تتمة مناقشة ما سبق أخذه في باب الاشتغال.
الطالب : يضربه عمرو.
الشيخ : توافقون على هذا؟
الطالب : نعم.
طالب آخر : مثال آخر.
الشيخ : لا لا، صحيح، المثال صحيح، الحال الثانية منصور؟
الطالب : الحال الثانية: أن يقع العامل بعد ما.
الشيخ : بعد أداة.
الطالب : بعد أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها.
الشيخ : طيب، مثاله؟
الطالب : مثاله: زيدٌ إن أكرمتَه يكرمك.
الشيخ : يُكْرِمْك.
الطالب : يُكْرِمك.
الشيخ : طيب، مثال آخر عبد الله عوض؟
الطالب : نعم، حيثما.
الشيخ : ما تصلح على كل حال، ما دام أتيت بحيثما ما هو صح، زميلك هل رأيته؟
الطالب : نعم؟
الشيخ : زميلك هل رأيته؟
الطالب : نعم؟
الشيخ : أسألك زميلك هل رأيته؟
الطالب : زميلك هل رأيته؟
الشيخ : أسألك الآن.
الطالب : ما رأيته .
الشيخ : هاه؟
الطالب : المثال صحّ يعني.
الشيخ : المثال صحيح؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : صحيح، لأن هل أداة استفهام.
الطالب : أداة استفهام لا يعمل ما بعدها فيما قبلها.
الشيخ : أحسنت، بارك الله فيك، أخذنا الآن ما يجب نصبه، وما يترجّح، وما يجب رفعه، إيش باقي عندنا؟
الطالب : ما يترجح رفعه ومستوي الأمرين.
الشيخ : ما يترجّح رفعه خلها في الأخير، ما يستوي فيه الأمران آدم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ما يستوي فيه الأمران.
الطالب : ما يستوي الأمران في غير الذي مرَّ.
الشيخ : لا، سلامتك.
الطالب : نعم؟
الشيخ : سلامتك، ياسر؟
الطالب : ما حضرت يا شيخ.
الشيخ : إيه، سامح؟
الطالب : إذا تلا الاسم المشغول عنه فعلًا مخبرًا به.
الشيخ : إذا؟
الطالب : إذا تلا الاسم المشغول عنه.
الشيخ : تلا؟
الطالب : عطف يعني.
الشيخ : هاه؟
الطالب : إذا عطف الاسم.
الشيخ : إذا عطف، تمام.
الطالب : إذا عطف الاسم المشغول عنه على فعل مخبر به، طيب مثاله؟ زيدًا أكرمته وعمرو أو عمرًا أهنته.
الشيخ : يجوز عمرًا وعمرو على السّواء، ما وجه ذلك؟
الطالب : إذا اعتبرنا،، هي الجملة متكوّنة من جملتين : جملة كبرى وجملة صغرى.
الشيخ : لأنه سُبق بجملتين.
الطالب : نعم.
الشيخ : إحداهما يترجّح، والثانية؟
الطالب : يترجّح الرّفع.
الشيخ : الرفع، فلذلك استوى الأمران، لأنك إذا نظرت إلى الجملة على أنها جملة كبرى.
الطالب : يترجّح النّصب.
الشيخ : لا، على الجملة الكبرى يترجّح الرّفع، لأنه مبتدأ، وإذا نظرت إلى الجملة الصّغرى التي هي الخبر فيجوز في الفعلية أن يترجّح النصب في العطف عليها.
الطالب : ملاحظة يا شيخ.
الشيخ : إيش؟
الطالب : ملاحظة.
الشيخ : نعم.
الطالب : من باب التّذكير يا شيخ قلنا أن مراجعة الدرس تكون بعد الانتهاء من.
الشيخ : لا، عاد فعلنا الآن ينقضي، ولذلك نطالبك بما يترجّح فيه الرّفع؟
الطالب : ما سوى الذي مرَّ.
الشيخ : ما سوى الذي مرَّ، إذن الأصل ما هو؟
الطالب : الرفع.
الشيخ : ترجّح الرّفع، الأصل ترجّح الرّفع إلاّ إذا وُجد سبب، ولهذا وجوب النصب ووجوب الرفع وترجيح أحدهما لا بد له من؟
الطالب : سبب.
الشيخ : من سبب، فصار الأصل هو؟
الطالب : ترجّح الرّفع.
الشيخ : ترجّح الرّفع، نعم.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وفصل مشغول بحـــرف جر *** أو بإضـــــافة كوصــــل يجـري.
" وفصل مشغول بحـــرف جر *** أو بإضـــــافة كوصــــلٍ يجـري "
فصل : مبتدأ وهو مضاف إلى مشغول، وبحرف جرّ: متعلّق بمشغول، أو بإضافة: معطوف على حرف جرّ، يعني: أو مشغول بإضافة، كوصل يجري، كوصل: جار ومجرور، ويجري: فعل مضارع وهو خبر قوله إيش؟
الطالب : فصل.
