شرح قول المصنف : من غير تحريف حفظ
الشيخ : قال : " من غير تحريف ولا تعطي ولا تكييف ولا تمثيل ".
انتبه أهل السنة والجماعة جعلني الله وإياكم منهم يؤمنون بذلك إيمانا خاليا من هذه الأمور الأربعة : التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل.
فالتحريف : إما لفظي وإما معنوي فهم لا يحرفون في اللفظ، والغالب أن التحريف اللفظي لا يقع إلا من جاهل،... لا يقع وإذا وقع فإنما يقع من جاهل التحريف اللفظي يعني تغيير الشكل مثلا لا تجد أحدا يقول : " الحمد لله ربَّ العالمين " إلا إذا كان جاهلا هذا الغالب.
لكن التحريف المعنوي هو الذي وقع فيه كثير من الناس، فأهل السنة والجماعة إيمانهم بما وصف الله به نفسه خال من التحريف يعني : تغيير المعنى، خال من تغيير المعنى، تغيير المعنى يسميه القائلون به تأويلا ويسمون أنفسهم بأهل التأويل أتدرون لماذا ؟ لأجل أن يصبغوا هذا الكلام صبغة القبول لأن التأويل لا تنفر منه النفوس ولا تكرهه لكن هو في الحقيقة تحريف إلا أنهم لا يستطيعون أن يقولوا تحريف لو قالوا تحريفا لأعلنوا على أنفسهم برفض كلامهم يقولوا نحن أهل التحريف من الذي يقبل كلامهم ؟ لكن يقول أهل التأويل فيصبغونه بصبغة القبول وهو في الحقيقة تحريف، ولهذا عبر المؤلف رحمه الله بالتحريف دون التأويل مع أن كثيرا ممن يتكلمون في هذا الباب يعبرون بنفي التأويل يقول من غير تأويل ولكن ما عبر به المؤلف أولى لأمور ثلاثة :
الأمر الأول : أنه اللفظ الذي جاء به القرآن فإن الله تعالى قال : (( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )) قال : يحرفون والتعبير الذي عبر به القرآن أولى من غيره لأنه أدل على الكلام وأدل على الحال وأقرب إلى العدل فالمحرف المؤول بغير دليل ليس من العدل أن أسميه مؤولا بل العدل أن أصفه بما يستحق وهو أن يكون محرفا هذا واحد .
الوجه الثاني : أن التحريف أبلغ تنفيرا من التأويل لماذا ؟ لأن التحريف لا يقبله أحد لكن التأويل لين تقبله النفس وتستفصل عن معناه أما التحريف بمجرد ما نقول هذا تحريف ينفر الإنسان منه عرفتم وإذا كان كذلك فإن استعمال التحريف فيمن خالفوا طريق السلف أليق من استعمال التأويل.
الوجه الثالث : أن التأويل ليس مذموما كله قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ) وقال الله تعالى : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )) فامتدحهم بأنهم يعلمون التأويل فليس التأويل كله مذموما بخلاف التحريف أقول ليس التحريف كله مذموما لأن التحريف أقول : ليس التأويل كله مذموما لأن التأويل له معان متعددة يكون بمعنى التفسير ويكون بمعنى العاقبة والمآل ويكون بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره، يكون بمعنى التأويل كقول كثير من المفسرين عندما يفسرون الآية يقولون تأويل قوله تعالى كذا وكذا ثم يذكرون المعنى هذا يعني التفسير، وسمي التفسير تأويلا لأننا أولنا الكلام أي جعلناه يؤول إلى معناه المراد به واضح طيب .
