قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما الحديث الثاني ؛ فقد تضمن شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان للجارية التي اعترفت بعلوه تعالى على خلقه ، فدل ذلك على أن وصف العلو من أعظم أوصاف الباري جل شأنه ، حيث خصه بالسؤال عنه دون بقية الأوصاف ، ودل أيضا على أن الإيمان بعلوه المطلق من كل وجه هو من أعظم أصول الإيمان ، فمن أنكره ؛ فقد حرم الإيمان الصحيح .
والعجب من هؤلاء الحمقى من المعطلة النفاة زعمهم أنهم أعلم بالله من رسوله ، فينفون عنه الأين بعدما وقع هذا اللفظ بعينه من الرسول مرة سائلا غيره ، كما في هذا الحديث ، ( ومرة مجيبا لمن سأله بقوله : أين كان ربنا ؟ ) .
وأما قوله : ( والعرش فوق الماء ) ... إلخ ؛ ففيه الجمع بين الإيمان بعلوه تعالى على عرشه ، وبإحاطة علمه بالموجودات كلها .
فسبحان من هو علي في دنوه ، قريب في علوه ... " . حفظ