فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على قوة سليمان عليه الصلاة والسلام أنه أقسم قسما مؤكدا أن يطوف على تسعين امرأة وتحمل وتلد غلاما يقاتل في سبيل الله ، وهذا لا يتفق لكثير من الناس بل لأكثر الناس ، لكن سليمان عليه الصلاة والسلام أعطاه الله تعالى ملكا ، والملك يحتاج إلى قوة ، فأعطاه الله قوة على قدر ملكه .
ولهذا قال أهل العلم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا على معاوية في أن يأكل ولا يشبع أو كلمة نحوها ، قالوا أن هذا من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا خير لمعاوية لأن معاوية صار خليفة ، والخليفة لا بد أن يأتيه من أنواع الأرزاق الشيء الكثير ، فلو كان كسائر الناس لم يتحمل أن يتمتع بما يأتيه ، وإذا كان يتسع بطنه لشيء كثير كان هذا من تمام نعمته وتنعمه بما أنعم الله ، نعم .
بقية الحديث إن شاء الله غدا ، والظاهر أننا نحيل ولا نوفي ، لأننا أحلنا البارحة على حديث ولكن ما نبهتونا عليه .
الطالب : ...
الشيخ : ... هو فعل ما يقدر عليه وهو أنه أتى على تسعين امرأة لكنه لم يحصل الذي حلف عليه حيث أن الله حنّثه ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) يعني لأتى له بما أقسم عليه ، نعم .
السائل : لو أن الإنسان يا شيخ حلف في ساعة غضب
الشيخ : فهل ؟
السائل : في ساعة غضب فهل ينفذ يمينه ؟.
الشيخ : يجب أن تعلموا أن كل قول يصدر عن غضب فلا عبرة به ، كل قول يصدر عن غضب لا يملك فيه نفسه فلا عبرة به سواء يمين أو نذر أو طلاق أو أي شيء ، لأن الله سبحانه وتعالى قال : (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) أي بما انعقد عليه القلب ، والغضب ما يشعر الإنسان ، بعض الناس لا يدري هل هو في الأرض أو في السماء ، نعم .
السائل : قوله صلى الله عليه وسلم
الشيخ : أيش ؟
السائل : قوله آثم عند الله هل فيه ...
الشيخ : إذا حنث في يمينه بغير سبب فبعضهم قال أنه يأثم لأن الله سمى الحنث كفارة ، وقد يقال أن هذا بمعنى أشد وإن لم يكن فيه إثم ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ) مع أن لا شر في الآخر ولا في الأول ، وكذلك : ( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) ، نعم .