فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام قال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ثم جاء إلى النبي عليه فسلم عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ثم قال ارجع فصل فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا علمني قال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها . حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا أن الأفضل زيادة الواو في رد السلام وكذلك أيضا يكون بالإفراد إذا كان المسلم واحدا ، وإن قال وعليكم فلا بأس ، قال العلماء وينوي بهذا الجمع الملائكة الذين معه ، لأن مع كل واحد من الناس ملكين ، وإن أتى بالإفراد بناء على أنه ليس أمامنا إلا رجل واحد فهو الأولى والأوفق للسنة ، وفيه أيضا أن هذا الرجل صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارجع فصل فإنك لم تصل ، هذا النفي نفي للوجود أو للصحة ؟ للصحة ، يعني لم تصل صلاة صحيحة ، وفي هذا دليل على أن العبادة إذا نقصت نقصا يخل بها فإنه لا بأس أن تنفى ، وينبني على ذلك في مسائل الأيمان لو أن الإنسان قال والله لأصلين الآن ركعتين ثم صلى ركعتين لا يطمئن فيهما فهل يحنث ؟ يحنث عليه كفارة لأنه لم يصل ، لأنه لم يصل حيث إنه صلى صلاة غير صحيحة ، ولو قال والله لا أبيع اليوم شيئا ثم باع خمرا هل يحنث ؟ ليش ؟ لا يحنث لأن بيع الخمر غير صحيح ، إلا إذا أراد صورة العقد فهذه صورة عقد ، وفي ترديد النبي صلى الله عليه وسلم له دليل على أنه لا حرج أن يردد الإنسان من يفعل شيئا فاسدا من أجل تثبيت الحكم نعم ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ردده ثلاث مرات ، لأجل أن يبقى متشوفا للحق حتى يأتيه وكأنه ماء مطر نزل على رياض يابسة جافة ، وإلا فبإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمه بأول مرة ، ونظير ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بالفاسد لإثباته أي إثبات فساده قصة بريرة مع عائشة ، بريرة مملوكة اشترت نفسها من أهلها بتسع أواق من الفضة وجاءت تستعين عائشة فقالت لها عائشة إن أراد أهلك أن أعدها لهم الآن نقدا ويكون ولاؤك لي فأنا أفعل ، فذهبت إلى أهلها وقالت لهم : هذه عائشة تقول أنقدهم الثمن الآن ويكون الولاء لي ، قالوا : لا ، الولاء لنا ، فرجعت بريرة إلى عائشة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع قولها لعائشة إنهم أبوا إلا أن يكون الولاء لهم ، قال : ( خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ) قال خذيها واشترطي لهم الولاء ، أشكل هذا على كثير من العلماء وحق لهم أن يشكل عليهم ، قالوا كيف الرسول عليه الصلاة والسلام يغرهم ، كيف يغرهم ؟! يقول خذيها واشترطي الولاء لهم ثم يبطل الولاء أن يكون لهم ، هذا غرر بل هذا تغرير بالغير ، أجابوا عن هذا قالوا إن اللام بمعنى على ، فهي كقوله تعالى : (( أولائك لهم اللعنة ولهم سوء الدار )) وهذا غلط ، أولا أننا لا نسلم أن قوله : (( أولئك لهم اللعنة )) أن اللام بمعنى على ، بل اللام على بابها وهي للاستحقاق ، فكأنه قال أولائك مستحقون للعنة واللعنة عليهم ، هذه واحدة ، فأبطلنا أصلهم الذي قاسوا عليه ، ثانيا هل يعقل أن تكون اللام بمعنى على وهم ردوا هذا ؟! ، اشترطي عليهم الولاء قد ردوه بالأول إذا كان اشترطي لهم بمعنى عليهم قد ردوا هذا ما قبلوا ، لكن اللام بمعنى أنه لهم الولاء إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يشترطوا هذا الشرط الفاسد من أجل أن يعلن بفساده على الملأ حتى يعلم أن كل فاسد ولو عقد عليه فإنه باطل يلغى ، أما كونه تغريرا بهؤلاء فيقال لعل النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أنهم عالمون بأن الولاء لمن أعتق ولكن خالفوا بهذا الشرط ، طيب على كل حال أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أن تشترط الولاء لهم ثم خطب الناس وقال : ( ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مئة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ) ، طيب وفي هذا الحديث حسن أدب هذا المسيء في صلاته وفقهه حيث قال : ( والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا )، فإن قوله : والذي بعثك بالحق يستلزم التسليم لكل ما يقوله الرسول أليس كذلك ؟ لأنه مبعوث من عند الله هذه واحدة ، ويستلزم أن كل ما يقوله الرسول فهو حق ، ولو شاء هذا الرجل لقال والله لا أحسن غير هذا وحصل اليمين يا عبد الله ، واضح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إذًا ففيه أدب من وجهين : أولا أنه مبعوث من عند الله حقا ورسول ، وأن كل ما يقوله فهو حق ، ما أحسن غير هذا فعلمني ولم يقل علمني أولا ، قال لا أحسن حتى يبين حاجته وافتقاره إلى التعليم ، فعلمني ، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن نشهد أنه لا أحد أحسن تعليما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فكبر وفي رواية فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ) لكن طواها بعض الرواة ، فأمره أن يسبغ الوضوء أولا ثم يستقبل القبلة ثم يكبر ، وهذه التكبيرة تسمى تكبيرة الإحرام ويجب أن يقول الله أكبر ، فلو قال آلله أكبر أيش ؟ لم يصح ، ليش ؟ لأن هذهااستفهام كما قال تعالى : (( آلله خير أما يشركون )) ، ولو قال الّآه أكبر صح لكن خلاف البلاغة ، لأن هذا لا يمد أكثر من ست حركات ، ولو قال الله اااكبر لم يصح لأنه استفهام ، ولو قال الله أكبااار لم يصح ، لأن أكبار جمع كَبَر والكَبَر الطبل ، الطبل الذي يقرع به ، إذًا يجب أن ننظر في كثير من الأئمة الآن ما أكثر الذين يقولون أيش ؟ أكبااار هذه كثيرة جدا ، وهذه يجب أن ينبه عليها الأئمة.
الطالب : نعم .
الشيخ : إذًا ففيه أدب من وجهين : أولا أنه مبعوث من عند الله حقا ورسول ، وأن كل ما يقوله فهو حق ، ما أحسن غير هذا فعلمني ولم يقل علمني أولا ، قال لا أحسن حتى يبين حاجته وافتقاره إلى التعليم ، فعلمني ، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن نشهد أنه لا أحد أحسن تعليما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فكبر وفي رواية فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ) لكن طواها بعض الرواة ، فأمره أن يسبغ الوضوء أولا ثم يستقبل القبلة ثم يكبر ، وهذه التكبيرة تسمى تكبيرة الإحرام ويجب أن يقول الله أكبر ، فلو قال آلله أكبر أيش ؟ لم يصح ، ليش ؟ لأن هذهااستفهام كما قال تعالى : (( آلله خير أما يشركون )) ، ولو قال الّآه أكبر صح لكن خلاف البلاغة ، لأن هذا لا يمد أكثر من ست حركات ، ولو قال الله اااكبر لم يصح لأنه استفهام ، ولو قال الله أكبااار لم يصح ، لأن أكبار جمع كَبَر والكَبَر الطبل ، الطبل الذي يقرع به ، إذًا يجب أن ننظر في كثير من الأئمة الآن ما أكثر الذين يقولون أيش ؟ أكبااار هذه كثيرة جدا ، وهذه يجب أن ينبه عليها الأئمة.