سؤال غير واضح حول من حضر قتيلا هل يغسله؟ حفظ
السائل : ... حتى الذي حضر القضية ؟.
الشيخ : أي نعم نعم ، هو ما حضر القتل لكن حضر القتيل .
وفيه أيضا إشكال لأنه يقول أنه دفنه ، وظاهر الحديث أنه دفنه في مكانه ، فهل يقال إن فيه شاهدا لقول من قال من الفقهاء إن المقتول ظلما كالمقتول في سبيل الله يعني لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ويدفن في مكانه ؟ .
نقول هذا فيه احتمال أن يكون كذلك ، لكن هذا الإحتمال لا يقوى على تخصيص العمومات الدالة على وجوب تغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه مع الناس ، وأما شهيد المعركة فلا شك أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ، ويدفن بمكانه حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لما نقلوا شهداء أحد إلى المدينة أمر بردهم إلى مضاجعهم .
والصواب إن المقتول ظلما ليس له حكم شهيد المعركة ، إذ ليس فيه سنة صريحة ، ولا يصح قياسه على شهيد المعركة ، لأن شهيد المعركة أتى إلى ميدان القتال باختياره وإرادته ثم أتى إلى ميدان القتال ليقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، والمقتول ظلما لم يكن كذلك ، المقتول ظلما لو حصل له أن يفر لفر لكنه لا يحصل ، نعم هو شهيد في الآخرة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ) .
فإن قال قائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أتقولون إنه شهيد ؟ .
فالجواب نعم ، نقول إنه شهيد لأنه قتل ظلما ، لكن هل هو من الشهداء في سبيل الله أو من الشهداء بالقتل ظلما ؟ .
الأول ، الأول لأن عمر بن الخطاب ما قتل لعداوة شخصية ولكنه قتل لأنه قائم بشريعة الله ، هذا هو الذي يظهر ، وإن كان قد قيل إن أبا لؤلؤة لما ضرب عليه عمر الخراج لسيده المغيرة ، وقال له إنك تعمل كذا وكذا وكذا ، قال لأصنعن لك رحى يتحدث الناس عنها ، فقد يقال أنه أراد الانتقام ، لكن الأول أظهر لي ، لأن المجوس أعداء ألدّاء للمسلمين ، لكنه رضي الله عنه غسل وكفن وصلي عليه ، لأن الشهيد إذا لم يمت في الحال فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كغيره ، لكن إذا مات في الحال هو الذي لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ، نعم.