تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... وأما قوله : " وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات "؛ فأصل الشفاعة من قولنا : شفع كذا بكذا إذا ضمه إليه ، وسمي الشافع شافعا لأنه يضم طلبه ورجاءه إلى طلب المشفوع له .
والشفاعة من الأمور التي ثبتت بالكتاب والسنة ، وأحاديثها متواترة ؛ قال تعالى : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) فنفي الشفاعة بلا إذن إثبات للشفاعة من بعد الإذن .
قال تعالى عن الملائكة : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) .
فبين الله الشفاعة الصحيحة ، وهي التي تكون بإذنه ، ولمن يرتضي قوله وعمله .
وأما ما يتمسك به الخوارج والمعتزلة في نفي الشفاعة من مثل قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ، (( ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة )) ، (( فما لنا من شافعين )) ... إلخ ؛ فإن الشفاعة المنفية هنا هي الشفاعة في أهل الشرك ، وكذلك الشفاعة الشركية التي يثبتها المشركون لأصنامهم ، ويثبتها النصارى للمسيح والرهبان ، وهي التي تكون بغير إذن الله ورضاه ... " . حفظ