شرح قول المصنف: " ومن اضطر إلى محرم غير السم حل له منه ما يسد رمقه " حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله " ومن اضطر إلى محرّم غير السم " المؤلف رحمه الله لما بيّن الحلال والحرام، تناول الحلال لا يشتبه أو لا؟ ويش حُكمه؟ أه؟ تناول الحلال حلال، تناول الحرام حرام لكن إذا دعت الضرورة، شوف من اضطر وأصل اضطر في التصريف أصلها اضطر ولا يصح أن نقول اضطر لأن الإنسان مُلجأ وليس ملجِئا، نعم، إن قلت اضطر فلان فلانا أن يفعل كذا صح أما إذا كان وصفا لمن وقعت به الضرورة فلا يجوز أن نقول اضطر ولهذا في القرأن (( فمن اضطر )) أي ألجأته الضرورة، انتبه، وبعض الناس الأن من الطلبة يقول اضطر خطأ، اضطَر غيره، اضطُرَّ اضطره غيره ومعنى اضطُر أي أصابته ضرورة إلى فعل هذا الشيء أي لحقه الضرر إن لم يفعل، هذا معنى اضطر لحقه الضرر إن لم يفعل، من اضطر إلى محرم غير السم، محرّم منين؟ ما هو من كل شيء، محرّم من هذه الأشياء المحرّمة، من المأكولات، اضطر إلى محرّم، حلّ له منه ما يسُدّ رمقه استثنى المؤلف السم وسنتكلم عليه " حل له ما يسُدّ رمقه " يسُدّ أي يكفي، رمقه أي بقية حياته ولهذا يُقال الحيوان إذا وصل إلى حال الموت يقول هذا ما فيه رمق أي ما فيه بقية حياة فيحِل للمضطر أن يأكل ما يسُدّ رمقه يعني ما تبقى معه الحياة فقط ولا يشبع إنما يأكل ما يسُدّ الرمق فقط، الدليل قوله تعالى (( حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير )) إلى أن قال (( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) .
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه أية المائدة (( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير )) إلى أن قال (( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) وقال تعالى (( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )) إذًا إذا اضطر الإنسان إلى المحرّمات هذه جاز له أكلها لكن الله عز وجل اشترط شرطين (( في مخمصة )) أي مجاعة والثاني غير متجانف لإثم يعني غير مائل إلى الإثم أي ما ألجأه إلا الضرورة ما قصد الإثم فهذا يُباح له، في الأية الثانية (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) فقيل إن الباغي هو الخارج على الإمام والعادي الطالب للمحرّم المعتدي وعلى هذا فإذا كان السفر محرّما مثلا، اضطر في سفر محرّم إلى أكل الميتة قلنا لا تأكل لأنك باغ وعاد والصواب أن الباغي والعادي وصفان للتناول أي غير باغ في تناوله أي لا يُريد بذلك أن يتناول المحرّم ولا عاد أي متجاوز قدْر الضرورة لتُفسّر الأية التي في البقرة بالأية التي في سورة المائدة، أي نعم، طيب، المؤلف رحمه الله يقول حَلّ له ما يسُدّ رمقه وهل له أن يشبع؟ أه؟
السائل : على كلام المؤلف ... .
الشيخ : على كلام المؤلف لا، ليس له أن يشبع لأن هذا الأكل أكل ضرورة فيتقيّد بقدر الضرورة لكن لو جاع مرة ثانية أه؟ أكل، لا مانع وقيل له أن يشبع إن خاف أن يجوع في المستقبل، إن خاف جوعا في المستقبل ولكن الصواب أنه ليس له أن يشبع وأن هذا الأكل ضرورة فيتيّقد بقدرها وإذا خاف فإنه يُحمل معه له أن يتزوّد من هذا اللحم إذا كان يخشى أن يجوع قبل أن يصل إلى بلده مثلا وإذا تزوّد وحمل معه فليس عليه خطر لكن إذا شبع ربما مع هذا اللحم الخبيث يكون عليه تُخمة ونتن في بطنه فيتضرّر فالصواب هنا ما ذكره المؤلف أنه لا يحِل له إلا ما يسُدّ رمقه ويرُدّ عليه قوته.
وقول المؤلف " غير السم " استثنى السم والسم هذه مثلثة السين يعني أنها تصلح سَم وسِم وسُم، الإنسان ما يغلط فيها، نعم، طيب، السم لو اضطر إليه لا يأكل منه ليش؟ لأنه إذا أكل من السم أسرع إلى نفسه القتل، معلوم، واحد عنده مثلا كيلو من السم يقول أنا جوعان بالحين الأن أبغى ءاكل الكيلو من السم وش نقول؟ نقول أبشر بالموت السريع لأنك لو بقيت لم تأكله ربما يسهّل الله لك شيئا تأكله لكن الأن قتلت نفسك فالسم لا يحِل، طيب، لو اضطر إلى شرب لبن الأتان، أه؟ الأتان الحمارة.