الشيخ : فصل، يعني: معناه أن المشغول الذي هو الفعل إذا فُصل عن الشاغل بحرف جرّ فهو كما لو اتّصل به الشاغل، يعني: عندنا مشغول ومشغول عنه وشاغل، كذا وإلاّ لا؟ طيب، إذا فُصل المشغول عمّا؟ عن الشاغل بحرف جرّ فهو كما لو اتّصل به، فإذا قلت: زيدٌ امرُرْ به، فما الراجح؟ زيدٌ امرر به؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب لو قلت: زيدٌ اضربه، زيدٌ اضربه، ما الراجح؟
الطالب : النصب.
الشيخ : النّصب لأنه فعل طلب، طيب زيدٌ امرر به؟
الطالب : النّصب.
الشيخ : النصب.
الطالب : نعم.
الشيخ : لأن الفصل هنا بحرف الجر كالوصل، وعلى هذا فنقول: زيدًا امرر به أرجح من زيدٌ امرر به، طيب كذلك أيضًا زيدٌ مررت به يجوز الوجهان أو لا؟ زيدٌ مررت به؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز الوجهان أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أيهما أرجح؟
الطالب : الرّفع.
الشيخ : الرفع، لأنه ليس هناك سبب يقتضي خلاف ذلك، " والرفع في غير الذي مرَّ رجح "، طيب كذلك أيضًا إذا شُغل بالإضافة، فصل المشغول بالإضافة أي: بمضاف، فهو كالموصول، إذا فُصل المشغول عن الشاغل بمضاف فهو كما لو اتّصل به، فتقول: زيدٌ اركب سيّارتَه، زيدٌ اركب سيّارتَه، إيش الراجح؟
الطالب : النّصب.
الشيخ : لماذا؟
الطالب : لأنه فعل طلب.
الشيخ : لأن المشغول فعل طلب، فقولك: زيدًا اركب سيّارتَه أرجح من قولك: زيدٌ اركب سيّارتَه طيب، ولو قلت زيدٌ أكرمتُ غلامَه، زيدٌ أكرمتُ غلامَه، يجوز الوجهان أو لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : والراجح الرّفع، إذن استفدنا من هذا أن الشاغل لا فرق بين أن يكون متّصلًا بالمشغول أو مفصولًا بإيش؟
الطالب : حرف جرّ.
الشيخ : بحرف جرٍّ أو إضافة، نعم.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وسو في ذا الباب وصفا ذا عمل *** بالفعل إن لم يك مانع حصل.
" وسوِّ في ذا الباب وصفا ذا عمل *** بالفعل إن لم يَكُ مانع حصل "
سوّ: فعل أمر، في ذا الباب أي في هذا الباب متعلق به، وصفا: مفعول سوّ، ذا عمل: صفة لوصف، بالفعل متعلق بسوّ، إن لم يك مانع حصل، إن لم: إن شرطيّة، ولم: جازمة، ويك مجزوم بلم وإلاّ بإن؟
الطالب : بلم.
الشيخ : بلم لأنها مباشرة، ومانع: اسم يكن، ويجوز أن يكون فاعلًا، فإن كان اسم يكن فجملة حصل خبر يكن، وإن كانت تامّة ومانع فاعلًا، فحصل صفة لمانع، معنى البيت: أن الوصف الذي يعمل عمل الفعل كالفعل تمامًا، الوصف الذي يعمل عمل الفعل كالفعل، كلامي إيش؟ معلوم؟
الطالب : نعم، نعم.
الشيخ : طيب، إلاّ إذا كان هناك مانع يمنع من عمله، فإنه لا يلحق بالفعل، فمثلًا اسم الفاعل يعمل عمل الفعل إذا كان للحال أو الاستقبال، وإن كان للماضي فإنه لا يعمل عمل الفعل، فإذا قلت: زيدٌ أنا ضاربه أمس، زيدٌ أنا ضاربه أمس؟
الطالب : لا يعمل.
الشيخ : فهنا لا يعمل، فيتعيَّن الرّفع في زيد، وذلك لأن الوصف لا يتسلّط عليه لو باشره، فكيف إذا لم يباشره؟ ولو قلت: زيدٌ أنا ضاربه غدًا، جاز إيش؟ جاز الوجهان: الرفع والنّصب، ولو قلت: زيدٌ أنا الضاربه، فإنه لا يصحّ أن ننصبه، لأنه وجد فيه " أل " و " أل " تمنع من عمل ما بعدها فيما قبلها، والحاصل أن ما يعمل عمل الفعل يُجرى مجرى الفعل، يُجرى مُجرى الفعل ما لم يوجد مانع.
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وسو في ذا الباب وصفا ذا عمل *** بالفعل إن لم يك مانع حصل. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وعلــــقة حــــــاصلة بتــــــابع *** كعلقة بنفس الاسم الواقــــع.
