل : امرأة كثيراً ما تجلس في مجالس النساء ، وكثيراً ما يحصل في هذه المجالس من الغيبة والاحتقار ، وأنا أيضاً أتضايق من هذا الشئ ولا أريده ، ولكنني لا أستطيع أن أغير من هذا المنكر ولا حتى القيام من المجلس الذي أنا فيه ، فهل أعتبر في مثل هذه الحالة شريكة لهم في الإثم مع أنني أكره ذلك في داخلي وأتضايق منه ، ولكنني لا أستطيع عمل شيء سوى ذلك ، ما العمل في مثل هذه الحالة أرجو نصحي وتوجيهي يا فضيلة الشيخ ؟ الشيخ : نعم ، العمل في هذه الحالة أن تقوم من المجلس ، ولا يحل لها أن تبقى حتى ولو كانت كارهةً ذلك بقلبها ، فالواجب عليها أن تخرج من المجلس لأنه لا مكره لها . أما لو أنها إذا هددت وقيل لها إذا قمتي من المجلس فسنضربك والمهدد يقدر أن يفعل ذلك ، فحينئذٍ تكون مرغمةً على البقاء فلا حرج عليها .
امرأة ميسورة الحال و قد سبق لها أن حلفت ذات مرة يمينا و لكن لم يتم هذا الحلف فما كان منها إلا أن صامت ثلاثة أيام و سمعت أنه لابد من الإطعام قبل الصيام فهل معنى ذلك أنه لابد أن تطعم و لا ينفع الصوم ؟
السائل : امرأة ميسورة الحال وقد سبق لها أن حلفت ذات مرة يميناً ، ولكن لم يتم هذا الحلف الذي حلفت فيه ، فما كان منها إلا أن صامت ثلاثة أيام ، وسمعت بأنه لا بد من الإطعام قبل الصيام ، فهل معنى ذلك بأنه لا بد أن تطعم ولا ينفع الصوم ؟ الشيخ : نعم ، لا بد أن تطعم وصومها الذي صامت يكون لها نفلاً وطاعةً لله عز وجل ، لكنه لا يجزئ عن الإطعام ، لأنها قادرةٌ عليه . فالواجب الآن أن تطعم عشرة مساكين لكل مسكين نحو كيلو من الرز وليجعل مع ذلك لحمٌ يؤدمه . السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ ، وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ، أيها الإخوة والأخوات في الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت حمد بن محمد الوابلي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .