السائل : بعض المنظّمات والشّركات تبيع بعض أدواتها ولكنّها لا تسعّرها، هي تعلن عن البيع وتضع مدّة معيّنة ثلاثة أو أربعة أيّام فأيّ واحد أراد أن يشتري يحدّد السّعر الذي يراه مناسبا، وبعد ذلك تبيع بالسّعر الذي تريده فهل هذا البيع صحيح؟
الشيخ : كيف؟ يعني مثلا تعلن أنّه في خلال ثلاثة أيّام من أراد أن يشتري منّا سلعة فثمنها إليه بأيّ ثمن كذا؟
السائل : أي تاجر يسعّر بسعره ثمّ يجمعون الأوراق وبعد ذلك ينظرون السّعر الذي يناسبهم فيبيعون به، يعني أي تاجر يضع سعر للبيع لهذه السيارة.
الشيخ : هل هذه شركة؟
السائل : هذه شركة.
الشيخ : شركة.
السائل : شركة تبيع سيّارات مستعملة.
الشيخ : نعم.
السائل : تعلن أنّ لها سيّارات للبيع.
الشيخ : نعم.
السائل : ولكن أيّ إنسان يريد أن يشتريها يضع لها سعرًا ، ويأتي بسعر أوراق في وقت معين، يقول له المدّة تنتهي بعد ثلاثة أو أربعة أيّام.
الشيخ : طيب، السّيّارات تختلف، كيف تقول السّعر واحد!
السائل : يأتي بالورقة هذه للسيارة ويكتب عليها رقمه والسعر الذي هو يريده.
الشيخ : يعني هذا الزبون يأتي إلى هذه السّيّارة المعيّنة ويقول أشتريها بعشرة آلاف.
السائل : نعم، ويأتي آخر فيقول بكذا، ثمّ يجمعون بعد ذلك العروض في مكتب تابع لهم وكلّ مشتري يكون كاتبا السّعر والعنوان في ورقة، وبعد ذلك يقرّرون لمن سيبيعون.
الشيخ : المشتري يذكر السّيّارة التي يريد؟
السائل : نعم يذكرها.
الشيخ : يعني ذاكرها أريد السّيّارة الفلانيّة، رقم كذا.
السائل : نعم.
الشيخ : وكلّ شيء؟
السائل : وكلّ شيء نعم.
الشيخ : وبعشرة آلاف.
السائل : نعم.
الشيخ : إذا جاء آخر ووقع نظره عليها؟
السائل : هذا أيضًا يعطي سعره.
الشيخ : وقال أنا أعطيكم عشرة آلاف.
السائل : هم لا يتكلّمون معهم.
الشيخ : اصبر، هل يقبل هذا وإلاّ الأوّل هو!
السائل : هم يختارون السّعر الأكثر.
الشيخ : طيب، هذا لا بأس به، لأنّ السّلعة معلومة وكذلك الثّمن معلوم عند كلّ من البائع والمشتري فليس فيه غرر، فإذا تمّت المدّة بحسب التّقدير يأتون إلى المكان وتفرز الأوراق.

السائل : لو سمحت هناك نوع آخر من البيع يحصل هناك في بلادنا، يوجد مثلا شركة أو جهة حكوميّة وتطلب بضائع .
الشيخ : إيش؟
السائل : بضائع أو أدوات مستوردة تطلبها من التّجار وتقول أنا أريد البضاعة الفلانيّة.
الشيخ : هاه؟
السائل : تعلن مثلا أنّها تريد كذا من الأدوات، فالتّجّار يأتون ويتّفقون معهم على أساس أنّهم يوفّرون هذه البضائع.
الشيخ : نعم.
السائل : لكن لا يسلّمهم الفلوس، لا بدّ أن يأتي بهذه البضائع ثمّ بعد ذلك يأتي المسؤول ينظر ويتفق ثمّ يعطيهم الفاتورة.
الشيخ : هذا لا بأس به، بشرط أنّه لا يكون بيعاً إلاّ إذا حضرت.
السائل : جزاك الله خيرًا.
الشيخ : أمّا أن يبيع عليه بسعر وقت البيع ثمّ تأتي بعد شهر مثلا، هذا لا يجوز إلاّ إذا سلّم الثّمن تامّاً فهذا يجوز ويكون من باب السّلم.

