السائل : فضيلة الشيخ هناك بعض المسلمين من أصحاب المعاصي نزورهم بنية الدعوة إلى الله عز وجل، لكن هؤلاء لا يحضرون مجالس الذكر وهم بعيدون عن الله عز وجل، ونجد عندهم بعض المنكرات وأحياناً يعني يختبرونا يكون بالتلفاز أغنية أو شيء، يعني مطولة الأغنية، نحن لا نتكلم نحن أتينا لهم في بيوتهم، ونحاول أن نكسب قلوبهم في البداية يعني زيارات متعددة، ووجدنا حسب التجارب أننا إذا بدأناهم بإنكار المنكر يجفلون منا ولا يجالسوننا، ولكن بفضل الله عز وجل بدأنا نصبر ولكن نصبر على مضيض، أحياناً تسمع المنكرات، ولكن بعض الإخوة ينكرون يقولون: لا بد أن تنكروا المنكر، فهل ننكر المنكر مباشرةً أو نتصبر بنية الدعوة إلى الله عز وجل؟
الشيخ : المنكر للمنكر هو مداوي ولا لأ؟
السائل : نعم نأتي لهم بنية الدعوة إلى الله عز وجل.
الشيخ : طيب هو مثل الطبيب، لو أن الطبيب أتى على جرح وشقه مباشرة ليستخرج ما فيه فربما يتولد ضرر أكبر، لكن لو أنه شقه يسيراً يسيراً وصبر على ما يشم منه من رائحة منتنة لحصل المقصود، فأنتم ما جلستم معهم رغبة فيما هم عليه من المنكر، وإنما جلستم من أجل الدعوة إلى الله، وفي ظني أن كل إنسان عنده عقل وميز إذا جلس إلى جانبه صاحب خير فإنه سوف يقلع عن المعصية التي هو عليها، وربما يكابر أو يعاند فيبقيها أو يزيدها كما قلتَ، ولكن اصبرْ، فإذا عرفت أنه ليس فيه رجاء فحينئذ لا تجلس معه، يجب حينئذٍ أن تفارقه.
السائل : طيب يا شيخ إذا كان .
الشيخ : يأتيك السؤال إن شاء الله، اصبر.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ بسأل عن إنسان وجد لقطة في مكة أثناء دخوله مكة في أول طريق السيل الكبير وهو داخل مكة، ما رأيك هل يدعها في مكانها أو يأخذها معه ويرجع إلى القصيم مثلاً لو كان هناك؟
الشيخ : هل وجدها في الحرم او قبل دخول الحرم؟
السائل : قبل دخول الحرم.
الشيخ : هذه مثل غيرها من اللقطات، إن شاء أخذها إن أمن نفسه عليها، وعلم أنه سوف يعرّفها فليأخذها، لأن ذلك خير، وأما إذا كان يخشى ألا يعرفها أو لا يأمن نفسه عليها فإنه لا يجوز أن يأخذها يتركها.
السائل : وإن كانت يعني حاجة صغيرة مثلاً أو ثمنها قليل؟
الشيخ : الحاجات الصغيرة مثل (10) ريالات ، (20) ريال يأخذها وهي له.
السائل : (50) ريالاً.
الشيخ : (50) ريالاً حسب عرف الناس هل يهتم بها، أوساط الناس؟
الظاهر أنه ما يُهتم بها، والشيء الذي لا يُهتم به ولا يُظن أن صاحبه يرجع يبحث عنه يملكها بمجرد الالتقاط.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : إذا توضأ إنسان ثم لبس الشراب، وبعد أن مسح عليها احتاج إلى شراب آخر فلبسه، فهل يمسح على الشراب الثاني، وكذلك العكس إذا كان عليه جوارب أو شراب اثنين على بعضها، فاحتاج إلى نزع أحدها فكيف يكون البناء على المسح؟
الشيخ : أما المسألة الأولى: إذا احتاج أن يلبس زيادة ولبس الزيادة على طهارة فلا بأس، ويمسح عليها، لكن يعتبر المدة من مسح الأول، فلو مضى مثلاً يوم وبقي ليلة على المقيم، فلبس فوق الأول على طهارة، فإنه لا يمسح الثاني إلا بقية الليلة فقط.
أما العكس إذا مسح الأعلى ثم أراد أن يخفف وخلعه فإنه لا يتوضأ حتى يخلع الثاني، لأنه خلع الممسوح، وإذا خلع الممسوح بطل المسح.
السائل : وإذا كان لابسه!
الشيخ : يأتيك إن شاء الله السؤال، الجواب واضح الظاهر؟
الشيخ : طيب لا بأس، إذا توضأ الإنسان ومسح على الجورب ثم احتاج إلى زيادة، ولبس الجورب الثاني على طهارة بعد أن مسح الأول وهو طاهر لبس الثاني ما في بأس، لكن يمسح عليه بقية المدة، ما يبدأ من جديد، والمثال كما قلت: إنسان مثلاً لبس جوارب في الفجر ومسح عليها الظهر والعصر والمغرب مسح عليه ولبس الجورب الثاني هل يبتدئ يوماً وليلة من جديد أو يكمل اليوم والليلة الماضية؟
يكمل اليوم والليلة الماضية.
السائل : ...
الشيخ : السؤال الآن بيجيك جوابه موضح إن شاء الله: فالآن يمسح ما بقي من المدة ولو كان وقتاً واحداً.
العكس لو كان لبس اثنين، ولما مضى نصف يوم خلع الذي كان يمسحه، فهنا يجب أن يتوضأ للصلاة بدون خف، يعني: بدون جورب، يخلع الجورب، والفرق بينهما لأنه إذا خلع الممسوح بطل المسح.

السائل : شيخ عفا الله عنك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما صحة هذا الحديث، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: من أحصى أسماء الله الحسنى دخل الجنة، وكيف يحصيها، وكيف يدخل بها الجنة؟
الشيخ : نعم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) هذا ثبت في صحيح البخاري وغيره، ومعنى إحصائها: أن يعرفها لفظاً ومعنى، ويتعبد لله بها، ليس إحصاؤها أن تغيبها فقط، لابد أن تحفظها وتعرف معناها وتتعبد لله بها، أي: بما تقتضيه هذه الأسماء فمثلاً إذا علمت أن الله غفور فإنك تتعرض للمغفرة فتستغفر، تفعل العبادات التي تكون سبباً لغفران الذنوب.
إذا علمت بأن الله سبحانه وتعالى عليم فإنك لا تخفي عليه شيئًا لا تضمر شيئاً يبغضه، لأنه عالم بك.
إذا علمت أنه يراك فإن مقتضى هذا الإيمان بأن الله يراك ألا تعمل عملاً سيئاً، لأنه يراك ولو كنت في أقصى بيتك.
إذا علمت أن الله يسمعك فإنك لا تُسمِع الله شيئاً يغضبه.
فإحصاؤها ليس بمجرد أن تحفظها أيها الإنسان، لأن هذا سهل لكنَّ إحصاءها معرفتها لفظاً، يعني: حفظها، ومعرفة معناها، والثالث: التعبد لله بها، فالإنسان إذا فعل هذا: أحصاها لفظاً، وفهمها معنى، وتعبد الله بها فهذا هو الدين، ومن دان لله أدخله الله الجنة.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ يقوم بعض الناس الآن بعد وفاة المتوفى يجتمعون في البيت ينتظرون الذين يأتون للعزاء، فهل هذا صحيح أم فيه شيء؟
الشيخ : هذا غير صحيح، هذا من البدع، فإن السلف الصالح لم يكونوا يفعلونه، السلف الصالح لا يفعلون هذا، بل الواحد يبقى في بيته مغلقا بيته، وإذا خرج ووجده أحد في السوق عزاه، والتعزية ليست تهنئة يتبادر الناس إليها، ويذهبون إليها، ويسهرون الليل من أجلها، التعزية : التسلية والتقوية، وإذا رأيت المصاب فاجلس عنده، أو كلمه وأنت في السوق، وقل: اصبر واحتسب، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، اجعله يطمئن فقط، ليس المقصود بالتعزية أنك تجيء تعلله وتؤنسه كأنما أنت في نزهة، هذا العمل في الحقيقة ينسي الآخرة وينسي الثواب وينسي الأجر، ولذلك تجد الذين يعزون يجيون بس يبكون، ولا تجد منهم أن الإنسان يشعر بأن هذا من الله، وأن الإنسان يؤجر على الصبر وما أشبه ذلك، إنما يجيئون من أجل إيناس صاحبهم فقط.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : فضيلة الشيخ بعد دفن الميت هناك حديث يقول: يبقى قدر ما يذبح البعير، فما معنى ذلك؟
الشيخ : هذا بارك الله فيك أوصى به عمرو بن العاص رضي الله عنه، لكنه لا يوافق عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد إليه الأمة ولم يفعله الصحابة خالفوه في هذا، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ) هذا هو المشروع، فيقف على القبر ويقول: اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له ثم ينصرف، أما المكث عنده فليس بمشروع.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ حبذا لو أتحفتنا ببعض أحكام العقيقة: تسميتها، ووقتها، وهل يعطى الأغنياء منها، وهل يجوز إعطاء الكافر منها، وهل الأفضل توزيعها أو عمل وليمة؟
الشيخ : كم سؤال هذا؟
السائل : تدور حول موضوع واحد.