" وعُلــــقة حــــــاصلة بتــــــابع *** كعُلقةٍ بنفس الاسم الواقــــع "
عُلقة بمعنى: علاقة، وهي مبتدأ سوّغ الابتداء بها وهي نكرة الوصف حيث قال " حاصلة "، وبتابع: جار ومجرور متعلّق بحاصلة، " كعلقة " الجار والمجرور خبر علقة الأولى، " وبنفس الاسم الواقع " متعلّقة بعُلقة، والمعنى: أنّ ما يتعلّق بالتابع كالذي يتعلّق بنفس الاسم، فتقول مثلًا: زيدٌ مررتُ برجلٍ يحبُّه، زيدٌ مررت برجلٍ يحبُّه، عندنا الآن عُلقة حاصلة بالتابع، يعني: علاقة، لأن ضمير زيد السابق متّصل بالفعل الذي هو يحبّ، والفعل الذي هو يحبّ صفة لإيش؟
الطالب : صفة لرجل.
الشيخ : صفة لرجل، صفة لرجل، وهذا البيت يُشبه ما سبقه أن فصل المشغول بحرف جرّ أو إضافة كالوصل، هذا ليس مفصولًا بحرف جرّ ولا بإضافة، ولكنّه مشغول بوصف ما تسلّط عليه الفعل، زيدٌ مررت برجلٍ يحبُّه، طيب زيدٌ أَكرِم رجلًا يحبّه، إيش الراجح؟
الطالب : النّصب.
الشيخ : زيدٌ أكرم رجلًا يحبّه؟
الطالب : النّصب.
الشيخ : هاه؟
الطالب : النّصب هو الراجح.
الشيخ : زيدٌ أكرم رجلًا يحبّه، إيش الراجح؟
الطالب : النّصب.
الشيخ : النّصب؟ لماذا؟
الطالب : فعل طلب.
الشيخ : لأن المشغول كان فعل طلب، وإذا كان المشغول فعل طلب فالراجح؟
الطالب : النّصب.
الشيخ : النّصب، أي نعم.
4 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وعلــــقة حــــــاصلة بتــــــابع *** كعلقة بنفس الاسم الواقــــع. أستمع حفظ
ما معنى قول ابن مالك " بنفس الاسم الواقع " ؟
الشيخ : نفس الاسم الواقع الذي هو المشغول عنه، ما هو المشغول، قد شغله ضّمير الاسم المشغول عنه، فيقول: " كعُلقة بنفس الاسم الواقع " الذي هو المشغول عنه، أليس الضّمير المشغول عنه يتعلّق به الفعل مباشرة.
الطالب : نعم.
الشيخ : هذا يقول إذا جاء ضمير المشغول عنه في وصف لغير المشغول عنه فهو يكون كالعلاقة بالاسم الواقع.
هل الفعل متصل بنفس الاسم الواقع ؟
الشيخ : لا، بضميره.
الطالب : هو عبّر بنفس الاسم.
الشيخ : إيه.
الطالب : الضمير يقوم مقامه؟
الشيخ : ضميره الذي اتّصل بصفة الاسم، كضميره الذي اتّصل به مباشرة، ولهذا قلنا لكن أن هذا البيت مثل البيت الذي قبله ببيت.
ألا يكون معنى قول ابن مالك " كعلقة بنفس الاسم الواقــــع. " " كعلقة بضمير نفس الاسم الواقع " ؟
الشيخ : لا، يصلح في نفس الاسم الواقع السابق، لأن الضمير هو العلاقة بين الاسم السابق وبين المشغول، يقول: المراد بها الضّمير الراجع إلى الاسم السابق، فتكون الباء بمعنى في، والمعنى أن وجود الضّمير في تابع الشاغل، كوجوده فيه، فكما تقول: زيدٌ ضربت غلامه، تقول: زيدٌ أكرمت رجلاً يحبّه، المعنى الآن واضح، أنه إذا وجد ضمير المشغول عنه في وصف تسلط عليه المشغول، يعني في وصف هو الشاغل، فهو كما لو كان متّصلًا بالفعل مباشرة، هذا المعنى، والمثال يوضّح ذلك.
7 - ألا يكون معنى قول ابن مالك " كعلقة بنفس الاسم الواقــــع. " " كعلقة بضمير نفس الاسم الواقع " ؟ أستمع حفظ
قراءة كلام الشارح ابن عقيل مع تعليق الشيخ عليه.
الطالب : الشارح.
الشيخ : نعم.
الطالب : الشارح يقول: " إذا عمل الفعل في أجنبي، وأتبع بما اشتمل على ضمير الاسم السابق من صفة نحو زيدًا ضربتُ رجلًا يحبه "
الشيخ : نعم.
الطالب : " أو عطف بيان نحو زيدًا ضربت عمرًا أباه، أو معطوف بالواو خاصّة نحو زيدًا ضربت عمرًا وأخاه، حصلت الملابسة بذلك كما تحصل بنفس السببي "
الشيخ : ...
الطالب : " فيُنزّل منزلة: زيدًا ضربت رجلًا يحبه، منزلة: زيدًا ضربتُ غلامه، وكذلك الباقي، وحاصله أن الأجنبي إذا أُتبع بما فيه ضمير الاسم السابق جرى مجرى السببي ".