السائل : شيخ بارك الله فيك ما حكم إتيان من يعالج النّاس وعنده جن مستعيناً بجنّيّ آخر مسلم ، والشيخ الإنسي يعرف كلام الجن، يأخذ بعض النّقود ويعالج هذا المريض؟
الشيخ : أوّلاً: هل هذا الجنّيّ المسلم هل أعلن إسلامه عند كاتب العدل؟
السائل : هو يقول أنه مسلم.
الشيخ : طيب، من يقول أنّه مسلم؟! المنافقون يقولون إنّهم مسلمون وهم أكفر عباد الله إلاّ إذا جاء عند كاتب العدل الإنسي وقال: أنا مسلم وأسلم وعسى أن نقبل.
السائل : طيب الشيخ يقول أنّه يعرف أنّه هو مسلم وزميله.
الشيخ : هاه؟
السائل : هذا الشّيخ .
الشيخ : طيب أميرهم تحت وزاة الدّاخليّة وإلاّ إيش؟!
والله مسائل الجنّ الحقيقة الإنسان يقف متحيّرا، لكن لا شكّ أنّه إذا علمنا أنّ هذا الجنّيّ مسلم وأنّه يعين أخاه المسلم في غير محرّم أنّ هذا جائز، لأنّ استعانة الإنسان بالجنّ المسلم كاستعانته بالإنسيّ المسلم إذا كان لا يستعين به على شيء محرّم، يعني لا يقول تعال أنا أبغض فلانا اذهب إليه واحرق ثيابه وبيته، إذا كان لا يقول مثل هذا، أو يا فلان أنا أبغض فلانا اذهب وروّعه في اللّيل لكي لا ينام، هذا إذا كان فيه ضرر على المسلمين فلا يجوز، كذلك إذا كان لا يمكن أن يخدمه الجنّيّ إلاّ إذا تقرّب إليه بما يحرم بأن يذبح له أو ينذر، أو يقول إذا كانت امرأة فيقول الجني أنا لا أخدمك إلاّ إذا تمكّنيني من الزّنا بك، أو بالعكس، المهمّ إذا كان ليس بطريق محرّم ولا على شيء محرّم فهذا جائز، أقول هذا عن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال ذلك في عدّة من كتبه، ولكن المشكلة الآن من يقول أنّ هذا الجنّيّ مسلم؟! هذا هو المشكل.
السائل : يا شيخ أليس الرّسول صلّى الله عليه وسلّم نهى عن إتيان الكاهن؟
الشيخ : بلى، ولكن الكاهن ماذا يفعل؟!
يخبر عن المغيّبات في المستقبل، ولا أحد يعلم المستقبل حتّى الجنّ ما تعلم المستقبل، الجنّ أليس لبثوا في العذاب المهين في عهد سليمان وهم لا يدرون أنّه ميّت؟!
السائل : بلى.
الشيخ : طيب، كيف يعلمون الغيب المستقبل وهم لا يعرفون الغيب الحاضر؟! واضح؟
السائل : واضح، بارك الله فيك.

السائل : أحسن الله إليكم، قوله تعالى: (( ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر )) للذّكر ذكرنا أنّ فيها معنيان، وقلنا أنّها للإتّعاظ هو الأولى بدليل قوله تعالى: (( فهل من مدّكر )).
الشيخ : نعم.
السائل : فهل يجوز أن نحمل المعنيين معاّ؟
وهل هناك شيء يستعين به من يريد أن يحفظ القرآن؟
الشيخ : يعني ربّما نقول: أنّ المعنى الثاني الذي هو الحفظ لا ينافي المعنى الأوّل لكن نحن قلنا أنّ هذا أقرب بدليل السّياق، لكن ينظر في مسألة الحفظ، بعض النّاس الآن يصعب عليهم الحفظ، حتى أنّك تجد اثنين تقول لهما احفظا هذه السّورة فهذا يحفظها خلال يومين أو ثلاث والآخر ولا في شهر، ولكن على كلّ حال هو قول قيل أنّ المراد للذّكر أي للحفظ، ولكن إذا تأمّلت الآية وإذا المعنى لمن يتذكّر به، مثل ما أقول: قدّمت لك الغداء هل من يأكل؟ أي نعم.