الشيخ : حتى لو قلت لي: اذكر لي صفة الصلاة ومبطلاتها ومكروتها وسجود السهو وصلاة الاستسقاء وصلاة الاستخارة كله موضوع واحد.
على كل حال العقيقة سنة مؤكدة، عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة، تذبح في اليوم السابع، ويؤكل منها ويوزع على الأغنياء هدية وعلى الفقراء صدقة، هذا خلاصته.
السائل : هل يجوز أن يعطى الكافر منها؟
الشيخ : الكافر يتصدق منها عليه إذا كان لا ينال المسلمين منه ضرر، لا منه ولا من قومه، لقوله تعالى: (( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ )) أي: لا ينهاكم عن برهم، بروهم أي: تصدقوا عليهم، ليس هناك مانع أن تبروهم وتقسطوا إليهم، فالبر إحسان، والقسط عدل: (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )).

السائل : فضيلة الشيخ بعض الناس يتورع أن يصلي أمام الدفاية فهل هذا صحيح؟
الشيخ : أن يصلي إيش؟
السائل : أما الدفاية المدفأة.
الشيخ : أمامها ولا الدفاية أمامه؟
السائل : والدفاية أمامه.
الشيخ : زين، الصحيح أنه لا بأس بذلك، وما علمنا أن أحداً كرهه من أهل العلم، إنما كره بعض العلماء استقبال النار التي تتوهج ولها لهب، وعللوا كراهيتهم لذلك بأن وقوفهم بين يدي النار يشبه وقوف المجوس الذين يعبدون النار، فأما هذه الدفايات فإنها ليست كنار المجوس، وإذا قلنا بهذا لقلنا حتى النجفات لا نضعها في الجدار القبلي من المسجد لأنها نار، والقبلة من المسجد، وما زلنا نذكر عن علمائنا أنهم كانوا يأتون بالمباخر ويضعونها أمام الناس بين يدي الصفوف، ثم إن المدافئ هذه إنما تكون بين يدي المأمومين لا بين يدي الإمام، والذي يؤثر هو ما يكون بين يدي الأمام، لو قلنا: إن في هذا كراهة، لأن المأمومين تبع له، ولهذا لا يشرع لهم اتخاذ السترة، لأن الإمام سترته سترة لمن خلفه، المهم أنه ليس في النفس منها شيء، ولا بأس بها.

السائل : يا فضيلة الشيخ ما حكم الصلاة خلف إمام مُرابٍ ومُسبِل؟
الشيخ : الصلاة خلف الإمام المرابي والمسبل صحيحة، لكن إن حصل لك أن يؤمك متقٍ صاحب تقوى فافعل وإلا فصل خلف أي إنسان مصلي، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلون خلف الحجاج بن يوسف الثقفي، والحجاج بن يوسف الثقفي معروف بأنه ظالم، قَتَّال للنفوس، ومع هذا يصلون خلفه، كان ابن عمر وهو من أزهد الناس وأورع الناس كان يصلي خلفه.

السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : ما صحة الحديث الذي يقول: ( اقرأوا سورة يس على موتاكم )، وبعض الناس يقرؤونها على القبر.
الشيخ : ( اقرأوا على موتاكم يس )، الحديث هذا ضعيف، فيه شيء من الضعف، ومحل القراءة إذا صح الحديث محلها عند الموت، إذا أخذه النزع فإنه يقرأ عليه سورة يس.