الشيخ : ...
الطالب : السّببي وش هو؟
الشيخ : السببي هو الذي يتعلّق بالإضافة وبحرف الجرّ، السابق.
الطالب : الجملة يحبه؟
الشيخ : لا لا، السّببي الذي أشار إليه هو قوله :
" وفصل مشغول بحرف جرّ *** أو بإضافة "
الآن إذا قلت: زيدٌ أكرمتُ غلامه، فهل أنت أكرمت زيدا؟
الطالب : لا.
الشيخ : إنما أكرمت الغلام، لكن ارتباط الغلام بزيد صار سببيًّا، مثل زيد قائم أبوه، القيام ممّن؟
الطالب : الأب.
الشيخ : من الأب، مع أنه صفة لزيد، فالسّببي هو الذي يكون له صلة بما يتحدّث عنه سواء كان مشغولًا أم مبتدأ.
مثلا زيد أنا الضاربه لماذا يترجح الرفع ؟
الشيخ : لماذا إيش؟
الطالب : تعيّن الرفع.
الشيخ : يقول: لأن الضّارب فيه أل فلا يعمل ما بعده فيما قبله، كل اسم موصول ما بعده لا يعمل فيما قبله، هذا هو السبب.
قول ابن مالك " بنفس الاسم الواقع " هل الاسم الواقع هو زيد في قولنا " زيد ضربته " أو هو الضمير المشغول به الذي يعود على زيد ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : هل الإسم الواقع هو زيد المتقدّم في زيدًا ضربته؟ أو زيدا أكرمت؟
الشيخ : هذا يحتمل أن المراد الضّمير الاسم السابق أو الاسم السابق نفسه.
الطالب : بس ما اتّصل به ضمير منفصل، هذاك متقدّم والفعل متأخر،
الشيخ : ايوه، لكن الضّمير لو صار يعود على الاسم المتقدّم.
الطالب : صار متّصلًا.
الشيخ : صار متّصلًا.
10 - قول ابن مالك " بنفس الاسم الواقع " هل الاسم الواقع هو زيد في قولنا " زيد ضربته " أو هو الضمير المشغول به الذي يعود على زيد ؟ أستمع حفظ
سؤال عن الفصل بالظرف في باب الاشتغال ؟
الشيخ : إيش؟
الطالب : الفصل بالظرف.
الشيخ : بالضّمّ؟
الطالب : بالظّرف بالظّرف.
الشيخ : نعم نعم.
الطالب : ما ذكره الناظم يعني ... ؟
الشيخ : مثاله؟
الطالب : زيد جلست ببيته.
الشيخ : جار ومجرور.
الطالب : فوق بيته.
الشيخ : نعم؟
الطالب : فوق بيته.
الشيخ : كيف؟
الطالب : فوق بيته.
الشيخ : إيش؟
الطالب : فوق بيته.
الشيخ : ما فيه اشتغال هنا، لأن الجلوس ما هو فعل زيد، ما يقع على زيد.
الطالب : مراجعة يا شيخ الأسبوع الجاي؟
الشيخ : الأسبوع الثاني مراجعة إن شاء الله.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : تعدي الفعل ولزومه
قال المؤلف رحمه الله تعالى : " تعدّي الفعل ولزومه " الفعل ينقسم إلى قسمين: متعدّي: وهو الذي ينصب المفعول به، وعلامته أنه يصحّ تحويله إلى اسم المفعول هذا علامة المتعدّي، ولازم وهو: ما لا ينصب المفعول به، وعلامته أنه لا يصحّ أن يصاغ منه اسم المفعول، فإذن الفعل ينقسم إلى قسمين، ولهذا حصر المؤلف في الترجمة في هذين، فقال : " تعدّي الفعل ولزومه ".
شرح قول ابن مالك رحمه الله : علامة الفعل المعدى أن تصل *** ها غير مصـــدر به نحو عمل
" علامة الفعل المعدَّى أن تصل *** ها غير مصـــدرٍ به نحو عمل "
هذه العلامة، وبالإضافة إلى العلامة التي ذكرت لكم وجب أن يصحّ منه صيغة؟
الطالب : اسم المفعول.
الشيخ : اسم المفعول، طيب، يقول المؤلف، نعرب البيت: علامة: مبتدأ مضافة إلى الفعل، والمعدّى: صفة لفعل، وأن تصل، أن: المصدرية، والفعل التي نصبته، وأن وما دخلت عليه في تأويل المصدر خبر المبتدأ، وهو قوله علامة، فيكون تقدير الكلام: علامة الفعل المعدّى وصلك به، طيب ها غير، ها: مفعول تصل منصوب بفتحة مقدّرة على آخره منع من ظهورها إيش؟
الطالب : الحكاية.
