قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " فهم وسط في باب صفات الله ... " إلخ ؛ يعني : أن أهل السنة والجماعة وسط في باب الصفات بين من ينفيها ويعطل الذات العلية عنها ، ويحرف ما ورد فيها من الآيات والأحاديث عن معانيها الصحيحة إلى ما يعتقده هو من معان بلا دليل صحيح ، ولا عقل صريح ؛ كقولهم : رحمة الله : إرادته الإحسان ، ويده : قدرته ، وعينه : حفظه ورعايته ، واستواؤه على العرش : استيلاؤه . . إلى أمثال ذلك من أنواع النفي والتعطيل التي أوقعهم فيها سوء ظنهم بربهم ، وتوهمهم أن قيام هذه الصفات به لا يعقل إلا على النحو الموجود في قيامها بالمخلوق . ولقد أحسن القائل حيث يقول : وقصارى أمر من أول أن ظنوا الظنونا *** فيقولون على الرحمن ما لا يعلمونا . وإنما سمي أهل التعطيل جهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان الترمذي رأس الفتنة والضلال ، وقد توسع في هذا اللفظ حتى أصبح يطلق على كل من نفى شيئا من الأسماء والصفات ، فهو شامل لجميع فرق النفاة ؛ من فلاسفة ، ومعتزلة ، وأشعرية ، وقرامطة باطنية ... " . حفظ