السائل : نعم.
الشيخ : يحل؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه يحل، يحل له ذلك، كل المحرمات التي لا تضُرّ بذاتها إذا اضطر إليها الإنسان أكل منها وشرب، طيب، لو اضطر إلى شرب ماء محرّم، يشرب؟ أه؟ يشرب، نعم، اضطر إلى شرب الخمر؟ لا يشرب، ليش؟ يقول العلماء إن الخمر لا يُغني من العطش بل يزيد العطش ومع ذلك إذا اضطر إليه بحيث تندفع ضرورته بتناوله حَلّ له الخمر ومثّلوا لذلك برجل غَصّ بلقمة ولم يحضر عنده إلا كأس خمر، له أن يتناول؟ نعم، بس ما يدفع اللقمة فقط ويُمسك، طيب، لماذا؟ لأنه هنا تندفع به الضرورة أما غير ما تندفع به الضرورة.
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه أية المائدة (( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير )) إلى أن قال (( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) وقال تعالى (( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )) إذًا إذا اضطر الإنسان إلى المحرّمات هذه جاز له أكلها لكن الله عز وجل اشترط شرطين (( في مخمصة )) أي مجاعة والثاني غير متجانف لإثم يعني غير مائل إلى الإثم أي ما ألجأه إلا الضرورة ما قصد الإثم فهذا يُباح له، في الأية الثانية (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) فقيل إن الباغي هو الخارج على الإمام والعادي الطالب للمحرّم المعتدي وعلى هذا فإذا كان السفر محرّما مثلا، اضطر في سفر محرّم إلى أكل الميتة قلنا لا تأكل لأنك باغ وعاد والصواب أن الباغي والعادي وصفان للتناول أي غير باغ في تناوله أي لا يُريد بذلك أن يتناول المحرّم ولا عاد أي متجاوز قدْر الضرورة لتُفسّر الأية التي في البقرة بالأية التي في سورة المائدة، أي نعم، طيب، المؤلف رحمه الله يقول حَلّ له ما يسُدّ رمقه وهل له أن يشبع؟ أه؟
السائل : على كلام المؤلف ... .
الشيخ : على كلام المؤلف لا، ليس له أن يشبع لأن هذا الأكل أكل ضرورة فيتقيّد بقدر الضرورة لكن لو جاع مرة ثانية أه؟ أكل، لا مانع وقيل له أن يشبع إن خاف أن يجوع في المستقبل، إن خاف جوعا في المستقبل ولكن الصواب أنه ليس له أن يشبع وأن هذا الأكل ضرورة فيتيّقد بقدرها وإذا خاف فإنه يُحمل معه له أن يتزوّد من هذا اللحم إذا كان يخشى أن يجوع قبل أن يصل إلى بلده مثلا وإذا تزوّد وحمل معه فليس عليه خطر لكن إذا شبع ربما مع هذا اللحم الخبيث يكون عليه تُخمة ونتن في بطنه فيتضرّر فالصواب هنا ما ذكره المؤلف أنه لا يحِل له إلا ما يسُدّ رمقه ويرُدّ عليه قوته.
وقول المؤلف " غير السم " استثنى السم والسم هذه مثلثة السين يعني أنها تصلح سَم وسِم وسُم، الإنسان ما يغلط فيها، نعم، طيب، السم لو اضطر إليه لا يأكل منه ليش؟ لأنه إذا أكل من السم أسرع إلى نفسه القتل، معلوم، واحد عنده مثلا كيلو من السم يقول أنا جوعان بالحين الأن أبغى ءاكل الكيلو من السم وش نقول؟ نقول أبشر بالموت السريع لأنك لو بقيت لم تأكله ربما يسهّل الله لك شيئا تأكله لكن الأن قتلت نفسك فالسم لا يحِل، طيب، لو اضطر إلى شرب لبن الأتان، أه؟ الأتان الحمارة.
السائل : نعم.
الشيخ : يحل؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه يحل، يحل له ذلك، كل المحرمات التي لا تضُرّ بذاتها إذا اضطر إليها الإنسان أكل منها وشرب، طيب، لو اضطر إلى شرب ماء محرّم، يشرب؟ أه؟ يشرب، نعم، اضطر إلى شرب الخمر؟ لا يشرب، ليش؟ يقول العلماء إن الخمر لا يُغني من العطش بل يزيد العطش ومع ذلك إذا اضطر إليه بحيث تندفع ضرورته بتناوله حَلّ له الخمر ومثّلوا لذلك برجل غَصّ بلقمة ولم يحضر عنده إلا كأس خمر، له أن يتناول؟ نعم، بس ما يدفع اللقمة فقط ويُمسك، طيب، لماذا؟ لأنه هنا تندفع به الضرورة أما غير ما تندفع به الضرورة.