الشيخ : الحكاية، وقوله: ها غير، ها: مضاف، وغير: مضاف إليه، وغير: مضاف، ومصدر: مضاف إليه، وقوله: به: جار ومجرور متعلّق بتصل، نحو عمل، نحو: خبر مبتدأ محذوف، التقدير: ذلك نحو عمل، عمل فعل متعدٍّ الدليل؟ أنك تصل به ها غير المصدر فتقول: الخيرُ عمله فلان، يقول المؤلف رحمه الله: علامة الفعل المعدَّى أن يتّصل به ضمير المفعول به/ فمثلًا: جاء، لازم وإلاّ متعدّ؟
الطالب : متعدٍّ.
طالب آخر : لازم.
الشيخ : جاء زيد؟
الطالب : متعدٍّ.
طالب آخر : لازم.
الشيخ : نعم، لازم ومتعدّ، لهذا وهذا، فإذا قلت: جاء زيد بمعنى: قدم فهو لازم، وإذا قرأت قول الله تعالى: (( أو جاؤوكم حصرت صدورهم ))
الطالب : متعدٍّ.
الشيخ : متعدٍّ، (( ثم جاءهم ما كانوا يعملون )) متعدٍّ، إذن هذا صالح لأن يكون متعدّيًا ويكون لازمًا، طيب مثال أيضًا للمتعدّي: سمع، متعدٍّ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يصحّ أن تصل به ها، الضّمير، فتقول: سمعه، هذه علامة، وقوله: ها غير مصدر يُخرج هاء المصدر، فإنها تتّصل بالفعل ولو لازمًا، مثل: القيامُ قمتُه، القعودُ قعدتُه، الكلام إيش؟
الطالب : تكلّمتُه.
الشيخ : تكلّمتُه، وهلمّ جرًّا، فها الدالة على المصدر هذه لا تدل على أن الفعل متعدّي وذلك لأن الفعل اللازم يصاغ منه المصدر كما يصاغ من الفعل المتعدّي، فضمير هذا المصدر لا يدل على أن الفعل متعدٍّ، العلامة الثانية: أنه لا يصح منه صياغة اسم المفعول إلاّ متعدّيًا بحرف جرّ، انتبهوا! فمثلًا: صعِد صغ منها اسم المفعول؟ لا يصح المصعود إلا إذا وصلت بها حرف جرّ، مثل: مصعود به، مصعود إليه وما أشبه ذلك، طيب قُتل الرّجل هاه؟ مقتول إذن قَتل متعدّ وإلاّ لازم؟
الطالب : متعدٍّ.
الشيخ : قَتل؟
الطالب : متعدّ.
الشيخ : متعدّ لأنه يصحّ منه صوغ اسم المفعول بدون حاجة إلى حرف جرّ، طيب.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصب به مفـــعوله إن لم ينب *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب.
" فانصب به مفـــعوله إن لم يَنُبْ *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب "
فانصب به، أي: بالفعل المتعدّي، مفعوله، ومفعول هنا مفرد مضاف فيعمّ المفعول الواحد والمفعولين والثلاثة، وقوله: " إن لم ينب عن فاعل " يعني: إن لم ينب المفعول عن الفاعل فإنه يُعطى حكم الفعل فيكون مرفوعًا أو منصوبًا؟
الطالب : مرفوعًا.
الشيخ : مرفوعًا، مثل نحو: تدبرتُ الكتب، تدبّرت تدبّر هنا متعدٍّ، والكتب مفعول به، فأفادنا المؤلف رحمه الله بهذين البيتين أفادنا تعريف المعدَّى وأفادنا حكم المعدَّى، تعريف المعدَّى إيش؟ هو ما يصحّ أن تصل به ها غير المصدر، وحكمه أنه يُنصب به مفعوله، إلاّ أن ينوب المفعول عن الفاعل فإنه يكون مرفوعًا كما سبق في النائب عن الفاعل، طيب الإعراب: انصب به، انصب،، الفاء أولًا للتقرير، وانصب: فعل أمر، وبه: جار ومجرور متعلّق بانصب، ومفعوله: مفعول انصب، إن لم ينب عن فاعل، إن: شرطيّة، ولم: حرف نفي وجزم وقلب، وينب: فعل مضارع مجزوم بلم، والجملة في محلّ جزم فعل الشّرط، عن فاعل: جار ومجرور متعلّق بينب، نحو: خبر مبتدأ محذوف، تقدير ذلك: نحو تدبّرت الكتب، ونحو: مضاف وتدبّرت الكتب: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جرّه فتحة مقدّرة على آخره منع من ظهورها الحكاية.
الطالب : كسرة كسرة.
الشيخ : كسرة نعم، كسرة مقدّرة على آخره منع من ظهورها الحكاية، أين جواب الشّرط؟ إن لم ينب عن فاعل.
الطالب : محذوف نعرفه من سياق الجملة.