قال أهل العلم: وفيها فائدة وهي تسهيل خروج الروح، لأن فيها قوله تعالى: (( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )) فيقرؤها عند المحتضر، هذا إن صح الحديث، وأما قراءتها على القبر فلا أصل له.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ عندنا أحد المحسنين قام ببناء مسجد، وأقام إمامًا على حسابه، لكن هذا الإمام لم يتمكن من جعله إمامًا رسميًّا، وهذا الإمام من حفظة كتاب الله، ويعمل في الجمعية الخيرية عندنا، ولما راجع ليكون إمام رسمي في الأوقاف قالوا: لا يحصل الآن في هذا الوقت، ولكن هناك طريقة إنك تقدم باسم سعودي آخر، فهل يجوز هذا العمل يعني يكون محل السعودي، ويتفق فيما بينه وبينه على ما يتفقون عليه، وجزاكم الله خيرًا؟
الشيخ : أنا بسألك هل هذا كذب أو صدق؟
السائل : هذا كذب.
الشيخ : نعم؟
السائل : هذا في الظاهر كذب.
الشيخ : والباطن؟
السائل : يعني إذا كانت الجهات المسؤولة ما أدري.
الشيخ : هو كذب على كل حال، والجهات المسؤولة التي قالت لك ظلمت نفسها وظلمتك، وخانت الدولة، لأن الواجب على المسؤول أن يمشي على ما رسم له، وإذا كان لا يعجبه فلينقده أما المسؤول الذي فوقه، ويقول: أنا لا أتحمل هذا، أنا بوظف كل من يصلح سواء من السعوديين أو من غيرهم، أما كونه يخادع ويكتب في المحاضر باسم سعودي والحقيقة أنه غير سعودي فهذا فيه خيانة للدولة، وكذب، وأكل للمال بالباطل، فلا يجوز أبدًا أن الإنسان يتستر فيكتب الوظيفة باسم غيره لأجل أن يأخذها هو.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ هناك بطاقات الكترونية تصدرها بعض البنوك وشركات الصرافة، هذه البطاقة يستفاد منها عند السفر للخارج ليسدد بها حساب البنوك أو بعض المشتريات من الأسواق، فعندما تأتي الفواتير تخصم من حسابه في البنك أو الشركة، أحيانًا يكون رصيده لا يغطي فيبقى عليه مبالغ للبنك، فالبنك يستحصل عليها فوائد ربوية بنسب معينة، أحيانًا تكون عن غير قصد من هذا الشخص، فما حكمها، وماذا يعمل فيما حدث له في السابق هذا الشيء؟
الشيخ : هذه المعاملة حرام، لأنها معاملة على التزام ال ربا ، وهو إن كان قد يوهم من قبل أي من قبل أن يحل عليه الربا، لكنه قد دخل على التزام الربا وهذا حرام، ومن وقعت منه فإن كان هو المستفيد فالزائدة الربوية هذه يتصدق به بنية التخلص منه، وإن كان هو المغبون والذي أخذ منه فتوبته تكفي لأنه مظلوم وليس بظالم.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : فضيلة الشيخ شاب كان يعمل معاصي كثيرة، وبعد أن التزم وذهب إلى الدعوة أخذت الشياطين تجاهده، ما أدري يعني شياطينه تعلمه أن الله ليس حق، وأنه يصلي ويقوم الليل، وفي بعض الأوقات يؤم في مسجد الحارة، ولكن يدور دائمًا أن الله ليس حق، وأن الرسول ليس حق، وأن الصحابة قصص خرافية، ودائمًا يدور في فكره هذا الشيء، هل يعاقب على هذا الفكر؟
الشيخ : هذه وساوس بارك الله فيك، وساوس يلقيها الشيطان في قلوب أهل الإيمان، وقد جرى هذا للصحابة رضي الله عنهم، وجاءوا يشكون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا: ( إن أحدنا يجد في نفسه ما يحب أن يخر من السماء ولا يتكلم به، أو ما يحب أن يكون حممة -أي: فحمة مشوي- ولا يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ذاك صريح الإيمان ) يعني هذا الإيمان الخالص، يعني هذا علامة على الخالص، لماذا؟
لأن الشيطان إذا رأى من الإنسان إقبالًا على الحق صرفه عنه بكل ما يستطيع، وإذا كان معرضًا فقد كفي المؤونة، ما يأتي إليه ويدخل عليه الوساوس هذه.