الشيخ : أي نعم.
السائل : فضيلة الشّيخ أثابكم الله، في قوله تعالى: (( ولقد تركناها آية )) هل يحتمل المعنى هنا عين سفينة نوح بعينها؟
الشيخ : لا، ما يحتمل، سفينة نوح فنيت في وقتها، وأمّا قول من قال: أنّها بقيت إلى أوّل هذه الأمّة فهذا ليس بصحيح.

السائل : ما حكم الجهر بالبسملة في الصّلاة الجهريّة؟
الشيخ : يعني تقول: الصّلاة الجهريّة هل يجهر فيها بالبسملة؟
السائل : نعم.
الشيخ : الصّحيح أنّه لا يجهر فيها، ويرى بعض العلماء أنّه يجهر فيها وهذا مبنيّ على: هل البسملة من الفاتحة أو لا، إذا قلنا أنّها من الفاتحة؟
السائل : يجهر.
الشيخ : يجهر بها، وإذا قلنا لا، لم يجهر، والصّحيح أنّها ليست من الفاتحة وأنّه لا يجهر بها.

السائل : يا شيخ حفظكم الله ، رجل في الحج في يوم النّحر ذهب ليرجم!
الشيخ : إيش؟
السائل : رجل في الحجّ ذهب ليرمي جمرة العقبة.
الشيخ : إيش؟
السائل : يوم النّحر .
الشيخ : أي.
السائل : ذهب ليرمي جمرة العقبة، وقبل أن يرميها أصيب بحجر في رأسه وسال الدّم، فخلع ملابس الإحرام ولبس المخيط يا شيخ .
الشيخ : جاهلاً؟
السائل : نعم جاهلا.
الشيخ : ليس عليه شيء.
السائل : ثمّ رمى الجمرة.
الشيخ : كلّ محظورات الإحرام، ومحظورات الصّيام، ومحظورات الصّلاة، كلّها إذا فعلها الإنسان جاهلاً أو ناسياً فلا شيء عليه، وهذا شيء معروف من القرآن: (( ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )).

السائل : فضيلة الشّيخ أحسن الله إليك بعض النّاس يقول في قوله تبارك وتعالى :(( فاليوم ننجيّك ببدنك لتكون لمن خلفك آية )) وقال: أنّ هذه الآية تدلّ على أنّ فرعون لا يزال جثمانه موجوداً في الأهرامات، وبعضهم يزور ويقول: رأينا الجثمان، وبعض العلماء يقول هذا، فهل كلامهم له مستند يا شيخ؟
الشيخ : ليس له مستند إطلاقاً، لكن الذين يريدون أن يفخروا بآثار الفراعنة -وبئس ما فرحوا به- هم الذين يقولون: إنّ فرعون صاحب موسى هو الذي موجود في الأهرامات، هذا كذب ولا أصل له!
وكيف يمكن لرجل وسط البحر ووقت عذاب، كيف يمكن أن يستخرجوا هذه الجثّة من البحر هل يمكن؟
السائل : لا يمكن.
الشيخ : وأين الأدوات والآلات التي تحفظه حتى يأتي من يبني الأهرام ويجعله فيها، أين هذا؟!
هذا كذب باطل، لكن كما قلت لك: الذين صار فيهم جنون حبّ الآثار هم الذين يقولون مثل هذا، ثمّ أيّ فخر لنا يا إخوان بجسد أهلكه الله عزّ وجلّ؟! كذّب اللهَ وكذّب رسله، أيّ فخر لنا؟!
السائل : لا فخر.
الشيخ : لا فخر بهذا، لكن الله نجّى فرعون ببدنه لأنّ بني إسرائيل كان فرعون قد أرهبهم وأخافهم، وتعرفون الإنسان إذا كان أمامه من يخافه لا يطمئنّ قلبه حتى يراه هالكًا ميّتًا، لأنّه سيلقي الشّيطان في قلبه أنّ فرعون قد نجى، وأنّه سوف يرجع عليكم يا بني إسرائيل ويفعل بكم كذا وكذا، فقوله: (( لمن خلفك )) أي: من بني إسرائيل، و (( لمن خلفك )) يعني: في نفس الوقت، ولا يبعد أن يكون هناك قراءة لكن لا يحضرني الآن: " لمن خَلَفَك آية " أي: لمن خلفك في أرضك، والذين خلفوه في أرضه هم بنو إسرائيل في وقتهم، أعرفت؟ لكن لا أدري هذه الآية لا تعتمدوا أنّها قراءة يعني لا أدري، لكن لمن خلفك أي: لبني إسرائيل في ذلك الوقت.
السائل : جزاك الله خيرا.

السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
هل صحيح أنّ العمرة لها تحلّلان وأنّ التّقصير يصحّ .
الشيخ : أنّ؟
السائل : أنّ العمرة لها تحلّلان، وأنّ التقصير يصحّ في أيّ مكان خارج مكّة، مع ذكر دليل من قال أنّ لها تحلّلان؟
الشيخ : انظر بارك الله فيك:
الحجّ ثبت أنّ له تحلّلان، العمرة لم يثبت، ولا يمكن أن يتحلّل الإنسان منها إلاّ بالحلق بعد السّعي، والسّعي بعد الطّواف، ثلاث مرتّبة: طواف، سعي، حلق أو تقصير، لكن هل يلزم أن يكون الحلق أو التّقصير في مكّة؟
ليس بلازم، لو خرج من مكّة وهو باقٍ على إحرامه وحلق في جُدّة مثلا فلا حرج عليه.
السائل : فيه دليل يا شيخ؟
الشيخ : على ماذا؟
السائل : على أنّه ليس لها تحلّلان؟
الشيخ : الذي يقول أنّ لها تحلّلان مثبت فهو الذي يأتي بالدليل، والذي يقول: ليس لها تحلّلان نافٍ فأين الدّليل على التّحلّلين، لكن ليس هناك دليل على أنّه يجب أن يكون الحلق أو التّقصير في مكّة، لو حلق خارج مكّة وهو باقٍ على إحرامه فلا بأس، مع أنّ الأفضل أن يحلق من حين ما ينتهي من السّعي عند المروة هذا الأفضل، نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : شيخ ما حكم الصّلاة في الثّوب الشّفّاف؟
الشيخ : في إيش؟
السائل : في الثّوب الشّفّاف الذي يبين البشرة.
الشيخ : هل تحته شيء؟
السائل : ليس تحته شيء.
الشيخ : لا يجزئ، الصّلاة في الثّوب الشّفّاف لا تجزئ، لأنّه لم يحصل به السّتر، والواجب ستر العورة، نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ حفظك الله، دخل رجل مسافر إلى المسجد في صلاة العصر فوجد الإمام قد صلّى ثلاث ركعات، فهل إذا سلّم الإمام يقوم ويتمّ ما فاته من الصّلاة على أنّها رباعيّة أو يقصر الصلاة؟
الشيخ : يتمّ الصّلاة، إذا صلّى المسافر خلف من يتمّ وجب عليه الإتمام سواء أدرك الصّلاة مِن أوّلها أو مِن آخرها، ودليل ذلك عموم قوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( ما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا )، وسئل ابن عبّاس رضي الله عنه: ( ما بال الرّجل المسافر يصلّي ركعتين ومع الإمام ركعة؟ قال: تلك هي السّنّة ).

السائل : فضيلة الشّيخ ورد حديثان متعارضان وهما .
الشيخ : لا تقل: متعارضان، هذا غلط.
السائل : في فهمي.
الشيخ : قل: ظاهرهما التّعارض حتى في فهمك، قل ظاهرهما التّعارض كما قال العلماء.
السائل : هو أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم .
الشيخ : أعد السّؤال.
السائل : ورد حديثين متعارضين .
الشيخ : الآن لحنت وأخطأت في المعنى، ورد حديثان ظاهرهما التّعارض.
السائل : ورد حديثان ظاهرهما التّعارض، وهو أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غضب وزجر عمر بن الخطّاب رضي الله عنه عندما رآه يحمل في يده صحيفة من التّوراة، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ).
الشيخ : نعم، أوّلاً: حديث عمر ضعّفه كثير من العلماء حين رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند عمر نسخة أو صحيفة من التّوراة فقال: ( أفي شكّ أنت يا ابن الخطّاب ) هذا ضعّفه كثير من العلماء، فإذا كان ضعيفا فإنّه لا يقاوم الصّحيح ولا يقال إنّ ظاهرهما المعارضة لأنّه سقط من أصله.
وعلى القول بأنّه صحيح يجاب أنّ المراد حدّثوا عن بني إسرائيل يعني إذا حدّثك واحد من بني إسرائيل فحدّث عنه، وأمّا أن تتّخذ التوراة دليلا وهدى تهتدي به فهذا محرّم، نعم.