الشيخ : محذوف، وقيل: لا يحتاج إلى جواب، لا مقدّرًا ولا مذكورًا، أما الذين قالوا إنه محذوف قالوا التّقدير: إن لم ينب عن فاعل فانصب به، لا حاجة إلى هذا، وعليه فنقول إن مثل هذا التركيب لا يحتاج فيه الشرط إلى جواب أصلًا، قوله : " فانصب به مفعوله إن لم ينب " هل هذا يدل على أنه لا بد من وجود المفعول؟ لا، لكن إذا وُجد المفعول وجب نصبه بالفعل المتعدِّي، وإلاّ فقد يحذف المفعول (( ألم يجدك يتيما فآوى )) المفعول محذوف تقديره؟
الطالب : فآواك.
الشيخ : فآواك، (( ووجدك ضالًّا فهدى )) فهداك، (( ووجدك عائلًا فأغنى )) أغناك، لكن المعنى: أنه ينصب المفعول سواء كان مذكورًا أو محذوفًا،طيب، قوله (( ألم يجدك يتيما فآوى )) قلتم: فآواك ألا يمكن أن نقول فآواك وآوى بك؟
الطالب : نعم.
الشيخ : بدل أن كنت فقيرًا تحتاج إلى من تأوِي إليه أصبحت أنت مأوى، نعم، وهذا صحيح فمعنى الآية: آواك وآوى بك، وقد قال أبو طالب في لاميّته المشهورة :
" وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل "
" ثمال اليتامى عصمة للأرامل " يعني: أنه يتولّى الأيتام ويواسيهم ويجبر كسرهم، والأرامل يعصمهم، واضح يا جماعة؟
الطالب : واضح.
الشيخ : طيب (( هدى ))، أي: هداك وهدى بك، أي نعم (( فآواك )) آواك وآوى بك، والثانية (( ووجدك ضالًّا فهدى )) هداك وهدى بك، (( ووجدك عائلًا فأغنى )) أغناك وأغنى بك، ولهذا امتنّ النبي صلى الله عليه وسلم على الأنصار بهذا فقال: ( ألم أجدكم ضلاّلًا فهداكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي، ومتفرّقين فجمعكم الله بي قالوا الله ورسوله أمنّ ) ولكن النبي صلى الله عليه وسلم اعترف لهم بالفضل وقال: ( لو شئتم لقلتم:كنت طريدًا فآويناك ) ونسيت بقيّة الحديث، على كلّ حال إن الله تعالى آوى النبي صلى الله عليه وسلم وآوى به، وهداه وهدى به، وأغناه وأغنى به، والله أعلم.
14 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصب به مفـــعوله إن لم ينب *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب. أستمع حفظ
قول ابن مالك " ها غير مصدر به " نحن قلنا إن غير مضاف إليه و"ها " مضاف فهل يصح أن تكون " غير منصوبة " ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : ما يصح ها منصوبة وغير صفة ها غيرَ؟
الشيخ : لا، ما يصحّ، عندنا مجرورة غير، عندنا مجرورة، عندك منصوبة؟
الطالب : منصوبة أي.
الشيخ : منصوبة عندك؟ ها غيرَ؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : لا، ما يصحّ، المعنى لا يستقيم، صحّحها.
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ...
الشيخ : الموالاة أن تواليه على كفره، مثل أن تحبّه لكفره رسالة نذكرها إن شاء الله.
الطالب : مطبوعة؟
الشيخ : أي مطبوعة، عندك الألفية الآن؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، لأنك ستعود قريبًا، تسميع؟
الطالب : لا.
الشيخ : درس جديد؟
الطالب : مراجعة.
الشيخ : هاه؟
الطالب : تسميع.
الشيخ : كيف؟
الطالب : ما في تسميع.
الشيخ : درس جديد، سمّع طاهر.
15 - قول ابن مالك " ها غير مصدر به " نحن قلنا إن غير مضاف إليه و"ها " مضاف فهل يصح أن تكون " غير منصوبة " ؟ أستمع حفظ
قراءة قول ابن مالك "... ولازم غير المعدى وحتم *** لزوم أفعال السجايا كنهم كذا افعلل والمضاهي اقعنسسا *** وما اقتضى نظافة أو دنسا أو عرضا أو طاوع المعدى *** لواحد كمده فامتدا وعد لازما بحرف جر *** وإن حذف فالنصب للمنجر نقلا وفي أن وأن يطرد **** مع أمن لبس كعجبت أن يدوا ... ".
قال المصنّف رحمه الله تعالى :
"ولازم غير المعدى وحتم *** لزوم أفعال السجايا كنهِم
كذا افعلل والمضاهي اقنعسَسَا *** ... "
الشيخ : اقعنسَسَا
القارئ : " كذا افعلل والمضاهي اقعنسَسَا *** وما اقتضى نظافة أو دنسا
أو عرضا أو طاوع المعدَّى *** لواحد كمَدَّه فامتدا
وعد لازما بحرف جر *** وإن حذف فالنصب للمنجر
نقلا وفي أن وأن يطرد **** مع أمن لبس كعجبت أن يدو ".