تأويل بمعنى : عاقبة الشيء هذا إن ورد في طلب فتأويله فعله وإن ورد في خبر فتأويله وقوعه يعني إن وصف به الخبر فتأويله وقوعه وإن ورد في طلب فتأويله فعله والحقيقة أن فعله إيقاع له لكن هكذا نقول التأويل بالنسبة للخبر معناه وقوع المخبر به ومنه قوله تعالى : (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ )) إذا وقع ما أخبروا به ولا لا ؟ إذا هل ينظرون إلا عاقبة ومأل ما أخبروا به انبته يا أخ عشان ما تنسى يوم يأتي ذلك المخبر به يقول الذين نسوه يا آدم يا بخاري يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق، طيب هل منه قول يوسف لما خروا قال : (( هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ )) لا هذا وقوع لأنه قال عقب ما حصل بعد أن سجدوا له، طيب قول صاحبي السجن : (( نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )) تفسير هذا تفسير إذا التأويل بمعنى التفسير والتأويل بمعنى العاقبة قلنا إذا كان خبرا فتأويله وقوعه، إذا كان طلبا فتأويله فعله قالت عائشة : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده بعد أن أنزل عليه قوله تعالى : (( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )) يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي يتأول القرآن ) هذا إيش ؟ يعني : يعمل به فتأويل الطلب فعله يعني تركه إن كان نهيا، وفعله إن كان أمرا هذا التأويل محمود ولا غير محمود ؟ محمود فعل الأوامر وترك النواهي محمود .
المعنى الثالث للتأويل : صرف اللفظ عن ظاهره. هذا النوع ينقسم إلى محمود ومذموم فإن دل عليه دليل فهو محمود ويكون من القسم الأول وهو التفسير، وإن لم يدل عليه دليل فهو مذموم ويكون من باب التحريف وليس من باب التأويل، وهذا الثاني هو الذي درج عليه أهل التحريف في صفات الله عز وجل أظنه مفهوم الآن طيب .
التأويل نعيد مرة ثانية التأويل ينقسم إلى ثلاثة أقسام : أولا : أن يكون بمعنى التفسير .
ثانيا : يكون بمعنى مآل الشيء هذا المآل إن كان الشيء خبرا يعني إن كان النص خبرا فتأويله وقوعه، وإن كان طلبا فتأويله فعله وإن شئت فقل لأجل يشمل النهي فتأويله امتثاله هذا أحب إلي إن كان طلبا فتأويله امتثاله بمعنى تركه إن كان نهيا وفعلا إن كان أمرا مفهوم هذا .
القسم الثالث : صرف اللفظ عن ظاهره إلى خلاف الظاهر، نقول هذا الأخير الثالث ينقسم أيضا إلى محمود ومذموم فإن دل عليه دليل فهو محمود ويكون من باب التفسير من الأول وإن لم يدل عليه دليل كان تحريفا كان مذموما وهو في الحقيقة تحريف وليس بتأويل طيب ممكن نضرب أمثلة ضربنا أمثلة على التفسيبر وأمثلة على مآل الشيء وعاقبته .
صرف اللفظ عن ظاهره مثلا (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ظاهر اللفظ أن الله عز وجل استوى على العرش استقر عليه وعلا عليه، طيب إذا قال قائل : معنى (( اسْتَوَى )) استولى على العرش نقول هذا تأويل ـ دقيقة ـ تأويل لأنك صرفت اللفظ عن ظاهره طيب هل نسمي هذا تأويلا يعني تفسيرا أو تحريفا ؟ تحريفا نقول تحريف ليش ؟ لأنه ما دل عليه دليل بل الدليل على خلافه كما سيأتي إن شاء الله تعالى نقول هذا تحريق دقيقة يا أخي نقول هذا تحريف.
طيب قرأ قارئ : (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) قال معنى : (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ )) يعني سيجيء أمر الله يا شيخ الله يقول أتى أنت تقول سيأتي هذا موافق لظاهر اللفظ ولا مخالف ؟ مخالف لظاهر اللفظ طيب عليه دليل ؟ نعم فيه دليل (( فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) إذا ما بعد جاء لو كان قد أتى ما صح أن يقال : (( فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) إذا فيه دليل من الآية حينئذ يكون التأويل هنا محمودا وصحيحا لأنه تفسير للآية .
(( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )) قال إذا قرأت أي إذا أردت أن تقرأ يا أخي اتق الله الله يقول : (( إذا قرأت )) يعني إذا كملت القراءة قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا معنى إذا قرأت ولا لا ؟ زين هذا ظاهر اللفط لكن نقول معنى إذا قرأت أي إذا أردت أن تقرأ قال لا هذا تأويل نقول نعم نوافقك على أنه تأويل لكن عندنا دليل متصل ولا منفصل ؟ (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) هذا متصل طيب، إذا قرأت إذا أردت أن تقرأ الدليل متصل ولا منفصل ؟ منفصل كيف منفضل ؟ لأننا علمنا من السنة كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أرد أن يقرأ استعاذ بالله من الشيطان الرجيم فهنا عرفنا المعنى من السنة طيب التأويل صحيح ولا غير صحيح ؟ صحيح طيب .
قال أنس : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال أعوذ بالله من الخبث والخبائث ) ويش معنى إذا دخل ؟
الطالب : إذا أراد .
الشيخ : طيب ويش يدريك ؟ إذا دخل نقول لأن ذكر الله لا يليق داخل المكان، فلهذا حملنا قوله : ( إذا دخل ) على قول إذ أراد أن يدخل هذا التأويل الذي دل عليه الدليل صحيح ولا يعدو أن يكون تفسيرا، لذلك قلنا : إن التأويل أولى وأعود مرة ثانية أن التحريف أولى لأنه الذي جاء به القرآن لو زدنا على الثلاث نحن ذكرنا ثلاثة لكن يمكن يزيد التحريف أولى لأنه ألصق بطريق المحرف لأنه محرف مغير أولى لأنه أشد تنفيراً عن هذه الطريقة المخالفة لمن ؟ لطريق السلف، أولى لأن التحريف كله مذموم بخلاف التأويل فإن منه مذموما ومحمودا فيكون التحريف إذا أولى من كم من وجه ؟ ... أربعة .
انتبه أهل السنة والجماعة جعلني الله وإياكم منهم يؤمنون بذلك إيمانا خاليا من هذه الأمور الأربعة : التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل.
فالتحريف : إما لفظي وإما معنوي فهم لا يحرفون في اللفظ، والغالب أن التحريف اللفظي لا يقع إلا من جاهل،... لا يقع وإذا وقع فإنما يقع من جاهل التحريف اللفظي يعني تغيير الشكل مثلا لا تجد أحدا يقول : " الحمد لله ربَّ العالمين " إلا إذا كان جاهلا هذا الغالب.
لكن التحريف المعنوي هو الذي وقع فيه كثير من الناس، فأهل السنة والجماعة إيمانهم بما وصف الله به نفسه خال من التحريف يعني : تغيير المعنى، خال من تغيير المعنى، تغيير المعنى يسميه القائلون به تأويلا ويسمون أنفسهم بأهل التأويل أتدرون لماذا ؟ لأجل أن يصبغوا هذا الكلام صبغة القبول لأن التأويل لا تنفر منه النفوس ولا تكرهه لكن هو في الحقيقة تحريف إلا أنهم لا يستطيعون أن يقولوا تحريف لو قالوا تحريفا لأعلنوا على أنفسهم برفض كلامهم يقولوا نحن أهل التحريف من الذي يقبل كلامهم ؟ لكن يقول أهل التأويل فيصبغونه بصبغة القبول وهو في الحقيقة تحريف، ولهذا عبر المؤلف رحمه الله بالتحريف دون التأويل مع أن كثيرا ممن يتكلمون في هذا الباب يعبرون بنفي التأويل يقول من غير تأويل ولكن ما عبر به المؤلف أولى لأمور ثلاثة :
الأمر الأول : أنه اللفظ الذي جاء به القرآن فإن الله تعالى قال : (( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )) قال : يحرفون والتعبير الذي عبر به القرآن أولى من غيره لأنه أدل على الكلام وأدل على الحال وأقرب إلى العدل فالمحرف المؤول بغير دليل ليس من العدل أن أسميه مؤولا بل العدل أن أصفه بما يستحق وهو أن يكون محرفا هذا واحد .