السائل : حفظكم الله يا شيخ، رجل يريد أن يدخل لكليّة الشّريعة، ولكن نصح لما رزقه الله من حسن بيان وأنّ فيه خصال تعينه على الدّعوة بأن يدخل إلى قسم الإنجليزيّة لكي يقوم بدعوة من يتكلّمون هذه اللغة إلى الإسلام، فبماذا تنصحه يا شيخ؟
الشيخ : هل هو يعرف الإنجليزي ولاّ لا؟
السائل : يعني .
الشيخ : السّؤال هل هو يعرف أو لا؟ قل نعم وإلاّ لا.
السائل : لا، لا يعرف.
الشيخ : طيب، إذا كان لا يعرف فليدخل الشّريعة وليتعلّم الشّريعة ثمّ ليتعلّم اللّسان الذي يدعو به سواء إنجليزي ولاّ أردي ولاّ هندي وإلاّ غيره، الجهة التي يتّجه لها يتعلّم لغتها، وكيف يمكن أن يتعلّم اللّغة الإنجليزيّة مثلا وهو لا يعرف الشّريعة كيف يدعو؟!
فالذي أشار عليه لا أقول أنّه تعمّد الخطأ، قد يكون مجتهدًا لكنّه ليس مصيباً، تعلّم الشّريعة أوّلاً، ثمّ ادع إلى الله عز وجل نعم.

السائل : شيخ عفا الله عنك ما حكم التّداوي بدهن الورل؟
الشيخ : أوّلاً الورل من الذي يصيده؟
السائل : سهل.
الشيخ : سهل؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، وهل نزل في القرآن أو ثبت بالتّجارب أنّ دهنه مفيد؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب إذن لا بأس به، لكن إذا أردت الصّلاة فاغسله.
فإذا قال قائل: إنّ الله لم يجعل شفاء هذه الأمّة فيما حرّم، نقول: إنّ الله لم يحرّم علينا أن ندّهن به، حرّم علينا أكله وشرب دهنه أو ما أشبه ذلك، أمّا أن نمسح به أجسادنا وقد جرّبنا ذلك ونفع فلا بأس ولكن عند الصّلاة يجب التّطهّر منه.
السائل : الورل ما عرفته؟
الشيخ : الورل هذا دويبة يقولون: إنّها شرّيرة تعضّ الإنسان وما أدري هل تهلكه أو أنّها تؤلمه، أي نعم، حدّث إخوانك عن الورل.
السائل : هو الضب؟
الشيخ : لا، غير الضّبّ، اتركوه يتكلّم.
السائل : الورل دابّة قريبة الشّبه من الضّبّ ولكنّها يستكرهها النّاس ولا تؤكل أو أنّها نجسة أيضاً.
الشيخ : لا، غلط، يستكرهها النّاس، فيه من يستكره الضّبّ، وفيه من يستكره الجراد، كراهة النّاس ليست سببًا للتّحريم، ولهذا بعض الأعراب يأكل كلّ ما هبّ ودبّ إلاّ الخنفساء، ولهذا يهنّئ بعض النّاس الخنفساء، يقولون: هنيئا لها أنّ العرب لا تبيحها فلا تقتلها، أنا سمعت أنّ الورل هذا أنّه شرّير، يعدو على الإنسان ويعضّه ولا يمكن يطلقه حتى يقطع منه اللّحم، نعم؟
السائل : يرضع البهائم.
الشيخ : يرضع البهائم أيضًا؟
السائل : نعم .
الشيخ : هذه كذلك مشكلة، هذه سرقة، على كلّ حال هو دويبة خبيثة، نعم.

