حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة يعني بن سعيد وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل هو ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له حفظ
القارئ : حدّثنا يحيى بن أيّوب ، وقتيبة يعني ابن سعيدٍ ، وابن حجرٍ ، قالوا : حدّثنا إسماعيل هو ابن جعفرٍ ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلّا من ثلاثةٍ : إلّا من صدقةٍ جاريةٍ ، أو علمٍ ينتفع به ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له ) .
الشيخ : هذا قد يشكل على بعض الناس من حيث التركيب اللغوي ، قوله : ( إلا من ثلاثة ) أي : إلا من ثلاثة أعمال ، والمشتهر عند الناس إلا من ثلاث ، لكن هذا لفظ مسلم إلا من ثلاثة أي : من ثلاثة أعمال.
ثم قال : ( إلا من صدقة ) هذا بدل بإعادة العامل ، بدل من قوله : ( إلا من ثلاثة ) بإعادة العامل وهو ( إلا من ) ولذلك لو حذفت ( إلا من ) وقال : إلا من ثلاثة : صدقة جارية استقام الكلام ، فهو بدل أو عطف بيان بإعادة العامل ، وحينئذٍ لا يبقى إشكال في الحديث.
( صدقة جارية ) من يخرجها؟ الميت الصدقة الجارية من أوسعها وأعمها وأنفعها وأفضلها بناء المساجد ، فإنها صدقة جارية ، المسجد تقام فيه الصلوات ، وقراءة القرآن ، ودروس العلم ، ويؤوي الفقراء في الحر والبرد ، وفيه مصالح كثيرة ليلًا ونهارًا ثم هو أدوم من غيره.
صدقة جارية : الماء ، يحفر الإنسان عينًا يشرب منها الناس ، هذه صدقة جارية.
صدقة جارية : أربطة ، مساكن لطلاب العلم.
صدقة جارية : كتب علم.
ضد ذلك الصدقة غير الجارية ، مثل أن يجد الإنسان فقيرًا فيسلمه دراهم أو يشتري له ثوبًا هذه غير جارية، لأنها تهلك في حينها.
( أو علم ينتفع به ) لأن العلوم ثلاثة أقسام : علم نافع ، علم ضار ، وعلم لا خير فيه ، لا نافع ولا ضار والذي يجري على الإنسان بعد موته هو العلم النافع سواء كان من العلوم الشرعية أو من مساند العلوم الشرعية كالعلوم العربية
( أو ولد صالح يدعو له ) ولد صالح يشمل الذكر والأنثى ، ( يدعو له ) أي : للميت ، وفي هذا إشارة إلى أن دعاء الإنسان لأبيه وأمه بعد موتهما من علامة الصلاح لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الذي يدعو لوالديه جعله صالحًا ، فمن علامة الصلاح أن يدعو الإنسان لوالديه بعد موتهما.
أيهما أنفع من هذه الثلاث ؟ العلم أنفعهم لأن العلم ينتفع به الإنسان الذي يتعلمه ، العلم فيه حفظ الشريعة ، فيه نفع الخلق عمومًا ، العلم أشمل وأعم لأنه يتعلم من علمك الموجود في حياتك والموجود بعد وفاتك.
ولهذا الآن نحن نعلم أن من الناس في عهد أبي هريرة رضي الله عنه من كانت عنده أموالًا عظيمة وتصدقوا بصدقات عظيمة ، ولكن هل بقي ذكرهم كما بقي ذكر أبي هريرة؟ لا. وكذلك أيضًا في زمن الأئمة رحمهم الله ، خلفاء يتصدقون ويبذلون ويبنون ، ولكن أي هي؟ ذهبت لكن بقي علوم الأئمة.
وكذلك من بعدهم من العلماء البارزين كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والغزالي والنووي وغيرهم.
كلهم نفعوا الأمة ، وهذا أفضل ما يحدث للإنسان على طلب العلم النافع ، يبتغي بذلك وجه الله.
وأيضًا ، من أشد ما يجعل الإنسان يسعى بكل ما يستطيع على نشر العلم بكل وسيلة ، حتى في المجالس الخاصة يمكن للإنسان الموفق أن ينشر علمًا ، ولقد أوصاني رجل من عامة الناس قال لي : يا بني ، احرص على نشر العلم ، حتى في المجالس ، مجالس القهوة أو الغداء وما أشبه ذلك ، احرص عليه ، لا تترك مجلسًا واحدًا إلا وأهديت إلى الجالسين ولو مسألة واحدة. أوصاني بذلك وأنا أوصيكم بذلك لأنها وصية نافعة.
لكن قد يقول الإنسان : أستثقل أن أبدأ الناس بالعلم. وأقول : يا فلان ، اقرأ الكتاب الفلاني مثلًا ، أو أتلو القرآن ثم أفسره ، أستثقل هذا أو يستثقله الجالس ، نقول : الناس أنواع ، من الناس من إذا قال للقارئ اقرأ ثم فسّر من يكون الناس ممنونين بذلك ، مسرورين به ، ولولا هيبته لقالوا له : يا فلان اقرأ لنا آية فسرها. فهذا لا بأس أن يقول له : يا فلان ، اقرأ آية ثم يفسرها لأن هذا ألذ على الناس من الماء البارد.
ومن الناس من يكون بالعكس ، يستثقله الجالسون إذا قال : اقرأ أو ما أشبه ذلك
لكن هذا النوع الثاني يمكن أن يدخل إلى الناس بطريقة غير مملة وغير ثقيلة ، بأن يورد هو مسائل ، يقول : ما تقولون في كذا وكذا؟ ثم يبدأ الناس يتحدثون معه ويتجاوبون معه ، فإن هذا من بركة العلم.
وفي قوله : ( أو ولد صالح ) الإشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يؤدب أولاده على الصلاح ، حتى ينتفع بهم في الدنيا والآخرة ، لأنهم إذا كانوا صلحاء نفعوه في الدنيا والآخرة.
وسل من يربي أولاده على الصلاح ومن أهملهم. كيف يكون الأول وكيف يكون الثاني.
الثاني يتعب ولا ينال مقصوده من أولاده ، والأول يستريح وما أحسن قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) وخص الصلاة لأن الصلاة هي التي تنهي عن الفحشاء والمنكر ، ولأنها عمود الدين ، ولأن من أقامها أقام دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
الشاهد من هذا قوله : صدقة جارية يثبتها الإنسان قبل أن يموت.
الشيخ : هذا قد يشكل على بعض الناس من حيث التركيب اللغوي ، قوله : ( إلا من ثلاثة ) أي : إلا من ثلاثة أعمال ، والمشتهر عند الناس إلا من ثلاث ، لكن هذا لفظ مسلم إلا من ثلاثة أي : من ثلاثة أعمال.
ثم قال : ( إلا من صدقة ) هذا بدل بإعادة العامل ، بدل من قوله : ( إلا من ثلاثة ) بإعادة العامل وهو ( إلا من ) ولذلك لو حذفت ( إلا من ) وقال : إلا من ثلاثة : صدقة جارية استقام الكلام ، فهو بدل أو عطف بيان بإعادة العامل ، وحينئذٍ لا يبقى إشكال في الحديث.
( صدقة جارية ) من يخرجها؟ الميت الصدقة الجارية من أوسعها وأعمها وأنفعها وأفضلها بناء المساجد ، فإنها صدقة جارية ، المسجد تقام فيه الصلوات ، وقراءة القرآن ، ودروس العلم ، ويؤوي الفقراء في الحر والبرد ، وفيه مصالح كثيرة ليلًا ونهارًا ثم هو أدوم من غيره.
صدقة جارية : الماء ، يحفر الإنسان عينًا يشرب منها الناس ، هذه صدقة جارية.
صدقة جارية : أربطة ، مساكن لطلاب العلم.
صدقة جارية : كتب علم.
ضد ذلك الصدقة غير الجارية ، مثل أن يجد الإنسان فقيرًا فيسلمه دراهم أو يشتري له ثوبًا هذه غير جارية، لأنها تهلك في حينها.