الوجه الثاني : أن التحريف أبلغ تنفيرا من التأويل لماذا ؟ لأن التحريف لا يقبله أحد لكن التأويل لين تقبله النفس وتستفصل عن معناه أما التحريف بمجرد ما نقول هذا تحريف ينفر الإنسان منه عرفتم وإذا كان كذلك فإن استعمال التحريف فيمن خالفوا طريق السلف أليق من استعمال التأويل.
الوجه الثالث : أن التأويل ليس مذموما كله قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ) وقال الله تعالى : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )) فامتدحهم بأنهم يعلمون التأويل فليس التأويل كله مذموما بخلاف التحريف أقول ليس التحريف كله مذموما لأن التحريف أقول : ليس التأويل كله مذموما لأن التأويل له معان متعددة يكون بمعنى التفسير ويكون بمعنى العاقبة والمآل ويكون بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره، يكون بمعنى التأويل كقول كثير من المفسرين عندما يفسرون الآية يقولون تأويل قوله تعالى كذا وكذا ثم يذكرون المعنى هذا يعني التفسير، وسمي التفسير تأويلا لأننا أولنا الكلام أي جعلناه يؤول إلى معناه المراد به واضح طيب .
تأويل بمعنى : عاقبة الشيء هذا إن ورد في طلب فتأويله فعله وإن ورد في خبر فتأويله وقوعه يعني إن وصف به الخبر فتأويله وقوعه وإن ورد في طلب فتأويله فعله والحقيقة أن فعله إيقاع له لكن هكذا نقول التأويل بالنسبة للخبر معناه وقوع المخبر به ومنه قوله تعالى : (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ )) إذا وقع ما أخبروا به ولا لا ؟ إذا هل ينظرون إلا عاقبة ومأل ما أخبروا به انبته يا أخ عشان ما تنسى يوم يأتي ذلك المخبر به يقول الذين نسوه يا آدم يا بخاري يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق، طيب هل منه قول يوسف لما خروا قال : (( هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ )) لا هذا وقوع لأنه قال عقب ما حصل بعد أن سجدوا له، طيب قول صاحبي السجن : (( نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )) تفسير هذا تفسير إذا التأويل بمعنى التفسير والتأويل بمعنى العاقبة قلنا إذا كان خبرا فتأويله وقوعه، إذا كان طلبا فتأويله فعله قالت عائشة : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده بعد أن أنزل عليه قوله تعالى : (( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )) يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي يتأول القرآن ) هذا إيش ؟ يعني : يعمل به فتأويل الطلب فعله يعني تركه إن كان نهيا، وفعله إن كان أمرا هذا التأويل محمود ولا غير محمود ؟ محمود فعل الأوامر وترك النواهي محمود .
المعنى الثالث للتأويل : صرف اللفظ عن ظاهره. هذا النوع ينقسم إلى محمود ومذموم فإن دل عليه دليل فهو محمود ويكون من القسم الأول وهو التفسير، وإن لم يدل عليه دليل فهو مذموم ويكون من باب التحريف وليس من باب التأويل، وهذا الثاني هو الذي درج عليه أهل التحريف في صفات الله عز وجل أظنه مفهوم الآن طيب .
التأويل نعيد مرة ثانية التأويل ينقسم إلى ثلاثة أقسام : أولا : أن يكون بمعنى التفسير .
ثانيا : يكون بمعنى مآل الشيء هذا المآل إن كان الشيء خبرا يعني إن كان النص خبرا فتأويله وقوعه، وإن كان طلبا فتأويله فعله وإن شئت فقل لأجل يشمل النهي فتأويله امتثاله هذا أحب إلي إن كان طلبا فتأويله امتثاله بمعنى تركه إن كان نهيا وفعلا إن كان أمرا مفهوم هذا .