السائل : طيب كيف يتخلص منها يا شيخ؟
الشيخ : يتخلص منها طيب، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا وجد أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينتهِ ) يستعذ بالله يعني يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولينته: يعرض عن هذا ولا يفكر به إطلاقًا ولا يضره.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ذكر أحد الإخوة أنه قرأ في كتيب منشور في المملكة أنه في آخر الزمان تكثر الفتن وأن على الإنسان إما أن يسافر إلى الشام أو إلى اليمن هروبًا من الفتن، ما صحة هذا الحديث؟
الشيخ : أما كثرة الفتن في آخر الزمان فقد تواترت الأحاديث أو كادت تتواتر، الأحاديث في هذا كثيرة، أما كونه يهاجر إلى الشام أو إلى اليمن فلا أعلم في هذا حديثًا صحيحًا، والهروب من الفتن يكون بالخروج من المدن لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( يوشك أن يكون خير مال الرجل غنمًا ) أو ( خير مال الرجل غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر لما يراه من الفتن ) لكن من أمكنه أن يبقى ويصبر ويدعو الناس للخير كان هذا أوجب وأنفع له.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ أرجو تفسير هذه الآية قول الله سبحانه وتعالى: (( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة )) وهو السميع البصير.
الشيخ : (( إن الله سميع بصير ))، وش الإشكال؟
السائل : أول الآية تحث على القدرة على الخلق، وفي نهاية الآية السمع والبصر.
الشيخ : قوله تعالى: (( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة )) يعني في سهولة هذا على الله عز وجل، كما قال تعالى: (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) إذا أمر بالشيء كان كلمح البصر، يأمر الله الأرض فتهتز، وبلمح البصر يتلف بهذه الهزة عالم وبيوت وأموال لا يحصيها إلا الله، كلمة واحدة، لو تأتي كركترات الدنيا كلها ما فعلت هذا، أو بقنابل الدنيا كلها ما فعلت هذا الفعل، لكنها كلمة واحدة يقول كن فيكون، فيقول : (( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير )) هذا من باب التهديد، يعني: سميع لأقوالكم بصير بأفعالكم، فإياكم أن تنكروا شيئًا وأنتم تعرفون عظمة الله عز وجل، هذه المناسبة، لأن هذا تهديد لهم لأن لا ينكروا شيئًا من قدرة الله عز وجل.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ حديث الصحابي الذي حضر جنازته سبعون ألف ملك، عندما دفنه الرسول وقال: ( لقد ضم ضمة لو سلم منها أحد لسلم منها ) هل هذا حاصل لجميع البشر؟
الشيخ : أما كونه حضر سبعين ألف ملك فهذا لا أعرفه، أما كونها ضمته ضمة فهو سعد بن معاذ رضي الله عنه، وهو سيد الأوس، ومعروف قسمته مع بني قريظة الذين كانوا حلفاءه، حين غدروا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فغزاهم وحاصرهم أكثر من عشرين ليلة، فلما تعبوا من الحصار سألوا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وكان سعد رضي الله عنه في خيمة له في المسجد لأنه أصيبت أَكحله في يوم الأحزاب، فبنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم قبة يعني خيمة في المسجد ليزوره عن قرب، وكان رضي الله عنه لما سمع بأن بني قريظة وهم حلفاؤه نقضوا العهد قال: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بهم، يعني بأن يأخذوا، لما طلبوا بأن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ أرسل إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له إن حلفاءك أرادوا أن ينزلوا على حكمك، يعني أخبره بذلك بأنهم طلبوا أن ينزلوا على حكمه، فجاء رضي الله عنه من مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكان بني قريظة على حمار، راكبًا على حمار، فلما أقبل قال: ( قوموا إلى سيدكم ) فقاموا إليه ونزل، ثم اجتمع رؤساء اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم من أجل أن يحكم فيهم سعد بن معاذ، وكان اليهود ينتظرون أن يحكم سعد فيهم بما حكم به عبد الله بن أُبَي في بني النضير، لكن فرق بين عبد الله بن أُبي رأس المنافقين وبين سعد بن معاذ رضي الله عنه، فلما حضروا قال: ( حكمي نافذ عليكم، يقول لليهود، قالوا: نعم، قال: وعلى من هنا ؟ ) ولم يقل وعلى الرسول وهذا من أدبه، ما قال حكمي نافذ على الرسول، ( قال: نعم، فقال: أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى نساؤهم وذريتهم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ) ثم نفذ حكمه، فقتل المقاتلة وسبى النساء والذرية.
