شرح قول المصنف: " كتاب الأطعمة : والأصل فيها الحل " حفظ
الشيخ : قال رحمه الله " كتاب الأطعمة " الأطعمة جمع طعام وهو كل ما يؤكل أو يُشرب أما كون ما يُؤكل طعاما فأمره ظاهر وأما كون ما يؤكل طعاما فلقوله تعالى (( فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي )) فجعل الشرب طعْما ولأن الشارب يَطعم الشيء المشروب فهو في الواقع طعام واعلم أن كوْن الإنسان يحتاج إلى الطعام دليل على نقصه ولهذا برهن الله عز وجل على أن عيسى وأمه ليسا بإلهين بقوله (( كانا يأكلان الطعام )) وتمدّح سبحانه وتعالى بكونه يُطعِم ولا يُطعَم فالحاجة إلى الطعام لا شك أنها نقص لأن الإنسان لا يبقى بدونه وكونه لا يأكل الطعام أيضا نقص لأن عدم أكله الطعام خروج عن الطبيعة التي خُلِق عليها والخروج عن الطبيعة يُعتبر نقصا إذًا فالإنسان إن أكل فهو ناقص - انتبه يا أخي - إن أكل فهو ناقص وإن لم يأكل فهو ناقص وهذا يتبيّن به كمال الله عز وجل ونقص ما سواه، الإنسان مضطر إلى الطعام سواء كان مأكولا أم مشروبا والأصل فيه الحل كما قال المؤلف " الأصل فيه الحل " الأصل فيها أي في الأطعمة الحل وهذا أمر مجمع عليه دل عليه القرأن في قوله تعالى (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )) فقوله (( ما في الأرض )) ما اسم موصول والاسم الموصول يُفيد العموم كما أنه أكّد ذلك العموم بقوله (( جميعا )) فكل ما في الأرض فهو حلال لنا أكلا وشربا ولُبسا وانتفاعا ومن ادعى خلاف ذلك فهو محجوج به أي بهذا الدليل إلا أن يُقيم دليلا على ما ادعاه ولهذا أنكر الله عز وجل على الذين يُحرّمون ما أحل الله من هذه الأمور فقال (( قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق )) وقولنا الأصل فيها الحل ليست لكل إنسان أي ليس هذا الأصل ثابتا لكل إنسان بل هو للمؤمن خاصة أما الكافر فالأطعمة عليه حرام لأن الله يقول (( قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )) فقوله (( للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )) تُخرج غير الذين ءامنوا وكذلك قال تعالى في سورة المائدة (( ليس على الذين ءامنوا وعمِلوا الصالحات جُناح فيما طعموا )) مفهومها يا جماعة؟ أه؟ أن غيرهم عليه جناح فيما طعِم ومع ذلك (( ليس على الذين ءامنوا وعمِلوا الصالحات جُناح فيما طعموا )) بشرط ألا يستعينوا في ذلك على المعصية ولهذا قال (( إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين )) والله ما ندري هل نحن مطبّقون لهذه الشروط أو أننا نأكل الشيء وعلينا جناح فيه؟ (( إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا وأحسنوا )) كم؟
السائل : سبعة ... .
الشيخ : سبعة شروط، مؤكّدة هذه الشروط بما الزائدة، إذا ما اتقوا فإن ما كما مرت علينا من حروف الزيادة وقد قيل ما بعد إذا " يا طالبا خذ فائدة ما بعد إذا زائدة " أخذتها ياسر؟ هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : " ما بعد إذا زائدة " تمام هذه مؤكّدة، كل حروف الزيادة في القرأن أو في السنّة أو في كلام العرب كلها للتوكيد، طيب، إذًا الأصل فيها الحل لمن؟ للمؤمنين أما غيرُهم فإن الكافر لن يرفع لُقمة إلى فمه إلا عوقب عليها يوم القيامة ولن يبتلع جُرعة من ماء إلا عوقب عليها ولن يستتر أو يُدفّئ نفسه بسلك من قطن إلا حوسب عليه يوم القيامة، طيب، إذًا الأصل فيها الحل، ما فائدتنا من هذه القاعدة العظيمة التي دل عليها الكتاب وكذلك السنّة قال النبي عليه الصلاة والسنة ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها وحَدّ حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) وقال ( ما سكت عنه فهو عفو ) هذا الأصل الذي دل عليه الكتاب والسنّة وأجمع عليه المسلمون في الجملة نستفيد منه فائدة وهي أن كل إنسان يقول هذا الشيء حرام مما يؤكل أو يُشرب أو يُلبس أيضا، ماذا نقول له؟ نقول هات الدليل لأن عندنا ادلة تدل على حِلّه، هات الدليل لو قال قائل الدخان حلال ويش نقول؟
السائل : ... .
الشيخ : لا.
السائل : ما نطالبه.
الشيخ : ما نُطالبه بالدليل لأن الأصل الحل، دقيقة يا أخي، نقول ما نُطالبك بالدليل إذا قال إن أصل الدخان حلال قلنا نعم هذا هو الأصل فإذا قال الثاني بل هو حرام نقول لهذا هات الدليل ولا شك أن من تأمّل نصوص الكتاب والسنّة ونظر نظرا صحيحا تبيّن له أن الدخان حرام وليس هذا موضع ذكر أدلة تحريمه ربما يأتي في موضع ءاخر من كلام المؤلف الأن.
السائل : سبعة ... .
الشيخ : سبعة شروط، مؤكّدة هذه الشروط بما الزائدة، إذا ما اتقوا فإن ما كما مرت علينا من حروف الزيادة وقد قيل ما بعد إذا " يا طالبا خذ فائدة ما بعد إذا زائدة " أخذتها ياسر؟ هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : " ما بعد إذا زائدة " تمام هذه مؤكّدة، كل حروف الزيادة في القرأن أو في السنّة أو في كلام العرب كلها للتوكيد، طيب، إذًا الأصل فيها الحل لمن؟ للمؤمنين أما غيرُهم فإن الكافر لن يرفع لُقمة إلى فمه إلا عوقب عليها يوم القيامة ولن يبتلع جُرعة من ماء إلا عوقب عليها ولن يستتر أو يُدفّئ نفسه بسلك من قطن إلا حوسب عليه يوم القيامة، طيب، إذًا الأصل فيها الحل، ما فائدتنا من هذه القاعدة العظيمة التي دل عليها الكتاب وكذلك السنّة قال النبي عليه الصلاة والسنة ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها وحَدّ حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) وقال ( ما سكت عنه فهو عفو ) هذا الأصل الذي دل عليه الكتاب والسنّة وأجمع عليه المسلمون في الجملة نستفيد منه فائدة وهي أن كل إنسان يقول هذا الشيء حرام مما يؤكل أو يُشرب أو يُلبس أيضا، ماذا نقول له؟ نقول هات الدليل لأن عندنا ادلة تدل على حِلّه، هات الدليل لو قال قائل الدخان حلال ويش نقول؟
السائل : ... .
الشيخ : لا.
السائل : ما نطالبه.
الشيخ : ما نُطالبه بالدليل لأن الأصل الحل، دقيقة يا أخي، نقول ما نُطالبك بالدليل إذا قال إن أصل الدخان حلال قلنا نعم هذا هو الأصل فإذا قال الثاني بل هو حرام نقول لهذا هات الدليل ولا شك أن من تأمّل نصوص الكتاب والسنّة ونظر نظرا صحيحا تبيّن له أن الدخان حرام وليس هذا موضع ذكر أدلة تحريمه ربما يأتي في موضع ءاخر من كلام المؤلف الأن.