السائل : يا شيخ بعض النّاس إذا قلّم أظافره احتفظ بها أو رفعها في مكان، هل هذا له أصل؟
الشيخ : بعض العلماء يقول: إنّ الفضلات التي يزيلها الإنسان كالظّفر، وشعر العانة، وشعر الإبط، وشعر الشّارب أنّه ينبغي أن يدفنه ورووا في ذلك أثراً عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ولكنّي لا أحفظ في هذا سنّة عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وهذا قد يكون اجتهادً من ابن عمر لعموم قوله تعالى: (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ))، فإنّا إذا أخذنا بالعموم قلنا: كلّ ما انفصل عن جسم الإنسان فإنّه يعاد في الأرض لكنّي لا يحضرني في هذا سنّة، فالله أعلم، إن دفنه الإنسان فلا بأس، وإن ألقاه في أيّ مكان فلا بأس.

السائل : فضيلة الشّيخ حفظكم الله فيما يخصّ التّعبّد إلى الله سبحانه وتعالى بالذّهاب إلى مسجد قباء كلّ يوم سبت مشيًا على الأقدام أو راكبًا أحيانا، هل يشرع مثل هذا؟
الشيخ : نعم، الذّهاب إلى مسجد قباء في المدينة كلّ يوم سبت مِن السّنّة، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يفعله وهذا من حكمته، لأنّ الله تعالى قال له: (( لمسجد أسّس على التّقوى من أوّل يوم أحقّ أن تقوم فيه )) والمسجدان النّبويُّ والقبائيّ كلاهما أسّس على التّقوى من أوّل يوم، مسجد قباء من أوّل يوم نزل فيه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في قباء صلى الله عليه وسلم، مسجد المدينة من أوّل يوم وصل فيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة، فكلاهما أسّس من أوّل يوم، لكن لا شكّ أنّ المسجد النّبويّ أفضل، لهذا كان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يجعل يوم الجمعة للمسجد النّبويّ، ويوم السّبت لمسجد قباء، فإذا تيسّر لك أن تزور قباء كلّ يوم سبت راكبا أو راجلا حسب ما تيسّر لك وتخرج من بيتك متطهّرًا وتصلّي فيه ما شاء الله فهو خير.

السائل : شيخ أحسن الله إليك بعض الشّباب يفرد ألفاظ الإقامة حتّى التّكبير، ما عدا قد قامت الصّلاة بحجّة أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ( الإقامة اثنان ) ؟
الشيخ : نعم، هذا موضع نزاع بين العلماء، فحديث أنس: ( أُمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة ) استدلّ به بعض العلماء على أنّ الإقامة ليس فيها تكرار إلاّ : " قد قامت الصّلاة " والأمر في هذا واسع.
لكن الإنسان لا ينبغي أن يخالف أهل بلده في الأمور التي ليس فيها نصّ في المخالفة، لكن بعض النّاس يكون مغرماً بداء سيّء وهو عنوانه: " خالف تذكر " ، فتجده لا يبالي بمخالفة أهل البلد حتّى وإن كانت المسألة اجتهاديّة، والذي أرى أنّ مسائل الاجتهاد لا ينبغي أن يخالف فيها الإنسان أهل بلده، وإلى هنا ينتهي هذا اللّقاء وأرى أنّ مِن المصلحة أن لا نقيم هذا اللّقاء إلاّ بعد الاختبارات، لأنّه ربّما يشغل الطّلبة فإن رأيتم ذلك فعلناه وإن تروا سواه استمررنا.
السائل : نستمرّ.
الشيخ : هاه؟
السائل : نستمرّ.
الشيخ : كيف؟
السائل : الساعة الواحدة؟
الشيخ : لا، ما هي الساعة الواحدة، الساعة الحادية عشرة يبدأ الدّرس.
السائل : هو يقول الدّرس ساعة واحدة.
الشيخ : المهمّ هل ترون أنّنا نستمرّ ولاّ لا؟ نعم ولاّ لا؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم، خير إن شاء الله طيب.