( أو علم ينتفع به ) لأن العلوم ثلاثة أقسام : علم نافع ، علم ضار ، وعلم لا خير فيه ، لا نافع ولا ضار والذي يجري على الإنسان بعد موته هو العلم النافع سواء كان من العلوم الشرعية أو من مساند العلوم الشرعية كالعلوم العربية
( أو ولد صالح يدعو له ) ولد صالح يشمل الذكر والأنثى ، ( يدعو له ) أي : للميت ، وفي هذا إشارة إلى أن دعاء الإنسان لأبيه وأمه بعد موتهما من علامة الصلاح لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الذي يدعو لوالديه جعله صالحًا ، فمن علامة الصلاح أن يدعو الإنسان لوالديه بعد موتهما.
أيهما أنفع من هذه الثلاث ؟ العلم أنفعهم لأن العلم ينتفع به الإنسان الذي يتعلمه ، العلم فيه حفظ الشريعة ، فيه نفع الخلق عمومًا ، العلم أشمل وأعم لأنه يتعلم من علمك الموجود في حياتك والموجود بعد وفاتك.
ولهذا الآن نحن نعلم أن من الناس في عهد أبي هريرة رضي الله عنه من كانت عنده أموالًا عظيمة وتصدقوا بصدقات عظيمة ، ولكن هل بقي ذكرهم كما بقي ذكر أبي هريرة؟ لا. وكذلك أيضًا في زمن الأئمة رحمهم الله ، خلفاء يتصدقون ويبذلون ويبنون ، ولكن أي هي؟ ذهبت لكن بقي علوم الأئمة.
وكذلك من بعدهم من العلماء البارزين كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والغزالي والنووي وغيرهم.
كلهم نفعوا الأمة ، وهذا أفضل ما يحدث للإنسان على طلب العلم النافع ، يبتغي بذلك وجه الله.
وأيضًا ، من أشد ما يجعل الإنسان يسعى بكل ما يستطيع على نشر العلم بكل وسيلة ، حتى في المجالس الخاصة يمكن للإنسان الموفق أن ينشر علمًا ، ولقد أوصاني رجل من عامة الناس قال لي : يا بني ، احرص على نشر العلم ، حتى في المجالس ، مجالس القهوة أو الغداء وما أشبه ذلك ، احرص عليه ، لا تترك مجلسًا واحدًا إلا وأهديت إلى الجالسين ولو مسألة واحدة. أوصاني بذلك وأنا أوصيكم بذلك لأنها وصية نافعة.
لكن قد يقول الإنسان : أستثقل أن أبدأ الناس بالعلم. وأقول : يا فلان ، اقرأ الكتاب الفلاني مثلًا ، أو أتلو القرآن ثم أفسره ، أستثقل هذا أو يستثقله الجالس ، نقول : الناس أنواع ، من الناس من إذا قال للقارئ اقرأ ثم فسّر من يكون الناس ممنونين بذلك ، مسرورين به ، ولولا هيبته لقالوا له : يا فلان اقرأ لنا آية فسرها. فهذا لا بأس أن يقول له : يا فلان ، اقرأ آية ثم يفسرها لأن هذا ألذ على الناس من الماء البارد.
ومن الناس من يكون بالعكس ، يستثقله الجالسون إذا قال : اقرأ أو ما أشبه ذلك
لكن هذا النوع الثاني يمكن أن يدخل إلى الناس بطريقة غير مملة وغير ثقيلة ، بأن يورد هو مسائل ، يقول : ما تقولون في كذا وكذا؟ ثم يبدأ الناس يتحدثون معه ويتجاوبون معه ، فإن هذا من بركة العلم.
وفي قوله : ( أو ولد صالح ) الإشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يؤدب أولاده على الصلاح ، حتى ينتفع بهم في الدنيا والآخرة ، لأنهم إذا كانوا صلحاء نفعوه في الدنيا والآخرة.
وسل من يربي أولاده على الصلاح ومن أهملهم. كيف يكون الأول وكيف يكون الثاني.
الثاني يتعب ولا ينال مقصوده من أولاده ، والأول يستريح وما أحسن قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) وخص الصلاة لأن الصلاة هي التي تنهي عن الفحشاء والمنكر ، ولأنها عمود الدين ، ولأن من أقامها أقام دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
الشاهد من هذا قوله : صدقة جارية يثبتها الإنسان قبل أن يموت.