القسم الثالث : صرف اللفظ عن ظاهره إلى خلاف الظاهر، نقول هذا الأخير الثالث ينقسم أيضا إلى محمود ومذموم فإن دل عليه دليل فهو محمود ويكون من باب التفسير من الأول وإن لم يدل عليه دليل كان تحريفا كان مذموما وهو في الحقيقة تحريف وليس بتأويل طيب ممكن نضرب أمثلة ضربنا أمثلة على التفسيبر وأمثلة على مآل الشيء وعاقبته .
صرف اللفظ عن ظاهره مثلا (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ظاهر اللفظ أن الله عز وجل استوى على العرش استقر عليه وعلا عليه، طيب إذا قال قائل : معنى (( اسْتَوَى )) استولى على العرش نقول هذا تأويل ـ دقيقة ـ تأويل لأنك صرفت اللفظ عن ظاهره طيب هل نسمي هذا تأويلا يعني تفسيرا أو تحريفا ؟ تحريفا نقول تحريف ليش ؟ لأنه ما دل عليه دليل بل الدليل على خلافه كما سيأتي إن شاء الله تعالى نقول هذا تحريق دقيقة يا أخي نقول هذا تحريف.
طيب قرأ قارئ : (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) قال معنى : (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ )) يعني سيجيء أمر الله يا شيخ الله يقول أتى أنت تقول سيأتي هذا موافق لظاهر اللفظ ولا مخالف ؟ مخالف لظاهر اللفظ طيب عليه دليل ؟ نعم فيه دليل (( فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) إذا ما بعد جاء لو كان قد أتى ما صح أن يقال : (( فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) إذا فيه دليل من الآية حينئذ يكون التأويل هنا محمودا وصحيحا لأنه تفسير للآية .
(( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )) قال إذا قرأت أي إذا أردت أن تقرأ يا أخي اتق الله الله يقول : (( إذا قرأت )) يعني إذا كملت القراءة قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا معنى إذا قرأت ولا لا ؟ زين هذا ظاهر اللفط لكن نقول معنى إذا قرأت أي إذا أردت أن تقرأ قال لا هذا تأويل نقول نعم نوافقك على أنه تأويل لكن عندنا دليل متصل ولا منفصل ؟ (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) هذا متصل طيب، إذا قرأت إذا أردت أن تقرأ الدليل متصل ولا منفصل ؟ منفصل كيف منفضل ؟ لأننا علمنا من السنة كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أرد أن يقرأ استعاذ بالله من الشيطان الرجيم فهنا عرفنا المعنى من السنة طيب التأويل صحيح ولا غير صحيح ؟ صحيح طيب .
قال أنس : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال أعوذ بالله من الخبث والخبائث ) ويش معنى إذا دخل ؟
الطالب : إذا أراد .
الشيخ : طيب ويش يدريك ؟ إذا دخل نقول لأن ذكر الله لا يليق داخل المكان، فلهذا حملنا قوله : ( إذا دخل ) على قول إذ أراد أن يدخل هذا التأويل الذي دل عليه الدليل صحيح ولا يعدو أن يكون تفسيرا، لذلك قلنا : إن التأويل أولى وأعود مرة ثانية أن التحريف أولى لأنه الذي جاء به القرآن لو زدنا على الثلاث نحن ذكرنا ثلاثة لكن يمكن يزيد التحريف أولى لأنه ألصق بطريق المحرف لأنه محرف مغير أولى لأنه أشد تنفيراً عن هذه الطريقة المخالفة لمن ؟ لطريق السلف، أولى لأن التحريف كله مذموم بخلاف التأويل فإن منه مذموما ومحمودا فيكون التحريف إذا أولى من كم من وجه ؟ ... أربعة .