السائل : جزاكم الله خيراً وهذا سائل يقول: في الحديث الذي فيه: ( من فاتته صلاة العصر حبط عمله ) هل هنا يكون حبط عمل ذلك اليوم الذي فاته فيه صلاة العصر أو عمله كلّه؟
الشيخ : اختلف العلماء في تخريج هذا الحديث، بعضهم يقول: إنّ هذا يدلّ على كفر تارك صلاة العصر، لأنّ حبوط العمل لا يكون إلاّ بالرّدّة، وبعضهم يقول: فقد حبط عمله أي: أنّه لو صلاّها فإنّها لا تقبل بل هي حابطة، وبعضهم يقول: فقد حبط عمله ذلك اليوم فقط، نعم.

السائل : جزاكم الله خيراً، هذا سائل يقول: فضيلةَ الشّيخ بفضل الله تعالى وبحمده أحفظ من كتاب الله الكثير وأجتهد في اتّباع السّنّة وأقوم اللّيل وغيرها من الأعمال إلاّ أنّني لا أشعر بثمرة ذلك في خُلقي وتعاملي، فما السّبب؟
الشيخ : السّبب أنّ الله عزّ وجلّ جعل الإنسان له طبائع فقد يطمئنّ في العبادة ويكثر منها ويكون خُلُقُه سيّئا، وبعض النّاس يكون خلقه حسناً وهو ضعيف في العبادة، ولكنّي أحثّ هذا الأخ السّائل على إحسان الخلق، فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا ) فعليه بإحسان الخلق، وعليه بالصّبر، وعليه بالأدب بتأديب الله، قال الله تعالى: (( خذ العفو )) المعنى: خذ ما عفا وسهل من أخلاق النّاس ولا تتضجّر، واصبر عليهم وإن أساؤوا إليك فاصبر، (( وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )).

السائل : هذا سائل يقول: طفنا طواف الوداع ولم نغادر مكّة بسبب عطل في الباخرة.
الشيخ : هذا سائل يقول: إنّهم طافوا للوداع مقرّرين الخروج من مكّة وقبل أن يخرجوا منها أتاهم الخبر بأنّ الباخرة متعطّلة وستبقى أيّاما، فنقول: الطّواف الذي طافوه يكون تطوّعا ويؤجرون عليه وإذا جدّد تحديد موعد الباخرة يطوفون، أمّا لو طافوا ثمّ خرجوا إلى جدّة وفي جدّة قيل لهم: إنّ الباخرة متعطّلة ستبقى عشرة أيّام فرجعوا إلى مكّة وجلسوا عشرة أيّام، ثمّ أرادوا أن يسافروا فهنا لا حاجة إلى طواف الوداع، لأنّهم ودّعوا وخرجوا من أين؟
السائل : من مكة.
الشيخ : خرجوا من مكّة وسقط الطّواف، نعم.

السائل : جزاكم الله خيرا، هذا سائل يقول: ما هو علاج الحسد والرّياء والكبر .
الشيخ : ما هو إيش؟
السائل : علاج الحسد والرّياء والكبر مع ذكر الأدلّة؟
الشيخ : والله هذا يحتاج إلى ليلة كاملة ويضاف إلى ذلك صباحها أيضاً، على كلّ حال الحسد لو لم يكن منه إلاّ أنّه من أخلاق اليهود، هم الذين يحسدون النّاس على ما آتاهم الله من فضله، وأمّا العُجب فالعجب أيضاً خلق ذميم ويخشى أن يحبط العمل، والثالث؟
السائل : الرّياء.
الشيخ : الرّياء، أيضاً الرّياء آفة عظيمة، لكن الرّياء يكون قبل العمل أو مقارنا له، والعجب لا يكون إلاّ بعد العمل، مثال ذلك: رجل تصدّق بألف ريال ليقول النّاس: ما شاء الله فلان يتصدّق، هذا إيش؟
السائل : رياء.
الشيخ : رياء، وإنسان تصدّق بألف ريال وقال: أنا تصدّقت وفعلت وأنا وأنا ثمّ انتفخ وصار أكبر من هذا الكرسي هذا ماذا نسمّيه؟
هذا عجب، وخطره أنّه يُبطل العمل، نعم.
السائل : جزاكم الله خيراً.
الشيخ : آخر سؤال.