تتمة التعليق على قوله في شرح الطحاوية : " .... والعرش في اللغة: عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى عن بلقيس: (( ولها عرش عظيم ))، وليس هو فلكا، ولا تفهم منه العرب ذلك، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، فهو: سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات. فمن شعر أمية بن أبي الصلت:
مجدوا الله فهو للمجد أهل *** ربنا في السماء أمســـى كبيرا
بالبناء العالي الذي بهر النا *** س وسوى فوق السماء سريرا
شرجعا لا يناله بصــــــــر الع *** ين ترى حوله الملائـــك صورا
الصور هنا: جمع"أصور"، وهو: المائل العنق لنظره إلى العلو. والشرجع: هو العالي المنيف. والسرير: هو العرش في اللغة. ومن شعر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، الذي عرض به عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته:
شهدت بأن وعد الله حـــق *** وأن النار مثوى الكافريـنا .
وأن العرش فوق الماء طاف *** وفوق العرش رب العالميــنا .
وتحمله ملائــــكة شــــــداد *** ملائكة الإلــــــه مســــومينا .
ذكره ابن عبد البر وغيره من الأئمة. وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) . ورواه ابن أبي حاتم ولفظه: ( تخفق الطير سبعمائة عام ) ... " . حفظ