16 - قراءة قول ابن مالك "... ولازم غير المعدى وحتم *** لزوم أفعال السجايا كنهم كذا افعلل والمضاهي اقعنسسا *** وما اقتضى نظافة أو دنسا أو عرضا أو طاوع المعدى *** لواحد كمده فامتدا وعد لازما بحرف جر *** وإن حذف فالنصب للمنجر نقلا وفي أن وأن يطرد **** مع أمن لبس كعجبت أن يدوا ... ". أستمع حفظ
مناقشة من أول باب تعدي الفعل ولزومه.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين
هذا الباب سبق أنه يبيّن لنا أن الأفعال تنقسم إلى قسمين: لازمٌ ومتعدٍّ، وذكر ابن مالك علامة المتعدّي بأنها؟ يلاّ.
الطالب : علامة المتعدِّي؟
الشيخ : نعم.
الطالب : مثل.
الشيخ : علامته، ما نريد مثل، لأنه لو كان السّؤال مثل مثّل، لكن علامة، جمال؟
الطالب : أن يتعدى إلى مفعوله بغير حرف.
الشيخ : نحن نريد ما ذكره ابن مالك.
الطالب : أنا ما حضرت الدّرس الماضي.
الشيخ : هاه ما حضرت معذور، نعم؟
الطالب : أن يتّصل بالفعل هاء المصدر.
الشيخ : إيش؟
الطالب : أن يتّصل بالفعل هاء المصدر.
الشيخ : هاء المصدر؟
الطالب : غير المصدر.
الشيخ : هاء غير المصدر، هاء غير المصدر، طيب مثاله؟
الطالب : مثاله: البابَ أغلقتُه.
الشيخ : البابَ أغلقتُه، والأحسن البابُ، لأنه لم يسبق ما يوجب ترجيح النّصب، البابُ أغلقته، طيب لو قلت: المجيء جئته، هل يدل هذا على أن الفعل متعدٍّ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لماذا؟ السؤال لخالد؟
الطالب : لأن المجيء مصدر أو اسم مصدر.
الشيخ : مصدر، مصدر ميمي.
الطالب : نعم، مصدر ميميّ، وهاء المصدر الميمي يشترك فيها المعدَّى واللازم.
الشيخ : يعني الهاء هنا هاء مصدر، فلا تدل على تعدِّي الفعل، طيب تمام، له علامة ثانية، سعد؟
الطالب : اتصاله بهاء غير المصدر.
الشيخ : هذا ما قاله ابن مالك وانتهينا منه، فيه علامة ثانية.
الطالب : لازم؟
الشيخ : متعدّي.
الطالب : ...
الشيخ : لا، عُبيد؟
الطالب : ...
الشيخ : لا.
الطالب : أن يأتي منه صيغة المفعول.
الشيخ : صحّ، أن يصحّ منه صيغة اسم المفعول بدون حرف جرّ، هاه؟ لا لا، متعد، طيب مثال ذلك؟
الطالب : ما حضرت.
الشيخ : ما حضرت، بن عوض؟
الطالب : نعم، مثاله: تقول مثلًا يعني: ضربته فهو مضروب.
الشيخ : مضروب، نحن نفهم من ضرب تتعدّى لأنها يُصاغ منها اسم مفعول غير متعدٍّ بحرف الجرّ، كذا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : طيّب، تكلم خالد؟ هاه لازمٌ أو متعدٍّ؟
الطالب : لازم.
الشيخ : لازم؟ ألا يصاغ منه اسم مفعول؟
الطالب : لا بدّ من حرف جرّ.
الشيخ : كيف تقول؟
الطالب : متكلم به.
الشيخ : متكلّم به، صحّ.
الطالب : تكلَّمنا.
الشيخ : تكلمنا ما تكون، كلمنا عنه متعدٍّ، (( منهم من كلّم الله ))
السائل : ...
الشيخ : أيّت؟
السائل : العلامة الأولى.
الشيخ : ما تصحّ، لا لا، هذه هاء المصدر، هذه هاء المصدر.
السائل : اسم المفعول.
الشيخ : نعم.
السائل : اسم المفعول؟
الشيخ : مُكَلَّم، طيب إذا قال قائل: ما فائدة معرفة الفعل المتعدّي واللاّزم، قلنا: من أجل أننا إذا فقدنا المفعول به عرفنا أنه محذوف، إذا كان الفعل متعدّيًا ولم نجد المفعول به عرفنا أنه محذوف، هذا من حيث العموم، من حيث الخصوص فيما يتعلّق بأسماء الله إذا كان الاسم متعدّيًا لن يتمّ الإيمان به إلاّ بأمور ثلاثة: الاسم، والصّفة، والأثر الذي هو الحكم، وإذا كان لازمًا اكتفى بالإيمان بالاسم والإيمان بالصّفة، فمثلًا الحيّ لازم أو متعدٍّ؟
الطالب : لازم.
الشيخ : نعم فهو من حيَّ، فهو لازم، فيتمّ الإيمان به، إذا آمنّا بالاسم والصّفة التي دلّ عليها، السّميع؟
الطالب : متعدٍّ.