وبعد ذلك انبعث الدم من جرح سعد بن معاذ ومات رضي الله عنه، لأنه بقي استجاب الله دعوته أقر الله عينه ببني قريظة حتى صار حكمهم بيده، ولما حكم وانتهت قضيتهم انبعث الدم فمات رضي الله عنه.
ويًذكر أن عرش الرب جل وعلا اهتز لموته، الله أكبر! وفي ذلك يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
" وما ‌اهتزَّ ‌عرش ‌الله ‌من ‌أجل ‌هالكٍ *** سمعنا به إلا لسعدٍ أبي عمرو " رضي الله عنه.
السائل : الضمة؟
الشيخ : إي نعم، أما الضمة فقد ورد أن للقبر ضمة، ولكن فيما أذكر أن هذا الحديث فيه ضعف، لأن الأحاديث الصحيحة تدل على أن الرجل إذا سأله الملكان وأجاب بالصواب فسح له في قبره، فإن صح الحديث فالمعنى أنه أول ما يدخل يضمه ثم ينطلق، وقد ذُكر أن ضمة القبر للمؤمن كضمة الأم الرحيمة لولدها، يعني ما هو ضم يؤلم أو يؤذي، نسأل اله أن يجعلنا وإياكم من السعداء.

السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : فضيلة الشيخ رجل يدخل المسجد وفي رجله روث، فما حكم هذا؟
الشيخ : روث؟ أي روث؟
السائل : روث غنم.
الشيخ : حمار؟
السائل : لا، غنم.
الشيخ : أنا سأعطيك قاعدة بارك الله فيك: " كل شيء يؤكل لحمه فروثه وبوله طاهر "، عرفت؟
السائل : نعم عرفت.
الشيخ : وش عرفت؟
السائل : أن الذي يؤكل لحمه طاهر.
الشيخ : بوله وروثه طاهر، الغنم روثها؟
السائل : طاهر.
الشيخ : البقر؟
السائل : طاهر.
الشيخ : البقر البقر، ما تأكلون لحم البقر؟
السائل : في ناس يأكلونه وناس لا.
الشيخ : وأين أنتم عايشين؟ لكن في بلاد ما عندهم بقر؟!
السائل : في بقر بس ما أكلته أنا.
الشيخ : لا كلها، تراها طيبة، على كل حال هذه القاعدة عرفتها الآن؟
طيب الدجاج روثه؟
السائل : طاهر.
الشيخ : طاهر، والإبل بعرها؟
السائل : طاهر.
الشيخ : طاهر، وأما النهي عن الصلاة في أعطان الإبل ما هو من أجل النجاسة، لكن لأن أعطان الإبل غالباً تكون مأوى للشياطين، لأن الإبل خلقت من الشياطين يعني: أن طباعها سيئة غليظة، ولهذا تجدون رعاة الإبل عندهم غلظة وعلو وترفع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الغلظة والجفاء في الفدادين أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أصحاب الغنم ) :
راعي الغنم ساكن هادئ وعنده تأني بخلاف صاحب الإبل، صاحب الإبل تجده نافشاً رأسه كأنه فوق الناس، وهذا شيء مشاهد، ولهذا اختار الله للأنبياء أن يرعوا الغنم: ( ما من نبي إلا رعى الغنم ) .
السائل : ...
الشيخ : لا.

السائل : شيخ شخص اتصل فقال: أريد فلان، فوضع مسجلاً عند سماعة الهاتف يقرأ القرآن، ثم نادى فلان، هل فيها إهانة قراءة القرآن أم لا؟
الشيخ : هذه يستعملها بعض الإخوة إذا اتصلت عليه، وقلت: أريد فلاناً أسمعك آية من القرآن، حتى في بعض الجهات المسئولة، لكني أرى أن يجعل بدل ذلك شيءٌ من الحكم والأمثال، أو حُكم من الأحكام الشرعية، مثلاً دخل رجلٌ والنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فصلى بلا طمأنينة ثم جاء فسلم، فقال: ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) ومثل قوله عليه الصلاة والسلام: ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ) يعني ما يحث على صلاة الجماعة فهذا أحسن، لأن القرآن أولاً: ربما يكون الذي اتصل عليك يكره هذا الشيء ولا يطمئن له، أنا والحمد لله وإياكم نحب القرآن، لكن قد يكون بعض الناس ما يحب، يستثقله وإن كان لا يكرهه كراهة قلبية، لكنه يستثقله، أو يقول: هذا الرجل يلزمنا مثلاً نستمع ثم يغلق السماعة أو يبقى على مضض، والحمد لله إذا وضعت أحكام أو حِكم مثل رأس الحكمة مخافة الله أو ما أشبه ذلك.
