فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على فوائد :
منها إثبات الرضا والكراهة لله عز وجل ، وهل هما حقيقة أو على سبيل المجاز ، فيفسر الرضا بالثواب والكراهة بالعقاب ؟ .
مذهب أهل السنة والجماعة أنهما حقيقة وأن الله تعالى يرضى ويكره ، ويترتب على رضاه الثواب ، وعلى كراهته العقاب ، وهل هما أعني الرضا والكراهة من الصفات الفعلية أو الذاتية ؟ .
من الصفات الفعلية ، لأن القاعدة أن كل صفة ذات سبب فهي من الصفات الفعلية .
ومن فوائد هذا الحديث أن الله يرضى لنا ثلاثا أن نعبده ولا نشرك به شيئا ، يعني نعبده عبادة خالصة ، ولا يمكن أن تكون عبادة إلا إذا وافقت الشريعة ، وعلى هذا فيكون الإتباع في ضمن العبادة ، لأن العبادة لا بد فيها من إخلاص ومتابعة ، فإذا قال : ( أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ) تضمن ذلك المتابعة إذ لا عبادة إلا بمتابعة .
وقوله : ( لا تشركوا به شيئا ) عام يشمل أي أحد من المخلوقين الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم ، لا يشرك به شيئا .
وقوله : ( وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )، أن تعتصموا بحبل الله وهو دين الله ، وسمي حبلا لله لأنه موصل إليه كحبل البئر يوصل إلى الماء ، فحبل الله تعالى هو دينه الذي شرعه لعباده ( ولا تفرقوا ) يعني لا تفرقوا فيه كما قال تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) .
أين الثالثة ؟ لا بد نرجع لها في الشرح .
( ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال )، يكره ثلاثا : قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال .
أما ( قيل وقال ) فالمراد به كلام اللغو الذي لا فائدة منه ، قال الناس كذا وقيل كذا ولا فائدة منه ، أو أن المراد به نقل الكلام بغير تثبت بأن يقول قيل كذا أو قال فلان كذا بدون تثبت ، وكلاهما مذموم .
والثاني كثرة السؤال ، السؤال عن أيش ؟ السؤال عن العلم إذا لم يكن هناك حاجة ، وكثرة سؤال طالب العلم من الحاجة ، لأن طالب العلم يعد نفسه ليكون على علم مما يرد عليه من المسائل ، ويأتي بقية الكلام عليه إن شاء الله والشرح .