قراءة الطالب لشرح الطحاوية :" ... فمما استدلت به الجبرية، قوله تعالى: (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ))، فنفى الله عن نبيه الرمي، وأثبته لنفسه سبحانه، فدل على أنه لا صنع للعبد. قالوا: والجزاء غير مرتب على الأعمال، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ( لن يدخل أحد الجنة بعمله ) . قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال:( ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) . ومما استدل به القدرية، قوله تعالى: (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) . قالوا: والجزاء مرتب على الأعمال ترتب العوض، كما قال تعالى: (( جزاء بما كانوا يعملون ))، . (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )). ونحو ذلك. فأما ما استدلت به الجبرية من قوله تعالى: (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) - فهو دليل عليهم؛ لأنه تعالى أثبت لرسوله صلى الله عليه وسلم رميا، بقوله: (( إذ رميت ))، فعلم أن المثبت غير المنفي، وذلك أن الرمي له ابتداء وانتهاء: فابتداؤه الحذف، وانتهاؤه الإصابة، وكل منهما يسمى رميا، فالمعنى حينئذ - والله تعالى أعلم: وما أصبت إذ حذفت ولكن الله أصاب. وإلا فطرد قولهم: وما صليت إذ صليت ولكن الله صلى ! وما صمت إذ صمت ! وما زنيت إذ زنيت ! وما سرقت إذ سرقت ! ! وفساد هذا ظاهر... " مع تعليق الشيخ. حفظ