السائل : بعضهم يضع أناشيد.
الشيخ : إي هذا صحيح، بعضهم يضع موسيقى في نفس السنترال، لكن لو شاؤوا غيروه.

السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام.
السائل : فضيلة الشيخ أنا من محبيكم في الله.
الشيخ : أحبك الله الذي أحببتنا فيه.
السائل : علمًا بأني من أهل سنة إيران.
الشيخ : أهل سنة إيش؟
السائل : أهل سنة إيران، من السنيين من إيران، وطالب في الجامعة الإسلامية، وجئنا البارحة مع أخ من طلاب الجامعة نريد منكم أن تسمع منا بعض أخبار وأحوال أهل السنة ونريد منكم أن تعطونا فرصة حتى نتكلم معكم شيخ؟
الشيخ : أنا قلت له صل معنا العصر اليوم إن شاء الله ونجلس سويًّا.
السائل : إن شاء الله، جزاكم الله خيرًا.
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : نجد الآن في الأسواق يا شيخ بعض الكتيبات الصغيرة فيها قصص، وهذه منشورة في المكتبات، فما أجد يا شيخ هل هذه القصص صحيحة، وإن كانت غير صحيحة فما حكمها؟
الشيخ : مع الأسف أن أهل المطابع الآن اتخذوا أو بعضهم طباعة هذه الكتب تجارة، ولهذا تجدهم يحرصون على تسويق الكتاب وتصحيح القطاع وما أشبه ذلك، ويأتون بما هب ودب، والسبب في ذلك أن الرقابة على الكتب التي تُنشر في الأسواق أو التي تطبع ضعيفة، إما ضعيفة في العلم وإلا مقصرة في العمل والمسئولية، ولكن الإنسان إذا رأى شيئاً منافياً للدين والأخلاق يجب أن يرفعه إما إلينا وإما إلى غيرنا ممن يوصل الأمر إلى الحكومة.
وهذا آخر سؤال.

السائل : السلام عليكم فضيلة الشيخ هل الولد الصغير الذي يسقط قبل أن يتم، هل له عقيقة أو لا؟
الشيخ : أولًا ما سقط قبل تمام أربعة أشهر فهذا ليس له عقيقة، ولا يسمى، ولا يصلى عليه ولا شيء، ويدفن في أي مكان من الأرض ما قبل أربعة أشهر، وأما ما سقط بعد أربعة أشهر فهذا قد نفخت فيه الروح، فهذا يسمى، ويغسل، ويكفن، ويصلى عليه، ويدفن مع المسلمين، ويعق عنه على ما نراه، بعض العلماء يقول: لا يعق عنه حتى يتم سبعة أيام حياً، لكن الصحيح أنه يعق عنه، لأنه سوف يبعث يوم القيامة ويكون شافعاً لوالديه.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يا شيخ أنا توضأت وأنا عليَّ شُراب ثم فسخت الشراب ولبست شراباً آخر، فما الحكم؟
الشيخ : ما دمت على طهارتك فصل ما شئت، لكن إذا انتقضت طهارتك فلا بد أن تخلع الشرَّابة الأخيرة وتغسل قدميك.
السائل : اتسخ الشراب مرة، ثم توضأت ومسحت عليه ثم خلعته ولبست آخر.
الشيخ : متى لبستهن؟
السائل : بعدما توضأت .
الشيخ : هل توضأت وضوءاً كاملاً؟
السائل : نعم، ومسحت على الشراب الأول، ثم خلعته ولبست آخر؟
الشيخ : وأنت على وضوئك الذي مسحت فيه ؟
السائل : إي.
الشيخ : لا يصلح، يعني: لا تمسح على الأخريات، لا بأس أن تبقى على طهارتك لكن لا تمسح على هذا، فهمتني؟
السائل : إي إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأعادنا الله وإياكم لأمثالها على خير.
السائل : المسح يستلزم نية يا شيخ قبل اللبس؟
الشيخ : لا لا ما حاجة.
السائل : جزاك الله خير يا شيخ.
الشيخ : الله يبارك فيكم.