الشيخ : متعدٍّ، فلا بدّ أن نؤمن بالاسم والصّفة التي دلّ عليها الاسم، والثالث؟
الطالب : الأثر.
الشيخ : الأثر أنه يسمع، فهو سميع بسمع يسمع به، فصار لنا فائدة في هذا: الفائدة الأولى: أننا إذا لم نجد المفعول به في المتعدِّي ماذا نقول؟
الطالب : محذوف.
الشيخ : نقول: إنه محذوف، وأما اللازم فليس له مفعول به، الفائدة الثانية في أسماء الله: أنه إذا كان لازمًا اكتفي بالإيمان بالاسم والصّفة، وإن كان متعدّيًا فلا بدّ من الإيمان بالاسم والصّفة والأثر.
تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصب به مفعوله إن لم ينب *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب.
الطالب : لا، أخذناه.
الشيخ : هاه؟
الطالب : أخذناه.
الشيخ : لا، ما أخذناه.
الطالب : أخذناه.
طالب آخر : لا ما أخذناه.
الشيخ : " فانصب به مفعوله " انصب: فعل أمر، وبه: أي: بالفعل المتعدّي متعلّق بانصب، مفعول: مفعول انصب، وهو مضاف إلى الضّمير، " إن لم ينب عن فاعل " يعني: إن لم ينب المفعول عن فاعل، وهذه جملة شرطية، وجواب الشّرط فيها محذوف دلّ عليه ما سبق على المشهور عند النّحويين، وقيل: إن الشّرط في مثل هذا التركيب لا يحتاج إلى جواب للعلم به، نحو: خبر مبتدأ محذوف التقدير: ذلك نحو، تدبّرت: فعل وفاعل، والكتب: مفعول به منصوب بفتحة مقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بما يُناسب القافية، صح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، يقول رحمه الله: يجب أن ينصب المفعول به إذا كان متعدّيًا إلاّ أن ينوب المفعول به عن الفاعل فيُكتفى به، مثل: (( خُلق الإنسان ضعيفًا )) الإنسان هنا: نائب فاعل، والفعل خلق متعدّ فأين المفعول؟ نقول ناب عنه.
الطالب : ناب عن الفاعل.
الشيخ : ناب عن الفاعل، ناب عن الفاعل فأُقيم مقامه.
18 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصب به مفعوله إن لم ينب *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولازم غير المعــــدى وحتم *** لزوم أفعال الســـــجايا كنـــهم.
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نُساء ويوم نُسرّ "
طيب وقوله: " وحُتم " الواو: حرف عطف، والفعل مبني للمجهول،، مبني لما لم يسمّ فاعله، لزوم: نائب فاعل، وهو مضاف إلى أفعال، وأفعال مضاف إلى السجايا، وكنهِم: جار ومجرور، يقول رحمه الله: إن اللازم من الأفعال هو غير المعدَّى، يعني: أن لا ينصب المفعول به، هذا هو اللازم، ما لا ينصب المفعول به فهو اللازم، ثم ذكر رحمه الله ضوابط فقال : " وحتم لزوم أفعال السجايا " السجايا: جمع سجيّة وهي الطّبيعة، يعني: الأفعال الدالة على الطّبيعة والانفعال وما أشبه ذلك، هذه يلزم فيها أن تكون لازمة، لأن طبيعة الإنسان أو طبيعة المضاف إليه إلى الفعل لازمة، فينبغي أن يكون الفعل أيضًا لازمًا مثل: نَهِم، النَّهِم معناه: الذي لا يشبع، هذا النَّهِم يعني: شديد الحرص على الطعام ويأكل بأصابعه الخمسة ولا يشبع، ويتابع بسرعة نقول هذا إيش؟ هذا نَهِم، وإذا مُدَّت الأيدي إلى الطّعام كان أعجلَ القوم، النّهم صفة طبيعية في الإنسان، من الناس من هو نهِم، ومن الناس من هو غير نهِم، هذا ضابط، إذن جميع أفعال الطّبيعة أو الطبائع تعتبر لازمة، كنهِم، أما فَهِم فليس من أفعال الطّبيعة ولهذا يتعدّى إلى المفعول به فيقال: فَهِم الدّرس، طيب، إذا قلت: فلان شَرُف طبعًا، يعني: شريف الطّبع، لازم وإلاّ غير لازم؟
الطالب : لازم.
الشيخ : لازم، لأنك جعلت الشّرف له طبيعة، ومثله كرُم، بخِل، ظرُف أشياء كثيرة، الضابط الثاني: " كذا افعللّ " افعللّ، يعني: كل فعل على وزن افعللّ فهو لازم، لا يمكن أن يتعدَّى للمفعول به، مثاله؟ اقشعرَّ، زِن اقشعرَّ؟
الطالب : افعللّ.
الشيخ : افعللّ، واطمأنّ نعم؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك، اطمأنَّ على وزن افعللَّ، فتكون لازمة، واكفهرَّ كذلك لازمة، فالمهم كل ما كان ...