قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... فهذه الأمة وسط بين الأمم التي تجنح إلى الغلو الضار والأمم التي تميل إلى التفريط المهلك .فإن من الأمم من غلا في المخلوقين ، وجعل لهم من صفات الخالق وحقوقه ما جعل ؛ كالنصارى الذين غلوا في المسيح والرهبان .
ومنهم من جفا الأنبياء وأتباعهم ، حتى قتلهم ، ورد دعوتهم ؛ كاليهود الذين قتلوا زكريا ويحيى ، وحاولوا قتل المسيح ، ورموه بالبهتان .
وأما هذه الأمة ؛ فقد آمنت بكل رسول أرسله الله ، واعتقدت رسالتهم ، وعرفت لهم مقاماتهم الرفيعة التي فضلهم الله بها .
ومن الأمم أيضا من استحلت كل خبيث وطيب .
ومنها من حرم الطيبات غلوا ومجاوزة .
وأما هذه الأمة ؛ فقد أحل الله لها الطيبات ، وحرم عليها الخبائث .
إلى غير ذلك من الأمور التي من الله على هذه الأمة الكاملة بالتوسط فيها .
فكذلك أهل السنة والجماعة متوسطون بين فرق الأمة المبتدعة التي انحرفت عن الصراط المستقيم ... " . حفظ